عندما كنت اقرأ صفحة شواطىء ليوم الجمعة 7/8/1424ه لفت نظري هذا العنوان «دعوة للتأمل والاستمتاع» وفي بداية المقال «الطريق السليم لحل المشكلة اي مشكلة هو الاعتراف بوجودها». حقيقة موضوع جميل كتبه الاخ احمد الدهلاوي. فأقول وبالله التوفيق والسداد: الحياة لا تخلو من المنغصات ولا تخلو من المشاكل وهي موجودة في كافة مجالات الحياة المختلفة، ومما لاشك فيه بأن المشاكل من مقومات الحياة بل هي نعمة من نعمها وان الحياة بدونها ليس لها طعم ولا معنى ولا يخفى على ذوي الالباب. ان الحياة مسرح كبير تواجه الانسان فيه عدة مشاكل تتطلب منه حلها بسرعة وعدم الهروب منها. والناظر بعين العقل والبصيرة يدرك أن أغلب اسباب المشاكل تكمن في الاسباب التالية: اولا: الذنوب والمعاصي سبب رئيسي في الكثير من المشاكل والصعوبات التي تصادف الإنسان في حياته {(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) } ثانياً اللسان اسوأ اداة وأخطرها في جلب المصائب والمشاكل والمخاطر لبني البشر والجوارح كلها مرتبطة باللسان في الاستقامة والاعوجاج: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلاً وبلاء الإنسان من هذا اللسان واللسان عضلة تكمن وراءها ألف معضلة. ثالثاً: سوء الظن فأغلب المشاكل كانت بدايتها وانطلاقتها من هذه الصفة الخبيثة التي تمزق العلاقات وتذيق الإنسان اكثر الويلات ولذلك نهى الشرع عن سوء الظن {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) } وقال صلى الله عليه وسلم:« إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث». رابعاً: من أسباب المشاكل العجلة قال تعالى: {خٍلٌقّ الإنسّانٍ مٌنً عّجّلُ } فالعجلة توقع الإنسان في كثير من المشاكل التي هو في غنى عنها فيجب على الإنسان تحكيم عقله قبل لسانه فقد قال صلى الله عليه وسلم:« رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت فسلم». وقديماً قال الشاعر: فقد يدرك المتأني جل حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل وفي العجلة الندامة وفي التأني السلامة. خامساً: الفهم السقيم أحد أسباب انتشار المشاكل بين الناس ولله در الشاعر عندما قال: وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم وعلى الإنسان التماس الأعذار للآخرين قبل الحكم على تصرفاتهم: تأن ولا تعجل بلومك صاحباً لعل له عذراً وأنت تلوم ولقد عالج الإسلام جميع أحوال الإنسان ومشاكله ووضع لكل شيء ما يصلح ويقوم بأمره على اعتبار أن الإنسان من صنع الله قال تعالى: {صٍنًعّ اللّهٌ الذٌي أّتًقّنّ كٍلَّ شّيًءُ } فمن علاج المشاكل ما يلي: 1- التعرف على المشكلة وتحديد مداها وحدودها. 2- تحديد مجال المشكلة. 3- وضع عدة معايير ومقاييس لحل المشكلة او عدة حلول مقترحة لحل المشكلة. 4- اختيار الحل الأنسب والأجمل للمشكلة. 5- تقييم حل المشكلة. 6- التفكير في الحلول وخصوصاً التفكير الإيجابي يمثل نصف حل المشاكل والوقاية بالطبع خير من العلاج. 7- الاستخارة والاستشارة وسؤال أهل العلم له دور كبير في معرفة سلبيات المشاكل وبالتالي يسهل علاجها {فّاسًأّلٍوا أّهًلّ پذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ } وقديماً قال الشاعر: اذا بلغ الرأي المشورة فأستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي قوة للقوادم وختاماً المؤمن التقي النقي الصادق يعلم علم اليقين أن المشاكل بقضاء الله وقدره وما عليه الإ الصبر والاحتساب في كل ما يحصل له في حياته حتى ينال الأجر والثواب من الله تعالى {(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) } . محماس بن عايض بن رسل الدوسري - الخرج