بُهِرَتْ عيونٌ في الرحابِ الطاهرةْ خشَعَتْ قلوبٌ في جوار العامرة وتعلقت بالله كل جوارحي هذي ملايينٌ إليه ناظرة رُفِعَ الأذانُ فزلزلت أعماقنا هذي المدامع في المآقي هادرة الله أكبر صوُمنا من أجله كلُّ احتسابٍ في النوايا ضامرة كل على إفطار خير انه كلٌّ التآخي في القلوب الزاخرة كلٌّ يقدم للجوار فطوره كلٌّ النفوس على سواها آثرة من ماء زمزمَ كلنا في رشفةٍ سُقِيَ الخلاص من الذنوب الوافرة الله أكبرُ لو أتى أعداؤنا عرفوا السلام وشاهدوه مناظره الله أكبر لو رأى حُسَّادُنا ماتوا بكَمْدٍ من شواهد ساحرة كلٌّ يريد الآخرين كنفسه إيثاره للناس أعظم ظاهرة يتزاحم العُمّار في شغف وفي أملٍ برحمة ربهم هيَ غامرة وهو الطواف وفيه كلُّ تعلُّقٍ بالله عفواً إذ تجيء الآخرة وقبول صومٍ والصلاة ودعوة الله أكبر، تلك دنيا غادرة الله أكبر يا عدوَّ الله لا تغررك نفسك تلك نفسٌ آمرة اسْلمْ، تعالَ إلى النجاة فإنه ربي غفور للذنوب الكابرة اسْلمْ وشاهدْ وحدةً وتكاملاً المسلمون هم السفينُ السائرة اسْلمْ وشاهدْ عن يقينٍ أمةً جاءت بصدق، أنت عينك سادرة انظر طوافاً في تساوٍ كلُّنا أما سوانا فالفوارق سافرة انظر عدو الله نظرةَ مخلصٍ تجد النفوس بما تريد مجاهرة انظر ملايينا بصدق يقينها صُفَّتْ وراء إمامها متآزرة من غير قَسْرٍ أو مطالبُ حاكمٍ جاءت بحب الله دوماً ذاكرة سجدت وصَلَّتْ والدعاءُ رجاؤها غفرانك اللهمَّ روحي قاصرة وأتى العِشاء وقد تأهب جمعنا وقلوبنا كجسومنا متجاورة سجداتنا، دعواتنا، صلواتنا روح الملائك في صفوفٍ حاضرة هل في الوجود كمثل ذلك أمةٌ! جمع لها من كل صوبٍ حاشرة في كل حرفٍ للمصلى منحةٌ في كل خطوٍ للصلاة مؤاجَرة هل في الوجود كمثل ذاك تكرمٌ دينٌ لنا يُعطي الجميعَ مآثره نحن السلام مع الأمان محبةٌ هذي صفوف للحقيقة شاهرة انظر بعين الحق، لا تُخدع أيا مَن لا يرى غير الشرور الكافرة انظر لعلَّ الله يهدي لحظةً منك الفؤاد بلمحةٍ أوخاطرة حتى تكون مع الذين تحولوا للخير منذ سنينهم الغابرة كفار مكة أسلموا إذ جاءهم دين السلام إلى الأُولى متناحرة لما رأوا دين الهدى بقناعةٍ صاروا لدين الله جنداً كاسرة وأتى القيام وكلُّ قلبٍ شفّه صدق المشاعر مِلأْه وسرائره وصلاتنا خلف «السُّديس» كأننا في عالمٍ غير الحياة الحاضرة متعلقون بذي الجلال دعاؤنا غفرانك اللهمَّ عند الآخرة عِتْقٌ رقابيَ منك كلُّ رغيبتي والدمع تذرفه قلوب صابرة انظر إلى تلك الدوائر صفها جاءت بكوراً وهي ثمة ساهرة تبغي البقاء جوار أقدس بقعة فيها النجاةُ إلى الجنان الناضرة وأتى التهجد طول ليلٍ قلبُنا باكٍ وشاكٍ من همومٍ زاخرة خشعت ملايين خشوعَ موحِّدٍ الدين صار لكل خيرٍ ناشره لا شَرُّ في الإسلام، تلك حقائقٌ كل العقول لذي الحقيقة صاغرة نورٌ وإيمانٌ وفرط سلامةٍ كل التآخي في النفوس الشاعرة في رحمةٍ وتماسكٍ وتوحدٍ كلٌّ لنا عَمَر الصلاحُ سرائره ليست بنا في ذي المقام ضغائنٌ هي أمةٌ بالدين حقاً فاخرة هلاّ سمعتَ إمامنا في خَتْمِه يدعو، ويدعو الله ديناً ناصره وبكى «السديس» وسابقت عبراته حتى يُبلِّلَ بالدموع منابره يدعو بصدق مشاعرٍ وتضرُّعٍ في ذا التهجد كل نفس ذاكرة رباه: غفراناً عظيماً شاملاً روحي بوزري في طريقي عاثرة رباه: ثبِّتْ في الصراط مسيرنا ثبِّتْ يقيني في لقاء الآخرة ضجت بنا جنبات أقدس مسجدٍ وعلا الدعاء مع الدموع الزافرة واهتزت الدنيا لصدق دعائنا خشعت ملايين القلوب الحاضرة الكعبة العظمى ونحن بساحها هي لا تضيق بذي الجموع الزائرة والشيخ يبكي والدعاء مخالطٌ عبراتنا هي شهقةٌ متناثرة رباه أنت العفو حقاً، إننا كمٌّ من الأخطاء ليستْ ظاهرة لكنك الرحمن تعلم سرَّنا فاغفرْ إلهي كنتَ وزريَ ساتره رباه ليس بفعلنا - لكنه بالرحمة الكبرى بأمرك غافرة ربي تقبل صومنا ودعاءنا وكذا القيامَ تهَجُّداً للساهرة آمين