قرأت كغيري من أبناء منطقة القصيم وباهتمام بالغ ذلك الخبر الذي نشرته جريدة «الجزيرة» على صفحتها الأولى بتاريخ 22 ذي القعدة تحت عنوان «بريدة تشرب من ماء البحر محرم القادم». فوصول هذه المياه إلى حاضرة القصيم يعني في تقديرنا أنها ستصل إن شاء الله إلى بقية مدن المنطقة في وقت قريب فالجميع متعطشون إلى هذه المياه العذبة غير المتوافرة في المشروعات الحكومية مما جعل الجميع يُقبلون على شرائها من أصحاب الصهاريج الخاصة الذين يجلبونها من آبار سطحية مكشوفة تفتقر إلى أبسط الاحتياطات الصحية وبعيدا عن المعالجة أو حتى أية رقابة صحية من أية جهة كانت للتأكد من سلامتها للاستهلاك الآدمي من الناحيتين الكيميائية والجرثومية ولكن الناس يقبلون على استخدامها باعتبارها مياها عذبة ولعدم توافر البديل المأمون صحياً. لقد كان هذا الخبر مفرحاً لجميع سكان القصيم حتى إن كان خاصاً باخواننا في بريدة فهي حاضرة القصيم وفيها كثافة سكانية تعادل أضعاف ما في مدن القصيم الأخرى مجتمعة ومن حقها أن تكون لها الأولوية في الاستفادة من هذا المشروع لكن الذي كنا نتوقعه أن يشتمل هذا الخبر على ما يطمئن المواطنين في المدن القصيمية الأخرى على أن المسؤولين يعملون لتوصيل هذه المياه إليهم فالمفهوم من سياق الخبر يدل على أن الجهود موجهة لتطوير كمية الضخ على أحياء بريدة بحيث ترتفع من 8000 لتر مكعب في المرحلة الأولى إلى 300 ألف لتر مكعب في المراحل المقبلة دون الإشارة إلى أي جهود أخرى تتعلق بما سواها من المدن الداخلة في مفهوم منطقة القصيم التي وجد هذا المشروع في الأصل لتغذيتها وفك معاناة الجميع من شح المياه العذبة الصالحة صحياً للشرب وليس الصالحة مذاقاً فقط كما هو الحاصل الآن وهذا لا يتحقق إلا بشمولية مياه التحلية للجميع.