وقع انفجار مستهدفا دورية أمنية شمالي بغداد أمس الخميس مما أسفر عن إصابة عشرة على الأقل في أحدث هجوم على من ينظر إليهم باعتبارهم متواطئين مع قوات الاحتلال الامريكي. واستهدف الانفجار أفراداً من قوات الدفاع المدني العراقية أثناء قيامهم بدورية في ساعة مبكرة من الصباح في بعقوبة البلدة الواقعة على بعد 65 كيلومترا شمالي العاصمة بغداد التي شهدت هجمات متكررة على قوات عراقية في الأسابيع القليلة الماضية. وذكرت الشرطة العراقية في الموقع ان الانفجار نجم فيما يبدو عن تفجير عبوة ناسفة عن بعد كانت موضوعة فوق عربة لبيع السولار لدى مرور الدورية. وقال أطباء في مستشفى قريب انهم استقبلوا عشرة جرحى من بينهم اثنان إصابتهما خطيرة. وانفجار بعقوبة هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي تستهدف قوات الأمن العراقية التي تعمل في البلدة الواقعة إلى الشرق من المنطقة التي تسكنها اغلبية من السنة معقل المقاومة المستمرة منذ عشرة شهور ضد الاحتلال الامريكي. وقبل أسبوعين فجر منفذ عملية انتحارية فيما يبدو سيارته أمام مركز للشرطة في البلدة مما أسفر عن مقتل عدد من المارة. وفي أواخر العام الماضي وقع انفجاران انتحاريان استهدفا مركزي شرطة في بعقوبة وبلدة مجاورة مما أسفر عن سقوط أكثر من 12 قتيلاً. وفي الوقت الذي كثفت فيه القوات الامريكية وقوات التحالف الضربات ضد المقاومين المشتبه بهم في الشهور الأخيرة زاد المقاتلون من استهداف الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني وغيرها من قوات الأمن التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي ينظر لها على انها أهداف سهلة. وقال اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الامريكية في العراق في لقاء صحفي في الأسبوع الماضي انه في حين ان الهجمات التي كانت تستهدف قوات التحالف بدأت تتراجع فان هناك زيادة مقلقة في العمليات الموجهة ضد قوات أمن محلية. ومنذ الأول من مايو- ايار عندما أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق ذكرت وزارة الداخلية العراقية ان أكثر من 300 رجل شرطة عراقي قتلوا خلال حوادث إطلاق نار أو تفجيرات أو هجمات انتحارية. وفي كركوك قال اللواء أنور حمد امين ان عنصرا في قوات الدفاع المدني العراقي قتل وأصيب آخر بجروح أمس الخميس في هجوم في قرية المرادية على بعد 83 كلم جنوب مدينة كركوك. وأضاف ان المهاجمين اطلقوا قذائف مضادة للدبابات (ار بي جي) عند الساعة 06،30 بالتوقيت المحلي (30 ،03 ت غ) من أمس الخميس على حاجز. من جانب آخر قالت مصادر بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ومصادر أخرى ان سلطة الائتلاف المؤقتة التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق تدرس انشاء نظام قومي جديد يعمل بالكمبيوتر لاصدار بطاقات الهوية في البلاد. وقال مسؤول بالبنتاجون طلب عدم نشر اسمه ان سلطة الائتلاف المؤقتة في المرحلة الأولى من التخطيط لنظام جديد لبطاقات الهوية لكنه أكد انه لم يتم بعد اتخاذ أي قرارات. وأضاف المسؤول قائلا (اننا ندرس نظاما يمكن ان يعمل بالكمبيوتر ويكون اكثر تطوراً من النظام الحالي وذلك قد يتكلف ما بين 150 مليون إلى 400 مليون دولار). لكنّ مصدراً قريباً من الجيش قال ان الولاياتالمتحدة تحث على بطاقات جديدة للهوية في العراق في أقرب وقت ممكن وعلى الأرجح قبل التسليم المزمع للسلطة إلى العراقيين في الأول من يوليو- تموز. وقال المسؤول ان بطاقة الهوية الحالية في العراق تعرف الشخص وهي من نسختين اذ تحتفظ الحكومة بنسخة. وأضاف انه لا يعرف هل نظام جديد يعمل بالكمبيوتر قد يستخدم في وضع قوائم الناخبين. ويشير مسؤولون امريكيون إلى غياب قوائم موثوق بها للناخبين كسبب لمعارضة إجراء انتخابات مباشرة لاختيار حكومة ذات سيادة في العراق في وقت لاحق من هذا العام وهو ما يعد مطلباً لرجال الدين الشيعة.