بعد ساعات من هبوط آمن لكنه عنيف للمركبة «سبيريت» الفضائية الآلية الأمريكية على سطح المريخ وبعد فترة سبات مؤقت بدأت المركبة في بث مزيد من الصور لسطح الكوكب الأحمر في الوقت الذي يوجهها فيه العلماء من الأرض للبحث عن آثار مياه وأدلة على وجود حياة. وهبطت المركبة ليل السبت وقت الظهيرة بتوقيت المريخ في الموقع المحدد وهو حفرة جوسيف التي يعتقد علماء إدارة الطيران والفضاء الامريكية «ناسا» أنها بحيرة جافة كان يمدها بالمياه نهر طويل وعميق في المريخ. وتعتبر منطقة الهبوط منطقة مثالية للبحث عن آثار مياه ومن ثم آثار للحياة، كما أنها منطقة خالية من الصخور الضخمة والعواصف الترابية وهو ما يسهل على العلماء مهمة توجيه سبيريت وتحريكها إلى مناطق البحث المرجوة. وقال ستيف سكوايرز كبير العلماء المسؤولين عن المركبة في معمل الدفع النفاث بإدارة الطيران والفضاء الامريكية «ناسا» في باسادينا بكاليفورنيا للصحفيين خلال مؤتمر صحفي صباحي عن مكان هبوط المركبة «أنه مكان رائع... هبطنا في نقطة مريحة» وتزيد مساحة حفرة جوسيف على 7500 كيلومتر مربع. وصرح سكوايرز بأن المركبة سبيريت تجاوزت فيما يبدو هبوطها العنيف على سطح كوكب المريخ وأن أجهزتها تعمل بصورة جيدة فاقت كل التوقعات وأنها أرسلت في الدفعة الأولى أكثر من 60 صورة لمنطقة الهبوط الجرداء. والتقطت سبيريت الصور قبل حلول الظلام في المريخ ونقلتها إلى الأرض السفينة المدارية «اوديسي». وأوضحت الصور التي التقطت بالابيض والأسود أفق المريخ القحل والمليء بالصخور المحيط بالمركبة التي هبطت في وسط حفرة جوسيف وهي نفس النقطة التي كان مديرو المشروع يأملون أن تحط عليها المركبة. وبعد حلول الظلام دخلت المركبة سبيريت في حالة سبات مؤقت ثم أفاقت مرة أخرى خلال الليل وأرسلت زخة أخرى من الصور والبيانات إلى الأرض من خلال السفينة المدارية اوديسي مرة ومن خلال السفينة مارس جلوبال سرفاير. وقال علماء أمريكيون إن مهمتهم الأساسية في اليوم الاول الكامل لسبيريت على سطح المريخ هي تشغيل هوائيات المركبة وتوجيهها إلى الأرض لتوفير وسيلة اتصال مباشرة بين المركبة والأرض. كما يتوقعون أن تبدأ المركبة في نقل صور ملونة عالية الحساسية لسطح المريخ بطريقة تفصيلية غير مسبوقة. وأوضحت الصور التي التقطت مساحة شاسعة مما يبدو وكأنها صحراء ممتدة في الأفق في كل اتجاه. وأثارت العديد من التجويفات المليئة بالتراب اهتمام العلماءالذين قالوا أنها ستكون أول نقطة تبحثها مركبة الفضاء. ويحاول العلماء أيضا قياس المسافة إلى سلسلة من التلال. وأوضحت الصور المجسمة عمق سطح المريخ بشكل غير مسبوق يسمح لناسا بتحديدالمناطق التي ترغب في إجراء أبحاث عليها بشكل أكثر دقة. وقال سكوايرز إنه إذا تبين أن حفرة جوسيف هي بحيرة جفت بالفعل فقد تحتفظ صخورها بأدلة عن حياة في الماضي على سطح الكوكب الأحمر. وأرسلت المركبة صورا أعطت علماء ناسا فكرة عن المركبة سبيريت ذاتها التي تجوب الفضاء منذ سبعة شهور قبل وهبوطها على سطح المريخ للبحث عن أي أدلة عن وجود حياة على الكوكب. وأوضحت المعلومات التي أرسلتها المركبة أيضا أنها نجت من رحلة طويلة وخطيرة خاصة عند الهبوط وأنها مستعدة لبدء مهمتها الجيولوجية الأساسية.