المكافآت التي أعلنتها وزارة الداخلية لمن يدل على إرهابي بشخصه أو بعمله تعتبر خطوة علمية جيدة تشكر عليها، ليس لحث المواطن للمساهمة في الإبلاغ.. بل في دفع المتردد من أصدقاء هؤلاء وبلا شك إنها خطوة تؤكد على أن وزارة الداخلية منذ فترة ليست بالقصيرة قد بدأت تنتهج الأسلوب العلمي في تعاملها مع القضايا والأفراد.. ولا أحد يشكك في أن المواطن السعودي محظوظ أن يقود وزارة الداخلية مثل نايف بن عبدالعزيز.. المواقف كثيرة ولكن المواقف التي شدّتني وأبكتني وأنا أتابع الخبر بالتلفزيون زيارة والد أحد الشابين اللذين خطفا طائرتهما من جدة إلى بغداد ليلجأ لسمو الأمير نايف. ما قاله الأمير نايف لذلك الوالد: «هذا ابن عاق فهو عق فيكم وعق في وطنه وأضاف واعتبر أخاه بعد التخرج من الثانوية ملتحقاً بكلية الملك فهد الأمنية».. ليزرع الثقة والاطمئنان في روح هذا المواطن الذي جمع بين ألم المواطن والوالد.. شكراً لسمو سيدي.. وجزاك الله كل خير.. نعم الضبط والربط أحياناً يتطلبان القوة بل الضرب بيد من حديد على من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل ذلك الخطأ.. خاصة في حق الدين والوطن.. ولكننا ندرك أن نظريات الضبط والربط تؤكد أن عقاب الإنسان المحترم إذا وقع في الخطأ أو أوقع فيه هو في مسامحته.. بينما سيئ الأخلاق الذي بمسامحته يتمادى في الأخطاء فإن الأمر يستحق إيقافه عند حده.. أعود لموضوع المكافأة التي أقترح على الجهات المسؤولة في وزارة الداخلية أن تعلن للمواطن عبر برنامج تلفزيوني مباشر عن تحويل هذا المشروع إلى مشروع وطني لفتح باب التبرع والمساهمة على أن يشمل مثلاً «العناية ورعاية أبناء ضحايا الإرهاب خاصة الذين قدّموا أنفسهم فداء لهذا الوطن» للمحافظة على أمن ورفاهية هذا المواطن.. نعمتان مجحودتان الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان.