إن المسلم يحتاج إلى أخيه المسلم بأشياء كثيرة من الحاجات المادية والمعنوية، وهذه طبيعة المسلم حبه للخير ومساعدة الغير.. {ورّفّعًنّا بّعًضّهٍمً فّوًقّ بّعًضُ دّرّجّاتُ لٌَيّتَّخٌذّ بّعًضٍهٍم بّعًضْا سٍخًرٌيَْا }. ولكن يجنح بنا أناس عن هذا الأساس، فنرى أناساً كالأعلام في رؤوسها «النيران»!! فعلاً للخير ومساعدة للمحتاجين ولكن وراء الأكمة ما وراءها !! إذ ينصرف بعض الباذلين عن احتساب الأجر في البذل إلى احتساب المصالح الشخصية بينه وبين المبذول له!! وقد يسألني أحد: كيف نعلم ذلك وكيف تثبته لنا؟.. فأقول: المسألة في غاية السهولة، فقط انظر لهذا الباذل المزعوم هل ساعد كل من طلب منه المساعدة وثبتت حاجته؟؟ إن كان كذلك فصاحب المعروف محب للخير، وإن رد بعضهم وساعد بعضاً آخر فسنجد أن المساعدين - غالباً - إما أن لهم قريباً صاحب نفوذ أو خلفه منفعة أخرى.. ولا ينصرف ذهن البعض إلى أنني أقصد بالمساعدة بذل المال لسد الحاجة.. وإنما هو التوظيف والتعيين والوساطة مثلاً وماشابهها، إذ لو كانت المساعدة بالمال لن يطمع الباذل بما وراء هذا الفقير! وما أقوله ليس اختلاقاً ولا صورة من صور الخيال البعيد، بل هو من صور الواقع في مجتمعنا وبكثرة. وأختتم قولي ببيت شعر للحطيئة لعله يكون دافعاً للإخلاص في العطاء والبذل: من يفعل الخير لا يُعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناسِ والعرف هو المعروف.