تنقل بعض وسائل الإعلام العربي - هداهم الله - بعض المسلسلات التي تقوم بالدعاية لهذه المخدرات فمثلاً تعرض لفنانة وهي تحتسي كوباً من المسكر أو تضع بين شفتيها سيجارة حشيش أو غيرها وما يصاحب هذه التصرفات من افتعال للضحك وحصول النشوة والوصول للسعادة فالذي يرى هذه المسلسلات من صغار السن والشباب يظن أن هذه السموم تجلب السعادة، فتتشوق نفوسهم إلى هذه السموم فهم يرغبون بهذه المخدرات عن قصد وهذه جناية بحق المجتمع، وليس هناك عاقل يتمنى لابنه أو لأخيه أو لصديقه أن يقع في هذه السموم، ولو قمنا بإجراء إحصائية للبرامج التعليمية التثقيفية بأضرار المخدرات التي تعرض على مستوى القنوات الفضائية لوجدنا النسب قليلة فما المانع من أن تكثف وسائل الإعلام البرامج التي تحذر من سموم المخدرات و أن تشن حرباً لا هوادة فيها على هذه السموم والعالم مجمع إجماعاً لا خداج فيه على أن المخدرات تهدد كيان البشر وتحكم عليهم بالفناء إذا لم يتحدوا في مواجهة هذا الخطر الداهم ولا بد أن تشحذ الهمم وتسخر كل الامكانيات الحديثة والخطط البناءة لمواجهة هذا الطوفان الذي يدق أجراس الخطر معلناً بقرب مداهمته لمجتمعاتنا المسلمة المحافظة هذا الطوفان الذي عجزت حضارة الغرب أن تقف أمامه وكيف؟ وأنى لها أن تقف أمامه وهو من سلبيات ونتائج هذه الحضارات الغربية ولكننا ولله الحمد وقفنا وسنقف أمامه صامدين بفضل الله ثم بفضل تطبيقنا لشريعتنا المطهرة، وفي بعض وسائل الإعلام - نسأل الله لهم الهداية - يحاولون طرح ومناقشة مشكلة المخدرات بطرق اجتماعية القصد منها التنفير والتحذير من استخدام هذه السموم ولكن طريقة العرض والفكرة أحياناً قد تكون خاطئة مع أن القصد منها والهدف سليم ولكن قد يخفقون في طريقة العرض ونحن مع قاعدة أعرف الشر لا للشر ولكن لتوقيه، ولكن نقول بحدود ونطاق ضيق وألا ندخل في الدقائق وتفاصيل الأمور وألا نطرح الأفكار التي قد يكون في طرحها ترويج لهذه الفكرة، لأنها قد ترشد جاهلاً أو تدل أحمق إلى هذه الطريقة وفي وسائلنا ولله الحمد نجد الحرب معلنة على المخدرات بل حتى النيكوتين لا نجد له في وسائلنا أي إعلان وليست المشكلة في إعلامنا ولكن وسائل الإعلام المنفتح على زعمهم المنفتح على كل شر التي تروج «للنيكوتين» فهذه صحيفة رسمت أنواعاً من السجائر ومعها بعض عبارات المدح والثناء على مذاق هذا السيجار وأنها أفضل الأنواع فهم كمن يثني على السم فأي خير في السم إذا كان مصدره الأفاعي وهل هناك سم أفضل من سم إذا كان النيكوتين هو العنصر الأساسي في السجائر فكفى به إثماً مبيناً تناقض ما بعده تناقض والأدهى من ذلك والأمر يكتب تحت هذه الدعاية خط صغير لا يتجاوز طوله 11 سم لا يرى إلا لمن جعل الله له بصيرة «تحذير حكومي التدخين يضر بالصحة» فكيف يجتمعان في آن واحد الدعاية له والتحذير منه، فعلى سبيل المثال لو أردت أن تشتري سلعة ووجدت البائع يحذر من هذه السلعة التي تريد أن تشتريها فهل ستتم البيع أو تتخلى عن هذه السلعة بسبب كلام هذا البائع الذي كلامه يحتمل الصحة أو الخطأ فما بالك إذا كان المصنع والمنتج هو الذي اعترف وكتب على منتجه هذا التقرير واتفق الأطباء على ضرر هذه السجائر فلو أن الله جعل في الأنعام عقولاً لفهمت والإنسان مع تكريم الله له بهذا العقل إلا أنه أحياناً لا يهتدي إلى الصواب {لّهٍمً قٍلٍوبِ لاَّ يّفًقّهٍونّ بٌهّا $ّلّهٍمً أّعًيٍنِ لاَّ يٍبًصٌرٍونّ بٌهّا $ّلّهٍمً آذّانِ لاَّ يّسًمّعٍونّ بٌهّا أٍوًلّئٌكّ كّالأّنًعّامٌ بّلً هٍمً أضّلٍَ أٍوًلّئٌكّ هٍمٍ پًغّافٌلٍونّ}. وهناك تنبيه على هذا التحذير وهو أن يقال تحذير طبي أو صحي بدلاً من تحذير حكومي لأن هذا التحذير صادر من الأطباء وكذلك لأنه يتعلق بصحة الإنسان وسلامته والله أعلم.