في مثل هذا اليوم من عام 1945م انتخب القائد الفرنسي شارل ديغول رئيساً لجمهورية فرنسا. ولد ديجول في عام 1890، وقاد نضالاً مريراً ضد الاحتلال النازي لبلاده، الذي أذاق الشعب الفرنسي الويلات. واستطاع ديجول أن يشعل الشرارة الأولى للمقاومة الفرنسية التي اندلعت كرد فعل على ممارسات النازيين في فرنسا، حيث طلبت حكومة فرنسا في السابع عشر من حزيران عام 1940 عقد هدنة بينها وبين الألمان النازيين بعد أن اجتاحت قواتهم الغازية أجزاء كبيرة من فرنسا، فترأس شارل ديغول حركة المقاومة وأذاع في الثامن عشر من حزيران من عام 1940 نداء من العاصمة البريطانية لندن يدعو فيه الى مقاومة قوات الاحتلال الألماني، وكان ديغول واثقاً في بيانه من انتصار الشعب الفرنسي على أعدائه، وواثق في الوقت نفسه من أن الهزيمة ستكون من نصيب الاحتلال الألماني ليس في فرنسا فحسب بل على كافة الجبهات العسكرية التي فتحتها ألمانيا في العالم. وتزعم ديغول المقاومة الفرنسية من لندن ثم من شمال أفريقيا... وكان ينظمها ويديرها من الداخل والخارج ولم يحصر عمليات المقاومة لقوات الاحتلال الألمانية في الأراضي الفرنسية المحتلة فقط، وانتصر الشعب الفرنسي بقيادة شارل ديغول الذي انتخب رئيسا للجمهورية. جدير بالذكر انه بعد انهيار ألمانيا وخسارتها الكبيرة في الحرب العالمية الثانية وانسحابها من فرنسا تحت ضربات المقاومة الفرنسية تحسنت علاقات فرنسا مع ألمانيا الجديدة، فوقع شارل ديغول مع المستشار الألماني الغربي كونراد أديناور المعاهدة الألمانية الفرنسية في عام 1963، وكذلك نظم شارل ديغول استفتاء للشعب الفرنسي حول مصير احتلال الجزائر في عام 1961م والذي قال فيه 26 ،75% من الشعب الفرنسي نعم لحق تقرير المصير للشعب الجزائري وعارضه 37 ،18% فقط من الشعب الفرنسي.. توفي شارل ديغول في عام 1970م بعد أن خلّف لشعبه تراثاً نضالياً لا يمحوه الزمن، بل حمل الراية من بعده أوفياء لقيمه الثورية من رجال فرنسا أمثال جاك شيراك...