سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صورته الهزيلة الخانعة أثارت السؤال: لماذا لم يقاوم صدام حسين أو ينتحر؟!
أسرار استسلام صدام للقوات الأمريكية على مائدة علم النفس
هل استخدمت أمريكا غاز السارين للقبض على صدام؟
اثار ظهور الرئيس العراقي السابق صدام حسين في صورة الرجل المنهك المذعور وفي حالة استسلام كامل - وصلت حسب وصف البعض الى حد الاهانة والاذلال - جدلا شديدا حول ظهوره بهذه الحالة وتساءل البعض لماذا لم يقاوم؟ لماذا لم ينتحر؟ وهل هذه صفات الديكتاتور أو حتى اخلاق الفارس العربي؟! وهي الصورة التي جاءت متناقضة تماما مع تاريخ ظهوره سابقا الحافل بالكبرياء والتكبر والغرور. كل هذه التساؤلات سيطرت على مساحة الرؤية لدى الجميع عندما شاهدوا صدام مطيعا لاوامر الجندي الطبيب بنظرات عيونه الزائغة وكانت هذه التساؤلات هي الاسبق للاذهان عن تساؤلات اخرى مثل مصير العراق ومصير المقاومة وكافة التداعيات التي ستنتج عما بعد سقوط صدام.. فلم يصدق الكثيرون ما رأوه وذهبت آراؤهم في تحليل ما حدث مذاهب شتى فهناك من يقول انه تعرض للخيانة مثلما سقطت بغداد بالخيانة وهناك من يرى انه تعرض لقنابل غاز مخدر القيت عليه وعلى المنطقة التي كان يختبئ بها فتم شل حركته وقد سرى الغاز في اعصابه فأصبح شبه مخدر ومنساق ويدلل اصحاب هذا الرأي بظهوره زائع النظرات وفي حالة غير متزنة. آراء ثالثة ترى انه لم ينتحر ولم يطلق الرصاص على نفسه كما يفعل الفرسان عندما تضيق بهم السبل لانه ببساطة لا يجرؤ على ذلك فعدم اطلاق الرصاص على نفسه رغم ان المسدس لا يفارقه وكان طوال حياته مغرما باطلاق النيران في الهواء وعلى من حوله.. يعود ذلك الى خوفه الشديد من فكرة اطلاق الرصاص على نفسه وهذا من سمات أي ديكتاتور ويرون ان صدام هو الرجل الذي ادمى العراق وعكر ماء دجلة وابكى النخيل ورغم تمايزات الرؤى السابقة الا ان الثابت من ظهور صدام حسين على هذه الصورة والحالة الرثة انه اضاع اسطورة العربي الفارس في اذهان الجميع فبغض النظر عن الجرائم التي ارتكبها وحماقاته وجر الهزائم الى جيشه وانتكاسة بلاده الا ان اغلبهم كان يريد ان يعثر الأمريكان عليه جثة هامدة برصاصة من يده أو يلقى حتفه برصاصاتهم للحفاظ فقط على اسطورة الفارس غير ان صدام حسين اضاع -كما اضاع الكثير - وهج الحكاية والاسطورة.. ليظل السؤال لماذا لم ينتحر صدام؟ لماذا لم يقاوم حتى اخر طلقه معه؟ الديكتاتور لا يستسلم ولا ينتحر يؤكد الدكتور سمير عبد الفتاح رئيس قسم علم النفس بجامعة المنيا ان عملية اعتقال صدام حسين وراءها العديد من الاسرار والالغاز التي ستكشف عنها الايام القادمة وقال ان الطريقة التي تم القبض بها على الرئيس العراقي المخلوع كانت مفاجأة لنا ففي حين كنا نتوقع وصول القوات الامريكية في أي وقت لم نكن نتوقع ابدا ان يسقط صدام في ايدي الأمريكان بهذه السهولة وبهذا الاستسلام والخنوع الذي اظهر على شاشات التليفزيون دون مقاومة مؤكدا انه لا يستبعد ان يكون الامريكيون استخدموا معه احد الوسائل أو الغازات أو الاسلحة المحرمة دوليا مثل غازات الاعصاب أو مواد تخدير جعلته على الطريقة التي ظهر بها اوقعته في ايديهم فريسة سهلة وقد سبق ان استخدموا اسلحة محرمة دوليا مع الشعب العراقي نفسه اثناء الحرب. وقال ان شخصية مثل صدام حسين معروف بأنه ديكتاتوري كان من الصعب ان يستسلم بهذه الطريقة وكان من الطبيعي جدا ان يقاوم حتى اخر نفس مثلما فعل اولاده من قبل حتى قتلوا وستظل هناك علامات استفهام تحيط بعملية القبض على صدام مثل لماذا لم يقاوم وما الذي منعه من المقاومة أو من استخدام السلاح الذي كان يحمله دائما وهو ما يعزز الشكوك حول استخدام القوات الامريكية لإحدى الوسائل التي منعت حدوث أي مقاومة من جانبه هو والذين كانوا معه خاصة في ظل ما يقال حول ان الولاياتالمتحدة كانت على علم بمكانه منذ فترة ولكنها فضلت عدم القبض عليه الا في الوقت المناسب. واشار الدكتور سمير الى ان التحليل النفسي لشخصية مثل شخصية صدام يؤكد انه ما كان ليستسلم بسهولة لمحاولة القبض عليه كما انه يؤكد استبعاد اقدامه على الانتحار فالديكاتوري ليس شرطا ان ينتحر لانه يرى في ذاته قيمة كبيرة لابد ان تبقى لتحكم وتأمر فتطاع ولا يجبرها احد على الانتحار وصدام كانت ذاته متضخمة لدرجة عالية جدا وكان يشعر بالقوة من خلال معطيات القوة الاخرى التي يحس بها أي رئيس دولة في العالم كقوة الدولة أو قوة الجيش أو غير ذلك وانما قوة نفسه فقط ولذلك لم يكن من المتوقع ابدا ان يقدم على الانتحار وانما ان يقاوم ويقاتل حتى يقتل أو ينتصر وليخرج من الازمة بطلا سواء مات أو انتصر. واوضح د. سمير ان هناك عوامل اخرى قد تكون اثرت على نفسية صدام حسين وعلى رأسها مقتل ولديه عدي وقصي وان مقتلهما سبب له صدمة نفسية كبيرة كما ان وجوده مختبئا ومنقطعا عن العالم لمدة 8 شهور كفيل بتحطيم نفسيته والتأثير عليها سلبا فأصعب شيء على الانسان ان يعيش منفردا ويحرم من مشاركة الآخرين وممارسة حياته الطبيعية وهو ما يجعله في سجن مطلق وزنزانة منفردة لا يوجد فيها غيره وهي ما يساهم في حدوث الانهيار النفسي السريع لشخصية ديكتاتورية مثل صدام تعود ان يرى قوته من خلال الآخرين خاصة اذا تعرض في عزلته هذه لصدمات قوية مثل مقتل اولاده وخيانة من حوله وهو ما يساعد على تحطيمه نفسيا. غاز السارين من جهته يرجح الدكتور عبد الجواد عمارة استاذ بهيئة الطاقة بمصر ان صدام كان في حالة تخدير تام اثناء القبض عليه ويضيف اعتقد ان القوات الامريكية استخدمت في هجومها على منطقة تكريت غاز السارين المخدر وهو نفس الغاز الذي استخدمته القوات الروسية في قضية الرهائن بمسرح موسكو وذلك لشل حركة كل من في المنطقة حتى يسهل دخولها اعتقادا منهم انهم سوف يلقون مقاومة شديدة من رجال صدام المحيطين به ولان المنطقة شبة خالية من السكان تشجعوا على استخدام هذا الغاز لمحاصرتهم صدام ورجاله فقط وبهذه الطريقة استطاعوا الدخول حسبما صرحوا بذلك المهم انهم وجدوا صدام مخدرا بفعل هذا الغاز فتم القبض عليه صيدا سهلا ثمينا وقد انساق وراءهم والشواهد التي تدل على ذلك هي طريقة تصويرهم للقبو الذي قيل ان صدام كان يختبئ فيه حيث نجد مروحة صغيرة داخل القبو وصورة لقدمي رجل والقدمان في حالة رعشة خفيفة ولا تقدر على الحركة وفي اعتقادى ان ذلك بفعل غاز السارين. الميت الحي ويقول الدكتور عادل مدني استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر ان الحالة التي بدا عليها صدام حسين بعد اعتقاله تشبه الى حد كبير حالة الذهول أو الصدمة ويمكن القول بالفعل انها لم تكن ابدا حالة طبيعية فقد بدا صدام وكأنه يعيش حالة من اللاوعي ماذا يحدث حوله ولعل هذا هو الانطباع الاول الذي ساد لدى جميع من شاهدوه على شاشة التلفاز في اللقطات التي عرضت حيث ظهر وكأنه يعيش لحظات من الذل والمهانة جعلته يبدو كالميت الحي. واشار الى ان هذه الحالة تفسرها طبيعة الفترة التي عاشها صدام قبل القبض عليه وكيف تعاملت معه القوات الامريكية خلال عملية المداهمة وهل كانت هذه الحالة التي تعبر عن اللاشعور التي بدت على وجه صدام بسبب مؤثر تعرض له ام لا وربما كانت هناك حقائق لم يتم الكشف عنها بعد كأن يكون صدام بوغت بعملية القبض عليه ولم يشعر بالامريكيين الا وهم يقبضون عليه وهو ما اصابه بصدمة جعلته فاقداً للتركيز حيث لم يصدق انه وقع بهذه السهولة وربما تم هذا بسبب خيانة من حوله له وهو ما يمكن ان يسبب له صدمة اخرى كل ذلك مرهون بما تكشفه الايام القادمة من اسرار.