في ظل ماتعرضت وماتتعرض له المملكة هذه الايام من اعمال اجرامية وممارسات ارهابية تستهدف زعزعة الامن واستقرار الوطن من قبل فئة باغية وشرذمة ضالة خرجت عن كل المبادئ الاسلامية والقيم الانسانية بعقل ملوث وفكر مسموم وقلب مريض و تصور منكوس ومعكوس. هذه الفئة الحاقدة الباغية استخدمت كأداة للضغط على هذه البلاد ممن يتسمون بدعاة الاصلاح والفلاح هؤلاء نصبوا انفسهم دعاة اسلام و رعاة حقوق اتخذوا من بلاد الغرب منابر لنشر السموم وبث الشرور يحتمون بحمى اعداء الاسلام الذين يسروا لهم الاقامة وأتاحوا لهم فرصة التهريج والتحريض والاثارة من خلال وسائط اعلامية متعددة وسمح لهم بانشاء قناة تحت مسمى «الاصلاح» والذي يديرها ويبث سمومها المدعو سعد الفقيه والذي يصفق بقدميه قبل يديه مع كل عملية انتحارية تحدث في بلاد الحرمين يصف فاعليها بالابطال والشهداء ويحلل الحدث ويضخمه ويبالغ فيه كذبا وزورا هذا الذي تبنى لقب المصلح لنفسه وقناته يعمل على بث الشائعات وزرع الفتن وتأجيج ضعاف العقول السقيمة والقلوب المريضة على التخريب والتدمير وسفك الدماء البريئة وترويع الامنين في جنح الظلام واذا كان سعد «السفيه» ومن انسفه معه يعتقدون ان الاصلاح يتم بالتفجير ويتحقق بقتل الابرياء من الاطفال والنساء وتخريب الدور واحداث الاضطراب بين أفراد المجتمع فاذن ما بقي للافساد؟ واذا كان من عدل الاسلام وسماحته حتى في الحروب التي يحق فيها الحق ويبطل الباطل وينصر فيها المظلوم حرم قتل الاطفال والنساء والشيوخ وتخريب الدور والزروع فهذه وصية ابو بكر لقائد جيشه يزيد بن سفيان اني موصيك بخصال «لاتغدر ولا تمثل ولا تقتل هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا الا ما اكلتم ولا تحرقن نخلا ولا تخربن عامرا ولا تغل ولا تجيز» هذه حقيقة الاسلام في الحرب يامن تدعي الاسلام فكيف في حال السلم؟ ان ما تتعرض له بلاد الحرمين اليوم من اضطرابات امنية تقف من ورائها ايد خبيثة خارجية وداخلية منها ما تعمل بالخفاء ومنها بالعلن وخصوصا دعاة الاصلاح ومعارضي السياسة الذين ولدوا ونشأوا وتعلموا واكلوا من خيرات هذا الوطن وكافؤوه بالعقوق وقطيعة الرحم والتجأ الى بلاد تسوم المسلمين سوما تستحل اراضيهم ومحارهم وتقتلهم وتسلب خيراتهم جهارا نهارا، وهؤلاء اغتروا وغرروا غيرهم بأنهم دعاة اصلاح واداة انقاذ وهم في الواقع ينطبق عليهم وصف الله تعالى { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} ونقول لكل من انساق وراء آراء هؤلاء السخيفة وتصوراتهم الخاطئة بما يمنونهم ويعدونهم ما يعدهم الشيطان الا غرورا التوبة الى الله والعودة الى رشدهم وعقولهم لا عواطفهم فمتى كان الاصلاح منبعه من الخارج؟! ومتى تحقق الاصلاح باثارة الفتن وزرع القلاقل بين افراد المجتمع؟! ومتى عرف ان الاصلاح يتحقق بنسف البنايات والدور على من فيها؟! وهل اصبحت كلمة الاصلاح عباءة يرتديها كل فاسق وكاذب ليستعطف بها مشاعر الناس ويؤججهم على شق صفوف المسلمين؟! وهل يعقل ان من يدعي الاصلاح اصلاح نفسه اولا ليصلح امة بأكملها؟! هذا الوضع لايتوقف على المعالجة الامنية فقط وان كان هذا مطلباً رئيسياً لكن لا بد من معالجة اعلامية وفق استراتيجية علمية مدروسة وليس كما هو الحاصل الان من مؤسساتنا الاعلامية من تلفزة وصحافة التي تتفاعل مع الحدث اثناء وقوعه بنوع من الانفعال والتشنج تكثف البرامج التلفزيونية والحوارات مع العلماء والدعاة وطلاب العلم واللقاءات مع المواطنين لاستطلاع ارائهم وكذا الحال مع الصحافة التي شمر بعض كتابها بتوجيه التهم جزافا الى مؤسساتنا التربوية ومناهجنا الدراسية دون تثبت وتيقن والبعض منهم وجه قلمه للمؤسسات الخيرية والى دور الاصلاح ومراكز الدعوة دون ان يملك الدليل او يبرزالبرهان على صحة قوله، وما ان تهدأ العاصفة ويخمد البركان تعود وسائل إعلامنا الى ما كانت عليه، وانا اجزم واؤكد ان لوسائل الاعلام الخارجية تأثيراً مباشرا بعقول هؤلاء الشباب وغسل ادمغتهم بتلك الافكار التي تخيل لهم انها تنقلهم الى عالم الاحلام فأصبحت عبارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان دارجة على السنتهم حتى بعض النساء تمردن وتجرأن على المطالبة بحقوق ظنا منهن انها حق مفروض شرعا وعرفا تتمثل في مقاعد شورية ومناصب وزارية وما مشاركتهن في تنظيم المظاهرات قبل سنوات وقبل ايام في الرياض الا دليل على تأثير سموم وسائل الاعلام الخارجي فأكرر وأقول نحن بحاجة الى مواجهة اعلامية من الداخل للتصدي لهذا الغزو الفكري المسموم، نسأل الله ان يحفظ بلادنا من كل مكروه وان يقيها شر الاشرار وحقد الفجار انه نعم المولى ونعم النصير.