كثير من البشر أصبح الخوف يسكنهم.. لا يتحركون في المواقف الصعبة.. وان تحركوا.. فتحركاً لا يذكر.. البعض يقول انهم.. غير جريئين والبعض يقول عنهم إنهم.. بلا إرادة ولا إقدام وأياً كانت تسميتهم.. يبقى هؤلاء لغزاً في تصرفاتهم الاجتماعية اليومية فتعالوا معنا لاستطلاع هذه الحالة الاجتماعية لفئة تعيش معنا.. ولا تعيش.. يحسون بنا وربما لا نحس بكثير من دواخلهم.. الجرأة مطلب والاقدام والارادة من أهم الصفات فلماذا تنازل عنها هؤلاء؟! احذر ابنك أحدهم!! يقول في البداية جمعان يوسف آدم ان كثيراً من الناس يجهل الكثير في هذا الجانب وهناك عوامل كثيرة مسببة لأن يكون الواحد منا مسلوب الارادة ولكن المشكلة اننا أحيانا نعبر عن أهمية هذا الموضوع ونتحدث باسهاب فيه ولا نؤدي الدور المطلوب علينا تجاه أبنائنا مثلاً وأنا احذر كل واحد يقرأ هنا ان يحذر فربما يكون ابنه أحدهم وذلك إذا لم يشعر منذ نعومة أظفار الطفل باستقلاليته وينمي فيه العادات الحسنة وان يكون عاملاً مساعداً لبناء شخصية ابنه لا ان يكون عامل هدم من خلال رفع الصوت والنهر الدائم للطفل وسلب ارادته وعدم اعطائه الفرصة للتعبير عن رأيه!! قول الحق أقوى ويشير محمد سليمان التميمي ان من أهم دوافع الجرأة وتناميها تعوّد المرء على قول الحق والصدق في كل تعاملاته فإن هذا يجعله اكثر ثقة بنفسه وبالتالي يستطيع ان يكون أقوى بينما تجد على العكس ان الإنسان الغير جريء يعاني أحيانا من مشاكل كثيرة بسبب تلونه ومراوغاته وعدم صدقه وبالتالي فقدانه للثقة بنفسه واستسلامه لداء الخوف وغرقه في وحل يعيقه على ان يكون جريئاً وفاعلاً في مجتمعه!! وتتراوح نسبة الجرأة من إنسان إلى آخر ولكن الإنسان الغير جريء في العرف الاجتماعي هو الإنسان الذي تنعدم عنده أبسط بوادر الجرأة ومن الممكن ان يكون من أقل الناس فائدة لنفسه ولمجتمعه ووطنه!! انتقال العدوى ويلفت الانتباه المهندس ناصر عبدالرحمن إلى نقطة مهمة تتعلق بانتقال العدوى بين أفراد المجتمع الواحد بحيث من الممكن ان تنتقل هذه الصفة المتعلقة بعدم الجرأة من إنسان إلى آخر بفعل العشرة الدائمة فيتشرب الواحد صفات الآخر مع الوقت وبالتالي انتقال العدوى ليصبح المجتمع كاملا بعد أعوام بلا جرأة!! ويشير إلى عامل مهم وهو عدم قدرة الجريئين في بعض المجتمعات إلى تقديم نموذج مضيء وفعال يقتدى به وبالتالي ينظر البعض لجرأة هؤلاء على انها عيب لأن أحدهم من الجريئين كان اسلوبه خاطئا فأصبح الآخرون لا يميلون لتقليد فعل الجريئين وانما يسيرون على ركب من هم بلا جرأة حتى يصل هذا الفكر لكل افراد المجتمع فيكون هذا المجتمع ذا صفة واحدة بلا جرأة!! الحلول بمراكز الأبحاث ويذكر سالم الشمري ان الحلول في المشاكل الاجتماعية يراها البعض في اقامة الجمعيات الاجتماعية ويجمع الكثيرون على أهمية قيام الجمعيات الاجتماعية بواجباتها في هذا الشأن ويتناسى هؤلاء ان الكثير من هذه الجمعيات تحتاج إلى من ينعشها ويعالجها قبل ان تعالج هي مثل هذه العادات والصفات الاجتماعية الغير محمودة ويدلل على قوله من خلال أساليب عمل بعض الجمعيات الاجتماعية ويصفه بأنه بدائي ويرتكز على مبدأ «الفزعة» والاجتهادات ويتساءل: أين مراكز الأبحاث الدائمة في الشؤون الاجتماعية؟ ويقول آن الأوان في ظل المتغيرات من حولنا لاقامة مراكز بحوث دائمة في كل حي تتصل مع بعضها لتكون مركز بحوث دائم وكبير مبني على معلومات حقيقية عن الأفراد وكيفية مساعدتهم ومعالجة مشاكلهم والاسهام من خلال هذه المراكز في برامج التنمية والتطوير الأخرى، كما أشار إلى أهمية قيام المدارس بدورها الهام لاكتشاف مثل هذه الأمور عند طلابها مبكرا فكثيرا ما نرى معلماً في مدرسة يشيد بأدب طالب هادئ جدا لدرجة سلبية وينمي به هذه الصفة ويسلب منه ارادته دون ان يعلم حتى يصبح هذا الطالب رهين الخوف ولا يستطيع ان يتجرأ ان ينطق بكلمة واحدة عندما يقف أمام عشرات الطلاب!! ويذهب أحد الأطباء النفسيين بعيدا عندما أشار إلى عوامل أخرى كثيرة منها إصابة البعض بأمراض نفسية سابقة أو خضوعهم للعلاج وعدم قدرتهم على المواجهة وبالتالي افتقادهم للجرأة موضحا ان هناك حالات إذا تم الضغط عليها بأسلوب غير علمي في مواقف اجتماعية تحتاج إلى جرأة ربما تأتي بنتائج عكسية وتتأزم تلك الحالات سائلاً الله للجميع الصحة والسلامة.