يجسد توميسلاف نيكوليتش الذي فاز حزبه الأحد بأكبر عدد من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية في صربيا الوجه الجديد للتيار القومي الصربي المتشدد. ويتولى نيكوليتش قيادة الحزب الراديكالي بالنيابة في غياب زعيمه القومي المتشدد الذي يشكل رمزا فويسلاف سيسيلي الذي سلم نفسه لمحكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة. ونيكوليتش المولود في 1952 في كراغوييفاتش الواقعة في وسط صربيا، هادئ بطبعه خلافاً لرئيسه المندفع الذي لم يكن يتردد في اشهار مسدسه عندما كان يشعر بأنه مهدد.وقد درس نيكوليتش (51 عاما) الحقوق وعمل في قطاع البناء. وانضم إلى حزب سيسيلي في 1991 بعد عام على تأسيسه ليشغل بسرعة منصب نائب الرئيس الذي ما زال يشغله حتى الآن إلى جانب منصب الرئيس بالنيابة. ويتحدث نيكوليتش باستمرار عن الارثوذكسية والكنيسة التي تشكل مع الجيش المؤسستين اللتين تلقيان أكبر احترام من جانب الصرب. وهو يختتم خطاباته دائما بعبارة «تحيا صربيا الكبرى». وكان نيكوليتش استقال في 1999 من منصب نائب رئيس الوزراء في صربيا احتجاجا على انتشار قوات حلف شمال الاطلسي في اقليم كوسوفو بعد انتهاء الحرب بين الصرب والألبان (1998 -1999 ). وبعد أن رأى أن تدخل الحلف الاطلسي يشكل مساسا بسيادة صربيا، انتقد الرئيس الصربي حينذاك سلوبودان ميلوشيفيتش لأنه قرر سحب القوات الصربية من الاقليم وتنازل عن السيطرة على كوسوفو للأمم المتحدة والحلف الاطلسي. وطالب نيكوليتش حينذاك باستقالة ميلوشيفيتش «ليس لأن الغرب يريد ذلك بل لأنه تخلى عن كوسوفو». وخلال الحملة الانتخابية، عبر نيكوليتش عن مواقف أكثر ليونة حيال الاسرة الدولية لادراكه أن غالبية سكان صربيا يطمحون إلى الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي والابتعاد عن التيار القومي العدواني والمعادي للغرب في عهد ميلوشيفيتش.وقد أكد خلال حملته انه يريد فعلا التعاون مع الاسرة الدولية و«لكن ليس تقديم تنازلات لها»، موضحا أن صربيا «ستشكل جسرا بين الشرق والغرب».وشدد على أن الصرب«يحتاجون إلى التكنولوجيا الغربية واسواق الشرق ولا يريدون أن يكونوا عبيدا». وأثار نيكوليتش موجة من الاستياء عندما أكد على التلفزيون أن مقتل الصحافي سلافكو تسوروفيتشا الذي كان من اشد منتقدي نظام ميلوشيفيتش، خلال حملة حلف شمال الاطلسي على صربيا، لا يدعو إلى الأسف. ووعد بأنه إذا وصل إلى السلطة «لن يسمح بتسليم أي صربي إلى محكمة الجزاء الدولية»، معتبرا أن سيسيلي وغيره من الصرب السجناء او المتهمين لم يرتكبوا ذنبا «غير الدفاع عن الشعب الصربي».