اكتست روضتا الخفس الشمالية والجنوبية بالخضرة والجمال بعد أمطار غزيرة شهدتها المنطقة طيلة الأشهر الثلاثة الفائتة.. وتمازج الزهر بالاعشاب الفصلية التي نبتت في تناغم بديع يحكي جمال المنظر الذي أصبح عبارة عن بساط سندسي أخاذ. وأصبحت الرياض هناك مرتعا جيدا للإبل وملاذاً للمتنزهين الذين وجدوا ضالتهم من المناظر الجميلة وعبق الزهر والخضرة فنصبوا خيمهم ليقتسموا مع الأرض نبل الجمال من بداهة الطبيعة الآسرة. وتتوسط روضتا الخفس جغرافياً وسط نجد حيث تقع شمال مدينة الرياض على بعد 75كم من مطار الملك خالد الدولي. والخفس آخر أعالي جبال طويق يحده من الشمال جبال الطوقي وتعتبر فيضتا الخفس الشمالية والجنوبية من أشهر المراعي القريبة من الرياض وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى مورد ماء يقع بين الروضتين. ومن النباتات التي يشتهر به الخفس شجرة الحمض وشجرة الطلح والسدر كما تتميز أرضه بخصوبتها مما ينبت جميع أنواع الأعشاب الموسمية عند هطول الأمطار ومن أبرزها الخزام والنفل والكرش والخبيز والقرقاص. وتعتبر فيضتا الخفس منتزها ربيعيا للملك عبدالعزيز رحمه الله في ذاك الوقت يلتقي فيه بأبناء البادية. ويلتقي في روضة الخفس الجنوبية ثلاثة أودية من أشهرها وادي ملهم والذي يمتد إلى ثلاثين كيلو مترا، كما يلتقي في روضة الخفس الشمالية خمسة أودية من أشهرها وادي الطوفي ووادي نفيخ. وتقع روضة الخفس بين نفود بنبان ومنطقة العرمة ويعتبر الخفس الموقع الوحيد في منطقة العارض الذي يربط بين العرمة والنفود من الجهة الجنوبية للعرمة ويشاركه في هذه الميزة روضة التنهات والتي تقع في شمال العرمة. وتعتبر منطقة الخفس كذلك أقرب المناطق الرعوية لمدينة الرياض فلذلك تحتضن في أوقات الصيف أعدادا كبيرة من المواشي والأغنام والإبل يأتي بها الرعاة لرعي العشب هناك.