إن الصوم من أفضل العبادات وأجل الطاعات، جاءت بفضله الآثار ونقلت فيه بين الناس الأخبار. إن للصوم فضائل عظيمة فقد كتبه الله جل وعلا على جميع الأمم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. ومن فضائل الصيام أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات والرفعة في الدرجات «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» الى غير ذلك من فضائل الصيام العظيمة الجليلة. بعد هذه التقدمة اليسيرة في فضل الصيام عليك أن تعلم أن من السنن في الصيام بعد رمضان «صيام ستة أيام من شهر شوال بعد يوم العيد»، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر» رواه البزار وغيره. وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان واتبعه بست من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» روى مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال«:من صام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر» وإنما كان صيام رمضان واتباعه ستاً من شوال يعدل صيام الدهر لأن الحسنة بعشرة أمثالها فرمضان عن عشرة أشهر، وستة أيام من شوال عن شهرين. أيها القارئ الكريم: إن في معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة منها: 1- ان صيام هذه الستة أيام بعد رمضان كصلاة النافلة بعد الفريضة يكمل بذلك ما حصل من خلل ونقص. 2- ومنها ان معاودة الصيام بعد رمضان علامة على قبول صيام رمضان. 3- ومنها ان صيام رمضان يوجب مغفرة الذنوب فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة. أسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا ومنكم صالح الأفعال والأقوال. ( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض