في منزلك، في مكتبك، في طيارتك.. لا بد من وجود مخارج طوارئ، وخطط هروب، ولا بد من أن تكون على دراية تامة بكيفية التصرف في حالة حدوث طارئ لا قدر الله.. في المنزل، أو الفندق، يجب أن تكون الأسرة بصغارها وكبارها، نسائها ورجالها، مدربين على اخلاء المكان أوقات الطوارئ، وكذا في المكاتب، والأسواق.. وفي الطائرات تقوم المضيفات بشرح خطط الاخلاء ويشرن إلى مواقع مخارج الطوارئ، وسقوط القناع الأوكسجيني، وغير ذلك.. فشكراً لهن وبارك الله فيهن، وعم بنفعهن، أرجاء البلاد.. في أحد فنادق العاصمة الهنجارية (بودابست) أو بودابشت كما ينطقها المجريون (الهنجاريون)، رأيت طفلاً إنجليزياً كبير الحجم متأبطا الرسومات والمخططات المعمارية الخاصة بالفندق، وذلك بعدما تناولها من موظفة الاستقبال - وكانت فتاة حليمة طويلة الشعر - ألقى الطفل المخططات أمام والديه الجالسين ببهو الفندق، فأخرجت الأم قلماً أحمر، وبدأت تشرح لطفلها مواقع مخارج الهروب، وبعدها عن غرفتهم التي يقطنونها، وكيفية الهروب أثناء حدوث طارئ.. اكتشفت بعد يومين أن الوالدين يتركان الطفل في الفندق بمفرده كثيراً، وذلك لانشغالهما - على ما يبدو لي - بتجديد شهر عسل.. وبالتأكيد ينبغي لهما تعليم وتفهيم ذلك الطفل البريء التصرف الصحيح في حالات الطوارئ، وكذا يحرص الأوروبيون على أطفالهم، ويتأكدون من أخذ كافة احتياطات السلامة المطلوبة لهم.. وأما عندنا فكثير ما يترك الآباء أبناءهم في الفنادق دون تعليمهم أدنى احتياطات السلامة، (وليفلقني) هؤلاء المهملون ان استطاع أبناؤهم التصرف في حالة حدوث طارئ لا قدر الله.. وليحفظ الله أطفال المسلمين جميعاً.. tnalbakr@hotmail