في ليلة من ليالي رمضان المحرم.. حيث يحرم القتال والقتل كانت سماء الرياض ترعد وتبرق وتمطر لا من سحاب.. ولا من ماء.. وإنما من قذائف.. وأصوات انفجارات ودماء.. وأصداء استغاثات على مشهد جثث متناثرة.. ودماء شرق بها وجه المكان.. ودموع وأنات غص بها حلق الإنسان.. أشقاء لنا في الدم، والدين، واللغة ذهبوا ضحية غدر وهدر دون ذنب اقترفوه.. ولا جرم ارتكبوه.. هل هذه هي الدعوة إلى الإصلاح؟!.. أبداً..! ان السبيل إلى الإصلاح هو ان نغير ما بأنفسنا قبل ان نغير ما بأنفس غيرنا.. ان نعرف طريقنا إلى حيث تَجَاوُزُ تلك النقائص بروح مشبعة بالحب.. والصدق.. وتلمس الصواب دون ضغينة.. ودون كراهية، ودون حقد، ودون تربص.. ان نفتح بوابات عقولنا لغيرنا.. ألاّ نتعصب وتأخذنا عصبية الجاهلية الأولى إلى خيار الدمار والدم.. والدموع. العنف مرفوض.. والرأي المتعصب المفروض مرفوض.. نعم مع كل صوت حق يحقق لهذا الوطن أمنه. ولمواطنيه سلامهم واسلامهم مع كل صوت يوحد ولا يبدد.. يجدد ولا يجمد.. يكفل العدل.. ويعمق روح الاعتدال.. هذا هو سبيل الاصلاح كما اعتقد.. إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله. (*) الرياض ص.ب 231185 الرمز 11321