(السيجارة الإلكترونية).. تضليل تقني ونفسي أفرزته تقنية العصر الحديث في محاولتها للتحايل على إقلاع المدخنين عن التدخين، غير أن ذلك بحسب كثير من الدراسات العلمية لم ينجح وغير متوقع أن يسهم في الكف عن ممارسة هذه العادة غير الصحية، والرابح الوحيد منها هو الجهات التي ابتكرتها؛ ما يجعل فكرتها تسويقية بحتة ولا علاقة لها بصحة المدخنين ومن حولهم. وأصدرت وزارة الصحة أخيرا بيانا حذرت فيه من استخدام هذه السيجارة، مؤكدة أن المعلومات التي يتم تداولها عنها مليئة بالمغالطات، وخاطبت الجهات المعنية بعدم السماح بدخول هذا المنتج الذي يهدد بنسف جهود مكافحة التدخين، موضحة أن الفوائد المزعومة لهذه السيجارة التي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين، خصوصا الشباب وصغار السن. وأكدت (الصحة) أن السيجارة الإلكترونية تحمل العديد من المخاطر، منها إمكانية تناقل هذه السيجارة بين أكثر من مدخن؛ ما يجعلها أيضا أداة لنقل عدد من الالتهابات البكتيرية والفيروسية، كما أنها مشجع قوي على الإدمان على النيكوتين؛ لأن كمية النيكوتين التي تستنشق غير محددة، وهي مادة شديدة الإدمان؛ ما تجعل التخلص من إدمان النيكوتين أمرا صعبا، كما أن انتشار منتج السيجارة الإلكترونية سلوك يشجع على الاستعداد النفسي بين الشباب وصغار السن في استخدام المخدرات، حسبما أثبتت العديد من الدراسات من زيادة نسبة مدمني المخدرات بين المدخنين من الشباب وصغار السن. من جانبها، تتبعت شمس حقيقة هذه السيجارة ومسارات إنتاجها وقدراتها الخادعة للإقلاع عن التدخين، وبدأ الأمر في الصين الجنوبية عندما ظهرت إحدى الشركات مروجة لمنتجها الجديد تحت اسم (السيجارة الإلكترونية) بدعاية كان عنوانها (دخن في أي مكان). وذكرت الشركة أن منتجها الجديد عبارة عن سيجارة آمنة جدا لا تحتوي على بقية المواد التي تحتوي عليها السيجارة العادية مثل القطران وأول أكسيد الكربون، كما أنها دون رائحة. ويتخذ المنتج الجديد العديد من الأشكال بدءا من الشكل الشائع للسيجارة العادية وانتهاء بما يعرف بالغليون، وتتكون من حجرة لتخزين النيكوتين السائل بتركيزات مختلفة وتعمل ببطارية من الممكن إعادة شحنها. وعندما يسحب المستخدم الهواء يعمل المستشعر على تسخين الحجرة التي تحوي النيكوتين السائل وتقوم بتبخيره ليصل إلى رئتي المستخدم مع بعض المواد التي تضاف إلى حجرة النيكوتين. وتختلف المواد المستخدمة في هذه الحجرة القابلة للفك، ويأتي النيكوتين فيها بالعديد من التركيزات، وقد تضاف بعض النكهات كالنعناع والفراولة وغيرها، بل إن بعض شركات التدخين المشهورة أصدرت حجرات تحمل علامتها التجارية!