سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ سعد الفريان رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض ل «الجزيرة »: خمسة مراكز لرعاية حلقات التحفيظ في مدينة الرياض
لدينا معهد لإعداد معلمات التحفيظ سيغنينا عن التعاقد
التهم ضد الجمعيات الخيرية لا تأتي إلا من أعداء الإسلام
تقوم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بأدوار ملموسة في حياة مجتمعنا، فقد تمكن الكثير من أبناء هذا الوطن من حفظ القرآن بما يجعلهم أكثر وعياً بالدين الإسلامي، كما انها تزرع فيهم حب العقيدة الإسلامية وترتفع بمستواهم في اللغة العربية لما يحتويه آي الذكر الحكيم من لغة رفيعة لا تدانيها لغة. من خلال الأسطر التالية ونحن نعيش نفحات الشهر الكريم كان لنا هذا اللقاء مع فضيلة الشيخ سعد بن محمد الفريان رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض والذي حاورناه حول عدد من القضايا التي تخص الجمعية. وقد جاءت الحصيلة كما يلي... لقاء - معاذ بن محمد الجعوان البدايات * البداية كانت بعشر حلقات في عام 86ه فكيف كان وضع الحلقات؟ - في بداية الأمر كان رئيس الجمعية السابق الشيخ عبدالرحمن آل فريان رحمه الله يزور الجامع الكبير في الحي ويتحدث مع إمام المسجد ومع كبار الجماعة، ويقول لهم: لو أنكم تجعلون لأبنائكم حلقة لتحفيظ القرآن الكريم ونحن سنساند هذه الحلقة ونختار لكم المدرس ونعينكم على راتب المدرس الذي يضمن له عيشة كريمة ويستطيع بها أن يتفرغ لتعليم الأبناء مساء وأنتم تتبرعون بما تجود به نفوسكم لصالح تعليم أبنائكم وهذا فيه أجر لأن من علّم ابنه أو ابنته حرفاً من كتاب الله كان له كذا وكذا من الأجر، وكان المواطنون يستجيبون لهذه الدعوة.. فبعد أن لمسوا فوائدها بتعلم ابنائهم وحفظهم القرآن الكريم صاروا يقبلون عليها، بل صار بعض أهل الأحياء الأخرى يأتون إلى الشيخ عبدالرحمن ويقترحون عليه بأن لديهم طلاباً عددهم كذا وكذا وغالباً الحلقة لا تفتح إلا إذا وجد حوالي 15 طالباً فأكثر فنمت الحلقات بهذه الطريقة ومن هنا كانت بداية نمو الحلقات وتزايدها. * بفضل من الله ثم بدعم من الدولة وأهل الخير وصل عدد فروع الجمعية إلى 21 فرعاً خارج مدينة الرياض فكيف تم هذا؟ الآن الجمعية توسعت توسعاً كبيراً، وكان للدولة نصيب وافر في مسألة مساندة الجمعية حتى وقفت على أقدامها، فَخُصص لها إعانة سنوية والمواطنون يعينون هذه الجمعية.. أما الآن فقد وصلت الجمعية إلى وضع طيب جداً ففي مدينة الرياض وحدها خمسة مراكز لرعاية الحلقات وخارج مدينة الرياض حوالي 21 فرعا. وبعد التنظيم الأخير وبعد أن أصبحت الجمعية لها هذا الزخم وهذه الكثرة رأت الدولة أن تسند الإشراف على هذه الحلقات إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فصارت جامعة الإمام تساند الشيخ عبدالرحمن في أمور الحلقات وفي اختيار المدرسين وفي توفير المصاحف والأجزاء للطلاب الدارسين وبالرأي والمشورة ثم بعد ذلك لما أنشئت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد نقل الإشراف من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى الوزارة وما زالت تشرف وما زالت الدولة حفظها الله تساند الجمعية. وقبل أن تشرف جامعة الإمام على الجمعية امتد نشاط الحلقات إلى القصيم وكان أهل القصيم قد طبقوا الأساليب نفسها التي طبقت في الرياض في فتح الحلقات وكذلك في المنطقة الشرقية. ولما قويت الحلقات واشتدت في منطقة القصيم والمنطقة الشرقية اقترح الأهالي على الشيخ عبدالرحمن أن يصبحوا جمعية مستقلة ويديروا حلقاتهم بأنفسهم فوافق الشيخ عبدالرحمن رحمه الله بعد أن لمس فيهم النشاط والخير وقال: بارك الله فيكم وإن شاء الله فيكم الخير والبركة فجاءت رعاية الدولة فيما بعد فرعت الجميع في منطقة الرياض وفي المناطق الأخرى. العمل قائم ومستمر * كان للشيخ عبدالرحمن رحمه الله فضل بعد الله ثم بدعم الدولة في إنشاء الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمساندة من أهل الخير. وقد رسم رحمه الله خطاً متميزاً لأعمال هذه الجمعية.. ما تصوركم لمستقبل الجمعية بعد وفاة الشيخ عليه رحمة الله؟ تصوري أن الجمعية سوف تستمر بإذن الله تعالى والقائمون عليها لديهم الرغبة والنشاط مما يجعلهم يستمرون في هذا العمل وفي التوسع فيه قدر الاستطاعة والدولة أيضاً ترعى هذه الجمعيات في جميع مناطق المملكة والعمل مستمر الآن كما لو كان الشيخ عبدالرحمن موجوداً، ويوجد إدارة مستقلة ويوجد تشكيل قائم في داخل الجمعية كما يوجد بها جهاز متكامل، جهاز للشؤون التعليمية وفيها جهاز للإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية وكذلك قسم كبير جداً لتعليم الفتاة وله إدارة مستقلة ولكنها مرتبطة بالجمعية.. إذن لم يتغير شيء بعد وفاة الشيخ عبدالرحمن والعمل قائم في الجمعية. * ما أبرز الخطوط المستقبلية لتطوير الجمعية؟ - الخطوط المستقبلية هي القائمة الآن أو بدئ ببعضها لأن البعض الآخر لا يزال فكرة حتى الآن لم تتحقق ومن المشاريع التي في الطريق الآن مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم وقد حصلت الجمعية الآن على الترخيص بالإنشاء من وزارة التربية والتعليم والجمعية الآن تجهز لفتح هذه المدرسة الابتدائية التي ستقام في الرياض وقد اختير لها موقع في البديعة القديمة عن طريق شخص من أهل الخير تبرع بمدرسة بناها وأتمها والآن يجري تجهيزها التجهيز النهائي.. والآن يوجد معهد إعداد المعلمات وهو تابع للقسم النسائي بالجمعية بحيث يستغنى عن المتعاقدات والتعاقد مع معلمات من غير البلاد ومن الاستقدام.. كذلك من سياسة الجمعية الآن إحلال الحفّاظ من المواطنين محل الحفّاظ المتعاقدين تدريجياً وبحيث لا يؤثر هذا على مستوى تحصيل الطلاب العلمي ولا يؤثر على حفظهم لكتاب الله. * هل لفضيلتكم أن تحدثونا عن المعهد الذي أنشأته الجمعية للقرآن الكريم؟ وما مصير المتخرجين منه؟ - هذا المعهد أنشئ منذ 1403ه وهو قائم وفيه متوسط وثانوي والمتخرجون منه يقبلون في معظم جامعات المملكة إلا أنهم يتميزون في بعض العلوم التي تخدم القرآن الكريم مثل علوم القراءات وعلوم الفواصل وكل ما يتعلق بعلوم القرآن. ولا فرق بين المعهد وبين مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة التربية والتعليم وهي نفس المواد. علاقة وثيقة * إذن ما العلاقة بين مدارس تحفيظ القرآن التابعة لوزارة التربية والتعليم وبين الجمعية؟ - العلاقة وثيقة جداً والتنسيق قائم بين مدارس تحفيظ القرآن الكريم في وزارة التربية وبين الجمعية الخيرية ومعهد تحفيظ القرآن الكريم التابع لها بحيث يمكن لطالب مدارس تحفيظ القرآن الكريم الالتحاق بالمعهد وطالب المعهد يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن الكريم بوزارة التربية والتعليم. الأمير سلمان والمبادرات النبيلة * يسجل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حضوره لكافة المناسبات التي تقيمها الجمعية سنوياً كنوع من الدعم المعنوي لها.. كيف تستثمر الجمعية مثل هذه المبادرات النبيلة من سموه الكريم؟ - الحقيقة أن مساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض مستمرة منذ إنشائها، سواء كانت مساندة معنوية كما ذكرتم متمثلة في حضوره لمناسبات الجمعية واحتفالاتها، أو مساندة مادية من حيث تبرعه شخصياً حفظه الله، أو مساندته لطلبات الجمعية لدى المقام السامي عند خادم الحرمين الشريفين عندما يكون للجمعية قضية من القضايا أو مشروع من المشاريع لتنفيذه، أو يحصل علينا أي نقص معين كجوائز الطلاب السنوية التي تصرف للمحافظين، ويكون الأمير سلمان مساندا ومعينا للجمعية في طلبها هذا ومؤيدا له، وعادة ماتأتينا إعانة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ومد في عمره من جوائز الحفاظ من الجمعية عن طريق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ويقول هذا من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أما تبرعه هو الشخصي فهذا قائم ولا يزال مستمرا سنوياً وتعودنا من سموه هذا الدعم، وكذلك حضوره المناسبات والاحتفالات مستمر سنوياً وسوف يستمر بإذن الله وهذه الحقيقة وكان الشيخ عبدالرحمن رحمه الله وأعضاء الجمعية، يعرفون هذا ويدعون لخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد، ولسمو النائب الثاني وللأمير سلمان وكلهم يساندون هذه الجمعية. * هل لنا أن نعرف من فضيلتكم أبرز الداعمين لهذه الجمعية مادياً؟ أول وأكبر الداعمين لهذه الجمعية مادياً هو خادم الحرمين الشريفين ثم يأتي سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أيضاً كداعم ومعين لهذه الجمعية. كذلك سمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي له جهود في فتح الحلقات في قطاع القوات المسلحة والجمعية تتساعد وتتعاون مع الشؤون الدينية في وزارة الدفاع والطيران بشأن الحلقات هذه. ومن أبرز وجوه مساندة ولاة الأمر لهذه الجمعية واهتمامهم بكتاب الله تخفيف المحكومية في الحق العام على الموقوف أو السجين بحيث إنه إذا حفظ القرآن الكريم خفف عنه نصف المحكومية ومدة العقوبة المقررة من الشرع. وهذا تشجيع من الدولة على حفظ القرآن الكريم و مساندة منها على هذا التوجه الكريم. ولا أنسى أيضاً أن الجمعية امتد نشاطها في فتح الحلقات إلى داخل الإصلاحيات والسجون وأنه بحمد الله تخرج حفاظ من السجون وخرجوا من السجن وصاروا أئمة مساجد وهذه نماذج معروفة من الجمعية ولله الحمد ما زال إلى الآن هذا الشيء مستمرا. * لكن ألا ترى أن بعض المسجونين يحفظ القرآن الكريم كاملاً لمجرد فقط تخفيف العقوبة ثم بعد خروجه ينسى ما حفظ ويتغير كل شيء؟ لا نستطيع أن نزكي لكن حقيقة الأمر أنه ببركة القرآن الكريم تجد جميع الذين حفظوا القرآن الكريم في السجون تأثروا من ناحية السلوك ومن ناحية تغيير مسار حياتهم إلى الأفضل. *ه2ه* $ّيّرًزٍقًهٍ مٌنً حّيًثٍ لا يّحًتّسٌبٍ} وقال في آية أخرى: {$ّمّن يّتَّقٌ پلَّهّ يّجًعّل لَّهٍ مٌنً أّمًرٌهٌ يٍسًرْا} فدائما حفظ القرآن الكريم بركته مشاهدة ومحسوسة على الطلاب وعلى الناس ممن كان لهم في يوم من الأيام سوابق فحسنت حياتهم واستقاموا وتحولوا إلى أعضاء نافعين في المجتمع ومنتجين. * الجمعية تتلقى الدعم المتواصل من الموسرين ورجال الأعمال.. هل هناك كلمة لهؤلاء الداعمين للاستمرار في دعم هذه الجمعية لكي تؤدي رسالتها على أتم وجه؟ - حقيقة أن الإنفاق على تحفيظ القرآن الكريم هو إنفاق في سبيل الله تعالى وهو نافع لجميع المسلمين ونافع للشباب ونافع للأسر ونافع للمجتمع. والجمعية تتطلع إلى مساندة كل مواطن قادر على هذا التوجه الكريم الذي تنحصر أعماله في تحفيظ القرآن الكريم وفي تعرف أبناء المسلمين على القرآن الكريم، والتخلق بأخلاقه واتباع ما أمر الله به وأمر به رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله: «تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنتي». إن الإنفاق على هذا القرآن العظيم هو إنفاق في سبيل الله وبعض العلماء أفتى بجواز بذل الزكاة للإنفاق على حفظة القرآن الكريم والمحتاج منهم وكذلك الإنفاق على المدرس الذي يتفرغ لتحفيظ أبناء المسلمين ولدى الجمعية الآن طلبات عديدة لفتح حلقات كثيرة في الرياض وفي ضواحي الرياض وفي مناطق أخرى وكل ما يرد إلى الجمعية ينفق لتحفيظ القرآن الكريم أو يستثمر لصالح هذا التوجه ولصالح هذا المشروع الخيري الكريم فنأمل ونتعشم من أهل الخير والمواطنين ومن الجمهور الكريم أن يساندوا هذا العمل كما تعودنا منهم. وسائل جذب متعددة * الآن وقد وصل عدد الحِلَق إلى ما يربو على 4427 حلقة في منطقة الرياض ويوجد بها حوالي 477 ،102 طالباً حسب آخر الإحصائيات.. ما هي وسائل الجذب والإقناع التي تتخذها الجمعية لزيادة عدد طلابها في الحلقات؟ - من أهم وسائل الجذب ما يشاهده المواطن من فائدة فقد ثبت بالتجربة أن الطالب الذي يُحفظ له وقته بتعليم القرآن الكريم يكون متميزا عن سواه من الطلاب الذين يقضون كثيراً من أوقاتهم فيما لا ينفعهم ولا يعود عليهم بالنفع وهذا شيء مشاهد وملموس، ومن أبرز المرغبات أيضاً لحفظ القرآن الكريم المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله فهذه المسابقة يرصد لها مبالغ كبيرة ويحتفل بها بحضور الأمير سلمان وعدد من الأمراء والعلماء ومفتي عام المملكة العربية السعودية وغيرهم من كبار العلماء والشخصيات يحضرون هذا الاحتفال سنوياً وتوزع الجوائز على المتفوقين من يد سموه. أما الوسيلة التي تليها والأكبر فهي المسابقة الدولية «مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم» التي تقام في مكةالمكرمة وهذه على مستوى عالمي تشمل أبناء المملكة وغيرهم من دول العالم، ثم يحتفل بتوزيع الجوائز بحضور أمير منطقة مكةالمكرمة. ومن وسائل الجذب أيضاً للحلقات هناك وسائل ذاتية من المواطنين فيما يشاهدونه من فوائد يجنونها في أخلاق أبنائهم واستقامة أسرهم سواء بالنسبة للبنين أو البنات فهذه أيضاً إحدى الوسائل التي لمسنا أثرها في كثرة الطلبات التي ترد للجمعية في طلب فتح حلق لتحفيظ القرآن الكريم وفي فتح مدارس لتحفيظ القرآن الكريم. * هل حلقات القرآن الكريم مقتصرة فقط على المساجد؟ أم لها أماكن أخرى؟ - حلقات القرآن الكريم مقتصرة على المساجد فقط.. وهذا فيه إحياء لدور المسجد لأن المسجد هو المدرسة والجامعة الأولى في الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن الكريم والحديث الشريف في المسجد واستمر هذا سنّة متبعة في الأمة الإسلامية. * هناك حلقات تقام في مساجد صغيرة في الأحياء.. فهل لديكم دور إشرافي عليها؟ أم أنها تقوم على الاجتهاد الشخصي؟ - أذكر أنه صدر قرار من المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بناء على قرار صدر من وزارة الشؤون الإسلامية بأنه لا يسمح بفتح حلقة في أي مسجد كان إلا بعد موافقة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المملكة وهذا بضمان مستوى المدرس الذي سيتولى الحلقة والإشراف على سير العمل وسير الدراسة في مثل هذه الحلقات. أما ما يذكر من أن البعض يجتهد وبعض الأئمة قام بفتح مثل هذه الحلقات في مسجده فهذا مخالف للتعليمات والأنظمة التي لدى الجمعية ومخالف أيضاً للأنظمة. * ولكن هناك حلقات لتحفيظ القرآن الكريم تقام في المساجد الصغيرة تكون تحت إشراف إمام المسجد وجماعة المسجد في أحياء كثيرة.. فلماذا لا تجتمع مثل هذه الحلقات في جامع كبير في الحي مثلاً ويكون للجمعية الدور المباشر في الإشراف عليها؟ - الجمعية لا تعترف بأي حلقات غير مرخصة، إنما الحلقات التي تقام في المساجد فهذه يكون الإشراف عليها من إمام المسجد بمعرفة الجمعية ويختار أربعة من كبار جماعة المسجد لكي يعينوا الإمام على الإشراف على هذه الحلقات ولا تشترط الجمعية جواباً على سؤالك أن تكون الحلقات في جامع كبير أو أن يكون في وسط الحي لأن في ذلك مشقة ولأن بعض الأحياء كبيرة، ففي كل مسجد يكون فيه عدد من الطلاب ويكون فيه استعداد من إمام المسجد وأربعة من جماعة المسجد المعروفين بالإشراف على هذه الحلقة ويتم اختيار مدرس كفؤ فإن الجمعية لا تمانع وقتها. * لماذا لا يكون هناك تطابق بين المنهج الدراسي للمدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم وبين الحلقات التي تقام في المساجد تحت إشرافكم، بحيث تكون الحلقة في المسجد مكملة لدراسة الطلاب في مجال القرآن والتفسير والتجويد أيضاً بحيث تصبح الحلقات معينة للطلاب؟ - الكلام هذا كما قلنا سابقاً ينطبق على المعهد وعلى المدرسة الابتدائية التي سوف تفتح قريباً وعلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة للقسم النسائي أما حلقات المساجد فهي تعين الطالب على المقرر عليه حفظه في المدرسة، لكن لا يطالب المدرس الذي يدرس الحلقة في المسجد أن يكون تدريسه مطابقا للمنهج المدرسي النظامي لأن هذه حلقات لتحفيظ القرآن فقط.. وهذا الحفظ للطالب يعينه في أداء واجباته الدينية.. ويعينه في الأمور المتعلقة بحياته الدنيوية. أما حلقات المسجد فيتعذر مطابقتها مع المنهج المدرسي أما المعهد التابع للجمعية والمدرسة الابتدائية أيضاً.. فمناهجها سوف تكون مطابقة تماماً وهناك معادلة فقد تمت منذ زمن منذ قيام المعهد وكذلك المدرسة الابتدائية التي لم تفتح بعد، تمت المعادلة بينها وبين المدارس الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة التربية والتعليم. * هل للجمعية دور تنسيقي مستمر مع وزارة التربية والتعليم من أجل الاهتمام بخريجي الجامعات من حفظة كتاب الله للتدريس بمدارسها؟ - الحقيقة.. حفاظ القرآن الكريم مطلوبون دائماً في كل موقع وليس لديهم أي مشكلة في الحصول على وظائف ويجدون عملا في المدارس الحكومية أو في المدارس الأهلية فليس هناك مشكلة تستدعي حصولهم على وظائف. * ذكرتم من خلال هذا اللقاء أن هناك حلقات للنساء تابعة للجمعية.. كيف تدار مثل هذه الحلقات؟ - الحلقات الموجودة للنساء عبارة عن مدارس لأن النساء كما قلت من قبل يدرسن في المدارس المخصصة لهن من قبل الحكومة في وقت محدد وبطرق محددة في حي معين ويطلب فتح المدرسة الفلانية مساء لتدريس بنات الحي هذا وإدارة المدارس النسائية عندنا في الجمعية تتولى التنسيق مع الرئاسة سابقاً ووزارة التربية والتعليم حالياً. * كثيرا ما نسمع عن الإقبال المتزايد من النساء على حلقات تحفيظ القرآن الكريم.. هل هناك نية لتطوير القسم النسائي في الجمعية؟ - صحيح أن البنات الآن لهن اقبال قوي جداً على تحفيظ القرآن الكريم وهذا شيء يسرُّ، وأصبح القسم النسائي عندنا يكاد يعادل قسم البنين. والمرغب للنساء هو أن المسلم بطبعه سواء كان ذكراً أو أنثى دائماً ينزع ويميل إلى الفطرة السليمة والمثالية إن استطاع أن يصل إلى المثالية، هذه الحلقات تحقق للنساء ما يرغبن فيه من النقاء والمثالية ويجدن أيضاً من كثير من الشباب رغبة في أن يرى اخواته ويرى بناته ويرى زوجته حافظة للقرآن، فهو يرى أنها تكون أكثر استقامة وأكثر حفاظاً على بيته وأكثر حفاظاً على ولده.. فالشاب يجد بغيته في الفتاة المتعلمة الحافظة لكتاب الله. * تتعرض الجمعيات الإسلامية عامة وجمعيات تحفيظ القرآن تحديداً إلى حملات معادية وتشكيك من أعداء الإسلام، كيف يمكن لنا الرد على مثل هذه الحملات؟ التهم ضد جمعيات تحفيظ القرآن وضد التعليم الإسلامي لا تأتي إلا من أعداء الإسلام ومن الناس الذين يسمعون ويرددون دون تفكير ودون عقل. * لكن هناك معلومة تفيد أن من بين المقبوض عليهم والمتهمين في القضايا الإرهابية هم ممن أشرف على حلقات تحفيظ القرآن الكريم.. هل لديكم تأكيد أو نفي لهذه المعلومة؟ - الحقيقة لم يثبت عندنا أن بعض المشرفين وقعوا في هذا، وإنما الذين وقعوا هؤلاء أغرار، غرر بهم وقلبت الحقائق في أنظارهم، واستمعوا إلى فتاوى وأفكار من لا علم عنده وليس لديهم علم يفتون به ويفيدون به الناس والله سبحانه يقول: {فّاسًأّلٍوا أّهًلّ پذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ} وأهل الذكر هم أهل العلم. فتجدهم يستمعون إلى أنصاف متعلمين وإلى أناس لا بضاعة لهم ولا رسوخ لهم في العلم فينخدعون، ويندس بينهم من أعداء الدين من المنافقين من يدفعهم باسم الدين وهذه عملية شيطانية لأن الشيطان يأتي الإنسان فينظر وضعه ان كان مستقيماً قال له لم تفعل شيئاً وحاول أن يدفعه إلى الغلو، وإن كان غير ذلك زين له الباطل. * إذاً ما هو دور الجمعية في تحصين الشباب المسلم للابتعاد عن كل شيء يمس الآخرين؟ أولاً: الحرص على شغل أوقات الشباب بحفظ القرآن الكريم. ثانياً: الحرص على ألا يتولى التدريس إلا إنسان كفؤ من ناحية العقيدة والاستقامة والبعد عن الشبهات التي قد تغزو بعض الأفكار وقد تؤثر على بعض الناس. * نحن الآن في رحاب شهر رمضان الفضيل وللجمعية مساهمة في تزويد المساجد والجوامع بحفظة كتاب الله.. نود من فضيلتكم تسليط الضوء على هذا الموضوع؟ وكيف يتم اختيار وإرسال الأئمة؟ - منذ فترة طويلة تأتي طلبات لجمعية تحفيظ القرآن الكريم لاختيار أئمة يقومون بإمامة المسلمين في صلاة التراويح في شهر رمضان ويتم اختياره الأئمة من الحفاظ ولديهم الامكانية بإمامة المسلمين في الجوامع والمساجد. والتنسيق في هذا الموضوع قائم مع وزارة الشؤون الإسلامية ويأتينا عادة طلب أو عدة طلبات من الوزارة بأنهم بحاجة إلى أئمة في المكان الفلاني أو في الجامع الفلاني ويتم تزويدهم بما يطلبون ونحن نملك عددا كبيرا من الحفاظ يقومون بهذه المهمة. * وأخيراً؟! - الأخير هو أن نخاطب الآباء والأمهات ممن لم يحصل لهم أو تتهيأ لهم فرصة أو لم يتذوقوا فرصة إلحاق أبنائهم بحلقات تحفيظ القرآن الكريم أن يحرصوا على إلحاق أولادهم وبناتهم بهذه الحلقات فقد ثبت بالتجربة أن هذه الحلقات نفعها كبير جداً للطلاب، وتفيدهم علمياً ونفسياً وفي كل الجوانب وتعينهم حتى يكونوا من المتفوقين في مدارسهم.