كم كانت فرحتي غامرة عندما تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بزيارة بلد أشيقر وتخللتها المشاهدة والتعرف على بلد العلماء والتراث بداية بالنادي الرياضي ومروراً بجمعية أشيقر الخيرية، ودار التراث بأشيقر والبلدة القديمة ومسجد الشيخ سليمان بن علي ابن مشرّف جد الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب - رحم الله الجميع - وانتهاء بمنتزه الجبل، واطلع سموه الكريم على نواحي التطور في البلد بفضل الله سبحانه، ثم بفضل ودعم وتشجيع ولاة الأمر - حفظهم الله - وأبناء أشيقر البررة. ولا ريب أن زيارة سموه والتقائه المسؤولين، وأهالي البلد قد شجعهم على مزيد من البذل والعطاء وأعطاهم إحساسا مؤكدا بأن كل شبر في المملكة الحبيبة حرسها الله تحت نظر وسمع ولاة الأمر. أعود فأقول: إنني كنت أنوي زيارة سموه شخصياً في مكتبه لأعرض عليه فكرتي وحماسي لترميم البلدة القديمة التي كانت من أولويات اهتماماتي منذ ما يقارب ثمانية وعشرين عاما حفاظا على تراثها وتخطيطها العمراني التقليدي وعصارة مدارس طُبق منذ مئات السنين، وأعددت عرضا متواضعا وفرديا يشرح ما دار ويدور في رحابها من مقومات للحياة التقليدية ومبانيها وخدماتها لحث وتشجيع الأبناء والأحفاد على حفظ تلك الذاكرة من الذبول وتذكيرهم بحياة آبائهم وأجدادهم وشظف عيشهم والترحم عليهم وإكمال مسيرتهم في حفظ الدين والتراث والوطن بكافة مقوماته. ولقد شبهت حالي والبلدة القديمة مثل الممرض العاجز الذي يعود مريضه ويتابع حالته، ولكن لا يستطيع إعطاءه العلاج الشافي، فلما زارنا ضيفُنا العزيز، عرضت عليه تقريراً للحالة، فكان بمثابة الطبيب المُشخص المداوي عندما أصدر توجيهاته الكريمة بالمحافظة على هذه الثروة التراثية الأصيلة وجعلها معلما من معالم السياحة في مملكتنا الحبيبة، فجزى الله سموه عنا خير الجزاء وبارك الله في عمره. المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن الخراشي المشرف على مكتب وكيل الأمانة للخدمات أمانة مدينة الرياض