كل من تخطر بباله، وكل من يستشرف زيارتها يستمطر أمطار الحكمة وتشرق أسارير وجهه، وينبض وجدانه برعشات الإيمان ووجيف الرهبة والرغبة. وكل زائر يتوجس حمل الأمانة لولاة أمر البلاد، فيجد الصدى متجسداً في عظيم العناية والرعاية وضخامة البناء وروعة الجمال في مسجد رسولنا صلى الله عليه وسلم. وكل زائر يتوجس عظم الأمانة والمسؤولية الكبرى على الوالي المباشر أمير منطقتها سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز، فهو يستشعر أعمالا خالدة تخلد له الذكر الحسن في تاريخ المدينةالمنورة الذي يتمحور في وجدان كل مسلم، وليس من رأى كمن سمع، فقد رأينا إبداعا متجسداً، وتخطيطاً مستقبليا، نشاطر هذا الأمير تلك الأماني حتى تكون المدينة سيدة المدائن حضارة وعمرانا واقتصاداً، متألقة إيمانا، متألقة تراثا، متألقة جمالا. كل زائر يستشعر المجهودات الاجتماعية ومؤسساتها التي امتدت إلى سائر الأحياء، وكل زائر يتطلع إلى الهدي الذي يُهدى إليه حين يمنح نسخة القرآن الكريم من مجمع الملك فهد. كل زائر ينهل من معالم الفكر التي تهفو إليها نفوسنا كل حين وزمن، فهي متعددة الجوانب متواصلة الأزمات، وتحية تقدير وإكبار لرجال الفكر والثقافة الذين يلبون نداء أميرها، وينجزون المجالات الثقافية، وفتحوا أبواب التواصل مع أبناء الوطن المثقفين، وقد حازت إعجاب المفكرين والمثقفين وفازت بالتقدير على سائر المدن. وكل من أفراد المجتمع في هذه البلاد والزائرين يزهون بهذا الجمع الاقتصادي من أبناء المدينةالمنورة الذين جعلوا منها ومن جبالها وأوديتها وشعابها وقراها مركز استثمار اقتصادي يدعم أبناء المنطقة، ويبني حضارة متكاملة معتمدة على ذاتها ومكوناتها وعقول أبناء مجتمعنا المبارك. وكل مثقف في بلادنا يستشعر التقدير لجائزة المدينةالمنورة السنوية ويرى فيها الحوافز المبدعة للبحث العلمي، ويطلع على التجسيد الحي لتقدير ولاة الأمر للمثقفين والمبدعين، وكل من المثقفين يدرك ويجل الدعوة لاجتماع المفكرين في زمن مخصوص ومكان مفضل يصدحون بأفكارهم، ويستمعون ويسعدون بلقاء ولاة الأمر، وبالمثقفين من أهل المدينة. فلأميرها كل الدعاء والثناء، زاده الله توفيقا، ويسر له كل عمل خير لمدينتنا المحبوبة.