اتصل بي أحد زملائي المعماريين وعقب على مقالي الذي تم نشره في هذه الصحيفة الموقرة يوم الأربعاء الموافق 15/6/1424ه تحت عنوان الشرفات ومشاكلها.. ونبهني - حماه الله- إلى نقطة مهمة لم أذكرها في مقالي ألا وهي الخارجة.. ونظراً لوجود تشابه كبير بين البلكونة والخارجة فقد يعتقد البعض أن انتقادي للشرفات يشمل الخارجة.. وقد أشار المعماري بإلحاح أن أوضح للسادة القراء الفرق بين الخارجة والبلكونة .. وها أنا أفعل.. تسمى الخارجة عند بعض المعماريين تراس (Terrace) .. والفرق الرئيسي بينها وبين البلكونات التي سبق لي انتقادها، أن تلك البلكونات مكشوفة لا تحقق الخصوصية، فلا تستخدم وتصبح مساحات ضائعة والمساحات الضائعة أو غير المستخدمة نعتبرها في هندسة القيمة أموالاً مهدرة.. وأما حبيبتي الخارجة فتحقق الخصوصية وتوفر إنارة وتهوية طبيعية ومساحتها معقولة ومتناسقة، لذلك يستفيد منها السكان ويستخدمونها في مآرب شتى فنعتبرها في هندسة القيمة عنصراً معمارياً له قيمة استخدام، وبذلك تستحق الخارجة المبلغ المدفوع عليها... والخارجة عبارة عن عنصر معماري مفتوح إلى الخارج (الهواء الطلق) ومستور بحوائط مرتفعة تحمي مستخدمي الخارجة من أنظار الجيران أو المارة بالشارع. وقد تكون الخارجة على شكل فناء داخلي بالطابق العلوي، ويزرع فيها أحياناً بعض النباتات (حسب حجمها) أو قد توضع بها فساقي مياه (نوافير) أو قد تكون الخارجة محمية من الجيران ومفتوحة من أحد جوانبها لتطل على حديقة المنزل، أو قد يكون جزء منها مسقوفاً أو مظللاً.. وقد استخدم أجدادنا الخارجة بكثرة في مساكنهم التقليدية، وكانت تستخدم أحيانا كسطح خاص مكشوف للسماء ومتصل بغرفة النوم الموجودة بالطابق العلوي ولا داعي للإطالة فخلاصة القول: أهلا بكل عنصر معماري يمكننا استخدامه في مساكننا الحديثة بكفاءة ويحقق لنا المستوى المطلوب من الخصوصية، ويناسب مناخنا وبيئتنا وخلفيتنا الثقافية ويلائم ظروفنا الاقتصادية ويحتوي على لمسات معمارية.