طغيان المادة، الفراغ الروحي، ضعف الاخلاق والوازع الديني، تلاشي القيم الاجتماعية السليمة في المجتمع الحديث، الرخاء الزائد، ضجة المدينة، اضعفت المبادئ والثوابت الاخلاقية، الانفتاح والاحتكاك العالمي، التبادل الثقافي عبر العديد من القنوات المرئية والمسموعة المباشرة وغير المباشرة، سهّلت تأثر ثقافات شعوب العالم بعضها بالبعض، فأثّرت في ثقافات الناس واتجاهاتهم ومعتقداتهم وادت إلى مشكلات امنية وانحرافات عقدية وانتكاسات صحية، فانتجت (199) حالة انتحار و (255) حالة محاولة انتحار وفق احصائية وزارة الداخلية لعام 1422ه، كما انتجت 50% من البالغين السعوديين يعانون من أعراض القلق والتعب و 20% يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة (جريدة الجزيرة، الاحد، شوال 1420ه، عدد 9978) و 89% من حالات مرض الايدز في المملكة العربية السعودية عن طريق الاتصال الجنسي غير الشرعي (جريدة الرياض، الثلاثاء، 21 شعبان 1419ه، عدد 956) و70% من الشباب يجربون التدخين في مرحلة التعليم الثانوي و18% من الذكور و16% من الإناث يدمنون هذه العادة بعد ذلك، و 90% من رواد مستشفى الامل بجدة من شباب طلاب المدارس تتراوح أعمارهم بين 12 و 35 (جريدة الجزيرة، 19، ربيع الآخر، 1421ه عدد 10158) و 8746 حادثة غير اخلاقية عام 1421ه بزيادة بلغت 8 ،9% عن عام 1420ه (وزارة الداخلية).في عام 1983م سبّب ظهور كتاب أمة في خطر Nation at risk بالولايات المتحدةالأمريكية هزة عنيفة في الرأي العام الأمريكي لا تقل عن تلك الهزة التي سبقتها عام 1959م عندما اطلق السوفييت قمرهم الصناعي (سبوتنيك). افرزت هذه الهزة مساعي جادة في مراجعة نظام التعليم والتربية واقتراح الاستراتيجيات والسياسات الكفيلة بتطويره، فماذا نحن فاعلون امام مؤشرات الخطر الآنفة الذكر هل ستهزنا نحن ايضا من اجل التحرك نحو اصلاح واقع التوجيه والارشاد في مؤسسات المجتمع اجمع؟ ونحن أولى باليقظة منهم.. باعتبارنا خير أمة اخرجت للناس؟.