الأضحية كلمة قليلة في حروفها، لكن الأجور العظيمة لمن يقدمها قربة الى الله عزَّ وجلَّ خالصة لوجهه الكريم تجعلها عظيمة جليلة في نفوس المسلمين. وهي أي الأضحية اسم لما يذبح بسبب العيد من الإبل والبقر والغنم يوم النحر، وأيام التشريق تقرُّباً إلى الله تعالى، قال الله جلَّ وعلا: {فّصّلٌَ لٌرّبٌَكّ وانًحّرً}. وعن أنس رضي الله عنه قال ضحَّى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، أقرنين، ذبحهما بيده، وسمَّى وكبَّر، ووضع رجله على صفاحهما». قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد «ولم يكن صلى الله عليه وسلم يدع الأضحية» وكما حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الأضحية بفعله، فقد حثَّ عليها بقوله، فعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة قد تم نسكه، وأصاب سنة المسلمين». وإن مما يؤسف له أن كثيرا من شباب المسلمين وإن كانوا من المقتدرين مادياً فإنهم لا يفكرون في الأضحية ويعتمدون على ما يخرجه أهاليهم وهم وإن كانوا يدخلون في أضحية الوالد إذا قالها لنفسه ولأهل بيته، إلا أنه ينبغي للمقتدر العمل بهذه السنة لما فيها من الأجور العظيمة عند الله جلَّ وعلا وهي أي الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها كما قرر ذلك أهل العلم وعللوا ذلك بما يلي: 1 لأن الذبح وإراقة الدم عبادة مشتملة على تعظيم الله تعالى، وإظهار شعائر دينه، وفي إخراج القيمة تعطيل لذلك. 2 أن الأضحية سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل المسلمين، ولم ينقل أن أحداً منهم أخرج القيمة ولو مرة. لذلك فإنه ينبغي للمسلمين المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة، وإحياء هذه السنَّة الجليلة تعظيماً لأمر الله رجاء في ثوابه سبحانه وتعالى. أخيراً: من عمل صالحاً فلنفسه ومن ترك أعمال الخير فإنه سوف يندم حينما يحتاج الحسنة الواحدة يوم يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى. ( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض