ان اهتمام وزارة التعليم العالي باختبار القدرات أمر مهم ومميز لتحسين مخرجات التعليم العالي والحد من الهدر التعليمي في التعليم الجامعي. وهذا الاختبار معمول به في بعض الدول الغربية. ولكن هذا الاختبار لم يحظ بالتهيئة الكاملة للطالب من حيث وجود مرجعية تعليمية لإعداد الطالب في هذا الاختبار والذي يعد من أهم المشكلات التي يواجهها الطالب بعد الثانوية العامة. فلا زال الاختبار تحت التجربة ولم يحظ بالدعم الإعلامي المناسب. وعدم وجود معاهد تهتم بإعداد الطالب، بل ان المعلم في المرحلة الثانوية يجهل الكثير عن هذا الاختبار وطرقه ووزارة التربية والتعليم لم تهتم بالدور المنوط بها من التعريف بهذا الاختبار أو تدريب الطالب والمعلم عليه. والمملكة العربية السعودية دولة مترامية الأطراف معظم سكانها في القرى والهجر، فالطالب القروي لا يعرف عن اختبار القدرات إلا أنه اختبار يجب دخوله فقط ولا يعلم عنه الكثير، الأمر الذي أدى إلى مشكلة كبيرة بعدم قبولهم في الجامعات بعد ان فرض 1-3 الاختبار وحذف 1-3 النسبة في الثانوية وهذا أمر غير واقعي علمياً حيث ان الطالب يبذل الجهد الكبير في تخصصه وفي المواد المنهجية فلا يجوز حذف 1-3 جهده بل يؤخذ بالنسبة كاملة بالإضافة إلى درجة اختبار القدرات وأقترح: 1 - فتح الفرصة لابن القرية والمدينة على حد السواء من حيث توفر المعلومة ومصادر المعلومات ومراكز التدريب التي تتوفر في المدينة ولا تتوفر في القرية. 2 - ان يكون اختبار القدرات تجريبياً لمدة أطول ولا يدخل في تحديد قبول الطالب حالياً حتى تتوفر مصادر المعلومة وتدريب المعلم والطالب ونمو ثقافة الاختبار بين المجتمع. وأعتقد ان اختبار القدرات في وضعه الحالي لم يصل إلى مرحلة المصداقية والموثوقية المطلوبة. وان التعجل والإسراع في الحكم في الأمور العلمية دائماً يعمل به كثيراً في البلاد العربية والمملكة خاصة إضافة إلى أن الاختبار اعتمد على الكم في الأسئلة دون الكيف فلماذا 300 سؤال؟ كذلك الوقت المحدد لم يراع فيه الفروق الفردية في درجة السرعة والكيف أهم من الكم.. والاختبار القصير أكثر مصداقية من الاختبار الطويل لما يشوب طول الاختبار من عوامل نفسية وصحية وبيئية. ختاماً.. رويداً بالطلاب ومهلاً بالثقة المفرطة في الاختبار وفضلا قدروا التباين بين المدينة والقرية والهجر والمستوى الثقافي لها ومستوى ثقافة الأسرة فيها.