«العيد» بسمة الشفاه في وجوه الأطفال.. العيد افترار ثغر الزهرة على أديم الأرض العيد عناق اللقاء في دروب الوداع.. العيد ذكرى لماضٍ ذهب بأتراحه.. وترقب لمستقبل اشرقت أفراحه.. العيد - في نظري - استشعار جذل تتطلع اليه كل القلوب.. وتشتاق إليه كل النفوس. العيد.. وما العيد.. إلا «ابتسامة» اليتيم من بين أكوام البؤس.. وما هو إلا الأمل الباسم على قلب البائس.. العيد ما هو إلا اشراقة الوداع برحيل سفائن الاحزان.. وإلا فلا كان عيد.. ولا كانت أعياد..«!» فيا أيها العيد باسم كل ابناء جلدتي على هذا الكوكب.. وبكل ذرات الاخلاص في اعماقي.. وبكل تطلعات «الحب» في نفسي اتمنى: أن تكون «أملاً» جديداً يبسم به فجرنا منذ اشراقة نهارك «!» وان تكون «جسراً» نعبر عن طريقك الى كل آمالنا وأمانينا.؟! وأن تكون «اطلالة» بهاء.. و«اشراقة» نور.. و«حفنة» ضياء..!! وأن تكون «جدولاً» رقراقا يقتل شلالات القلق في قلوبنا.. ويئد جداول التمزق في أوطاننا..؟! أيها العيد ها أنت تمر حسب دورة الزمن المعتادة فتجذل قلوب.. وتأسى قلوب.. وتبتهج نفوس.. وتتعذب نفوس.. وتبسم وجوه.. وتبكي وجوه.. وهذا هو نظامك.. وتلك هي سنة الله فيك منذ ان خطوت اول خطوة على ثرى هذه الأرض التي يعيش عليها البشر بجميع اجناسهم.. ومختلف طبقاتهم!! وها أنت تمر اليوم والعرب والمسلمون قد اثخنت قلوبهم الجراح.. وأدمت افئدتهم الكلوم.. وقرحت جفونهم الدموع.. بينما هنالك حفنة آثمة مشؤومة ترقص على جراحاتهم.. وتترنح على مقدساتهم.. وتعيث فسادا بأراضيهم. فيا أيها العيد.. اننا نرفضك مأتما جنائزيا في ديار احبائنا.. اننا نرفضك ولا نقبلك طاقات هناء ونور على قلوبنا.. وأكوام شقاء وظلام في قلوب اشقائنا..؟! وبعد: أيها العيد كم من «نفس» حزينة تستقبلك والدموع تخضب وجهها.. والتنهدات تقطع اوصالها.. والحزن يأكل سرورها..؟! أيها العيد كم من «يتيم» يستقبلك واليتم يمزق صدره.. والفقر ينهش سعادته.. ومرارة الفقد تئد هنائه..؟! أيها العيد كم من «أرملة» تستقبلك ولوعة الفراق تزرع الأسي في ذاتها.. ودمعة الألم تتكسر على وجنتيها.. وذكرى الوداع تنخرها فتأكل منها عظامها «!» فهذا هو العيد - يا سادتي - له عدة وجوه.. وله كثير من الأنماط.. فلا تنسنا جوانبه المشرقة.. زواياه المعتمة.. ولا تلهنا زغردة مباهجه.. عن مآسي لياليه..!! أخيراً أيها العيد بكل توقنا وشوقنا نرفع أيادينا الى السماء.. راجين ألا تأتي في عام قادم - وأنت كالآن - نغمة حزينة على شفاهنا.. وكلمة مصلوبة على أفواهنا.. ودمعة حزينة في محاجرنا.. وآهة حبيسة في صدورنا.. بل نرتئي أن تأتي وأنت «شحنة» سعادة نزرعها في أرضينا.. وترنيمة مجد تمسح وتنسخ أسى قلوبنا.. وسطراً خالداً نخطه في أسفار خلودنا.. وبسمة بريئة نبذرها على وجوهنا..؟! وكل عام وأنتم بخير. حمد عبدالله القاضي /الرياض