أكد فضيلة رئيس محاكم منطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد في حديثه ل(الجزيرة) إن ما حدث من تفجيرات في الرياض أقدم عليها أناس لم يقدروا هذه الآثار الخطيرة المترتبة على هذه الجريمة البشعة أمر مؤسف وأمر يندى له الجبين وإذا أراد الإنسان أن يحلل هذه الحادثة، بل الحوادث المؤلمة يجد أنها منعطف خطير تمر به الأمة وفي الحقيقة أن هذه البلاد بحمد الله ومنّه بلاد الحرمين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين فهذه البلاد تطبق الشريعة الإسلامية وتدافع عن قضايا الإسلام وتحرص على أن تكون هذه البلاد آمنة ولا شك بأننا ندرك ونؤمن بأن هذه الحوادث لا تهزها، بل تزيدها صلابة وتزيدها ايماناً بأن من يقف وراء هذه الحوادث الجبانة سواء مخططيها، أومنفذيها سيرد الله سبحانه وتعالى شرورهم في نحورهم وسيحمي هذه البلاد وأهلها من كل شر وفتنة. وأضاف: إنني إذ أسجل ألمي واستغرابي أن تحصل مثل هذه الأعمال الإجرامية الإرهابية في بلد يحكم الشريعة الإسلامية لأدعو الله سبحانه وتعالى أن يحمي هذه البلاد من الشرور والفتن وأدعو اخواني أن يحذروا هذه الفئة الضالة المجرمة المنحرفة البعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي وأدعوهم أن ينبذوهم ودعواتهم الضالة المنحرفة المبنية على عقائد فاسدة. فأي مسلم وأي عاقل يجيز لنفسه قتل الأبرياء وإشاعة الخوف وجميعاً يعلم أن قتل النفس محرمة في جميع الأديان إلا بالحق فكيف بديننا الإسلامي الذي جعل القتل العمد سبباً في دخول النار والعياذ بالله قال تعالى: {وّمّن يّقًتٍلً مٍؤًمٌنْا مٍَتّعّمٌَدْا فّجّزّاؤٍهٍ جّهّنَّمٍ خّالٌدْا فٌيهّا وّغّضٌبّ اللَّهٍ عّلّيًهٌ وّلّعّنّهٍ وّأّعّدَّ لّهٍ عّذّابْا عّظٌيمْا } [النساء] . وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن قتل نفس معصومة بغير حق أشد على الله سبحانه وتعالى من زوال الكعبة. وبين الله سبحانه وتعالى أن هذه النفس المعصومة لا يجوز قتلها أو الاعتداء عليها، بل أن هذا الاعتداء وهذا التفجير الذي حدث قبل عدة أيام في أحد المجمعات السكنية وخلال هذا الشهر الكريم بمدينة الرياض إنما هو ضرب من ضروب المحاربة وضرب من ضروب الفساد وقد بين الله سبحانه وتعالى في كتابه حكم المحاربين وحكم المفسدين قال تعالى: {إنَّمّا جّزّاءٍ الّذٌينّ يٍحّارٌبٍونّ اللَّهّ وّرّسٍولّهٍ وّيّسًعّوًنّ فٌي الأّّرًضٌ فّسّادْا أّن يٍقّتَّلٍوا أّوً يٍصّلَّبٍوا أّوً تٍقّطَّعّ أّيًدٌيهٌمً وّأّرًجٍلٍهٍم مٌَنً خٌلافُ أّوً يٍنفّوًا مٌنّ الأّرًضٌ ذّلٌكّ لّهٍمً خٌزًيِ فٌي الدٍَنًيّا وّلّهٍمً فٌي الآخٌرّةٌ عّذّابِ عّظٌيمِ}. وقال تعالى: {وّكّتّبًنّا عّلّيًهٌمً فٌيهّا أّنَّ النَّفًسّ بٌالنَّفًسٌ وّالًعّيًنّ بٌالًعّيًنٌ وّالأّنفّ بٌالأّنفٌ وّالأٍذٍنّ بٌالأٍذٍنٌ وّالسٌَنَّ بٌالسٌَنٌَ وّالًجٍرٍوحّ قٌصّاصِ } [المائدة: 45] . وبين الحميد في حديثه للجزيرة أن هذا الاعتداء الارهابي لا يقره عقل ولا دين ولا منطق، فقد أزهقت أرواح الأطفال والرجال وهم آمنون في بيوتهم وهم مسلمون مسالمون لكن يد الغدر والإجرام والإرهاب قد طالت هؤلاء وهم في بيوتهم وإن من نفذ هذا العمل الإجرامي من قتلهم المتعمد لهو من أكبر الكبائر. وأبدى فضيلته تأثره الشديد لضحايا هذا الحادث الإجرامي الخطير الذي شمل الأطفال والنساء والشباب والكهول من قتلى وجرحى والدمار الكبير الذي ألحق بالممتلكات خاصة أن هذا الاعتداء الإرهابي وقع في شهر رمضان المبارك. وأعرب فضيلته عن تعازيه ومواساته لأسر ضحايا هذا الحادث الإجرامي ودعا الله أن يعافي المصابين الذين يلقون كل عناية واهتمام من قيادة هذه البلاد الآمنة وهم يرقدون على الأسرة البيضاء ودعا الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها في ظل قيادتها الرشيدة وأن يسدد خطى ولاة الأمر في القبض على هؤلاء المجرمين ومن وراءهم لينالوا جزاءهم الرادع وفق الشريعة الإسلامية.