أبلغ الرئيس الامريكي جورج بوش سفراء دول اسلامية يوم الثلاثاء ان حكومته لا تتهاون عن التعصب المعادي للمسلمين لكنه لم يصل إلى حد إدانة ضابط كبير في البنتاجون قد تطاول على المعتقدات الاسلامية. وغضب بعض زعماء الامريكيين المسلمين الذي لم يتم دعوتهم لحضور الإفطارالرمضاني في البيت الأبيض، وقاموا باحتجاج خارج بوابات البيت الأبيض بإقامة إفطار خاص بهم واجتماع حاشد. ووصفت لجنة العلاقات الامريكية الاسلامية وهي أكبر منظمة اسلامية للحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة الحفل الذي أقيم في البيت الأبيض بأنه «تزيين للواجهة» وقالت انه «عمل دعائي». وانتقدت الجمعية الاسلامية الامريكية بوش لأنه لم يعزل الفريق وليام بويكين نائب وكيل وزارة الدفاع لشؤون المخابرات والدعم الحربي على تصريحاته المعادية للمسلمين. وقال رائد طايح المتحدث باسم الجمعية ان بوش ربما تساهل مع بويكين خوفاً من «إفساد قاعدة نفوذه لدى اليمين الديني المسيحي». وقال بوش للسفراء وزعماء مسلمين آخرين في احتفال البيت الأبيض «إننا نمجد ونرحب ونقدر الدين الاسلامي، وأمريكا ترفض كل أصناف التعصب العرقي والديني ... وسنحمي دوماً أهم الحريات الانسانية ألا وهي حرية عبادة الرب بلا خوف».وقبل فتح البيت الأبيض من أجل الإفطار التقليدي قال بوش في مؤتمر صحفي ان تصريحات بويكين «لا تعبر عن وجهة نظري أو وجهة نظر هذه الإدارة». غير ان بوش لم يعلق مباشرة على تصريحات بويكين مراعاة للتحقيق الذي يجريه المفتش العام بوزارة الدفاع في الكلمات التي ألقاها بويكين في بعض الكنائس.. وقال بوش في مؤتمر صحفي في حديقة البيت الأبيض بعد أسبوع من الانتقادات التي وجهها علماء مسلمون لبويكين خلال محادثات مع الرئيس الامريكي في منتجع بالي الاندونيسي «حربنا ليست على الدين الاسلامي، اننا نرحب بالمسلمين في بلادنا». وأضاف «إننا نواجه تحديا يتمثل في ضمان ان يفهم الناس في دول مثل اندونيسيا طبيعة الشعب الامريكي». وأضاف «ويتعين علينا ان نكافح صورة المجتمع الذي يدين جماعات بأكملها من البشر بسبب تصرفات القلة وهي صورة لا تعبر عن حقيقتنا». وكان بويكين وهو مسيحي انجليكاني قد أثار غضباً دولياً بسبب الكلمات التي ألقاها وهو يرتدي الزي العسكري مشيراً إلى الحرب الامريكية على الإرهاب على انها معركة مع «الشيطان» قائلاً ان المتشددين الاسلاميين يريدون تدمير امريكا «لأننا بلد مسيحي». وفي إحدى عظاته أشار بويكين إلى مقاتل مسلم في الصومال قال ان القوات الامريكية لن تتمكن أبداً من الإمساك به لأن الله سيحميه. وقال بويكين «تعلمون ما أعلم .. إلهي اكبر من إلهه...إلهي إله حقيقي وإلهه مجرد وثن.»، على حد زعم المسؤول العسكري الامريكي. ولاقت تصريحات بويكين انتقادات من كثير من الديمقراطيين والسناتور الجمهوري جون وورنر عن فرجينيا ورئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الذي طالب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بإقالة بويكين من منصبه بصفة مؤقتة على الأقل. وقال مسؤول كبير في البنتاجون انه لا نيّة لعزل بويكين من منصبه. وانتقدت عدة جماعات امريكية اسلامية طريقة معالجة بوش للمشكلة التي أثارتها تصريحات بويكين. وقال ابراهيم هوبر المتحدث باسم لجنة العلاقات الامريكية الاسلامية «هناك قوى ذات نفوذ داخل الحكومة الامريكية وخارجها تسعى إلى تهميش الطائفة الامريكية المسلمة ومن سوء الحظ ان تلك الأصوات تلقى آذاناً صاغية». وتعرضت حكومة بوش أيضا لانتقادات حادة من المسلمين بسبب أساليب متحيزة في تطبيق القانون استخدمت في الحملة على الإرهاب وسياسات غير متوازنة لواشنطن في الشرق الأوسط.