في صفحات دفتري البيضاء.. أبث أحزاني وآلامي على أسطرها.. فلا ضير إن كانت كلماتي بكاء وتنهدات.. لا ضير إن كانت عباراتي آهات ودمعات... جدتي.. كيف ألتقط أحرفي المبعثرة.. وكلماتي الممزقة.. لأنثرها على أسطر الصفحات.. كيف أصف لك نيران الأحزان المتأججة في قلبي بعد رحيلك عنا... آآآه.. ما أقسى أن يترجم الإنسان نبضات قلب محزون.. قلب كان كالزجاج مليء بالحب لكائن ما.. وفجأة يشرخ هذا الزجاج بالحزن عليك أيتها الحبيبة.. آآآه.. هل يعود الزجاج ويتبلور من جديد؟؟ أم أنه سيبقى للأبد مشروخاً عليك أيتها الحبيبة؟؟ آآه.. يا جدتي كم كنت شمس حياتنا.. كم كنت شمعة أضاءت أجواءنا باليقين والطمأنينة وما لبث أن ذاب شمعها رويداً رويداً.. لتصل إلى نهاية التوقد وتبدأ رحلة النهاية.. نهاية إنسانة اعتدنا منها البذل والعطاء.. إنسانة غادرت دنيانا لكنها ما برحت شغافنا التي تنبض بحبها جدتي لقد كنت شجرة سقيت بماء الود وترعرعت في جو اكتنفه الإحساس.. فشبت عن الطوق يانعة.. لكن أنى لحي دوام على هذه البسيطة؟؟ جدتي لقد لفك المرض فذبلت أغصانك وتناثرت أوراق اعتادت أن تكون مخضوضرة.. ثم رحلت مورثة غصة في ثنايا أرواحنا كيف ننساها؟؟؟ آآآه.. أين أنت يا جدتي؟؟ أين أنت؟؟ لن يجدي التأوه.. فقد رحلت وأنى لها سماع آهاتي الصامتة المسكوبة على بياض أوراق ولكنني افتقدها كثيراً.. ونظرات طفولية تحملق حولي باستفهامات ترتج لها أصداء صمتي.. استفهامات تفجر بركانا خامدا لكنه للوهلة.. ولد: أين جدتي طرفة؟؟ أما زالت نائمة؟؟! بصوت طفولي لم يدرك أن الموت مصير محتم.. وها هو العيد يزف بشراه ولكن أي بشرى؟؟ تزفها وجدتي تحت التراب!! هذا إن لم تكن قد أصبحت تراباً.. أيتها الغالية الطاهرة التي غطاها التراب.. ليتني قبلت جبينك الطاهر بقبلة الوداع.. ليتني قبلت يديك.. ليتني أشبعت عيناي منك بنظرة أخيرة تشفي غليل المحروم.. جدتي.. لن تنتهي الدنيا بغيابك.. ولن توقف الأرض عن دورانها برحيلك.. نعم.. لن أنكر أن جوارحي ستشتاق إليك.. وستسألني عنك جوانحي.. وسأشتاق لكلماتك الطيبة المغمورة بالدعاء والذكر.. لقد اعتدت أن أقبل رأسك كلما دخلت وخرجت.. لقد اعتدت أن أسلم عليك في كل وقت.. لقد اعتدت أن أجلس معك وأطيل الحديث معك.. جدتي.. لقد تجمدت أطرافي.. وانبهرت جوانحي.. واستفاض يراعي.. أحقا محي اسمك من الكون!! «ألن ألفظ اسمك مرة أخرى؟؟». آآه أيتها الراحلة إلى الأبد.. سأبقى أدعو لك طيلة حياتي حتى تلتحفني ذرات التراب... (أسكنك الله جناته العليا وجمعني بك في عليين) آمين. * كلمات دارت في خلدي وأنا أودع أغلى حبيبة تلك التي فارقت دنيانا فجر يوم الأحد الموافق 14/9/1424ه.