عثر ريتشارد ليكي المستكشف الجيولوجي في التاسع من نوفمبر عام 1972 على جمجمة كاملة للإنسان في موقع آخر في شرق توركانا بكينيا، حيث يقدر عمرها بمليوني سنة على الأقل، وأطلق عليها اسم الجمجمة رقم 1470. لقد كان هناك العديد من الجهود لاكتشاف آثار الإنسان في هذه المنطقة والمناطق المحيطة بها. وترجع أعمار الحفريات المستخرجة منه إلى تاريخ قديم جداً. أسفرت هذه الحفائر منذئذ عن استخراج حفريات للإنسان يرجع عمرها إلى 4 ،2 مليون سنة. إضافة إلى أنه قد وجدت في مواقع أخرى من القارة الأفريقية أعمال فنية أقدم من الأدوات الأولدفانية، لكنها شبيهة بها. فقد وجدت في هادار أدوات ترجع إلى 3 ،2 مليون سنة، كما وجدت في جونا بأثيوبيا أدوات ترجع إلى ما بين 5 ،2و6 ،2 مليون سنة. فمن هو صانع تلك الأدوات؟ يبلغ حجم مخ صانع تلك الأدوات 750 سم مكعب، وهو حجم كبير بالنسبة للإنسان. وقد قدر عمر هذا الإنسان سابقا بحوالي 3 ملايين سنة، وقد سبب هذا التقدير كثيرا من الخلط، حيث إنه كان في هذا الوقت أقدم من أي حفريات بشرية وجدت بأستراليا، وهي حفريات من يفترض انهم الأسلاف الذين انحدر منهم الإنسان وخاصة فصيلة الإنسان الماهر. وقد دار النقاش حول عمر الجمجمة رقم 1470 حيث من الغريب أن الجمجمة تبدو حديثة في بعض جوانبها. ففراغ الجمجمة -الذي يحتوي على المخ- كان اكبر بكثير من فراغ أي جمجمة بشرية عثر عليها بأستراليا، كما أن عظامها أقوى بكثير من عظام جماجم الحفريات الأسترالية، وقد خلت من وجود الحواف الكبيرة في مواقع الحواجب، وهو ما يميز جماجم الإنسان منتصب القامة. لكن عظام وجه الجمجمة رقم 1470 كانت غليظة جدا. كما وجد عدد من عظام الساق على بعد حوالي كيلومترين من موقع اكتشاف هذه الجمجمة، ويرجح أنها تنتمي إلى النوع نفسه من المخلوقات.