كلنا سمعنا عن المثل الذي يقول "الصراحة راحة" الذي أصبح الصغير يقولها قبل الكبير وأنا لست ضد هذا المثل ولكني ضد قلة الأدب في نهج هذا المثل ماذا لو أخذت راحتك في جرح مشاعر الناس باعتبار أنها راحة لك كيف تنام الليل وتثق أنك قد أرحت حالك بصراحتك الممزوجة بقلة أدبك وتكون وقتها قد زرعت حقد في قلب إنسان من فعل إرادتك في "صراحتك وراحتك" وتناسينا قول الرسول صلَ الله عليه وسلم :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليقل خيراً أو ليصمت" وهنا صلَ الله عليه وسلم يربي أمته على حُسن التعامل وحُسن الخُلق وحُسن الأدب في الحياة وللأسف أجد الآن في مجتمعي النفور بين الناس هذا حاقد,وهذا حاسد,وهذا يريد الانتقام وانتشار البغضاء ونحن نردد بلحنٍ حزين "الحياة تغيرت" وهي في الحقيقة لم تتغير وإنما الناس وصراحتهم المفرطة بقلة الحياء هي السبب.. يقول الشاعر أبو الطيب المتنبي : يَرَى الجُبَناءُ أَن العجز عَقلٌ وتلكَ خديعةُ الطّبع اللئيمِ وكُلُّ شَجاعةٍ في المَرء تُغنِي ولا مِثلَ الشّجاعة في الحَكِيمِ وكم من عائِبٍ قَولاً صَحيحًا وآفَتهُ مِنَ الفَهمِ السّقِيمِ ولكِنْ تأخذُ الآذان منهُ على قَدَرِ القَرائِحِ والعُلُومِ هكذا جنينا على أنفسنا سواء كنا المصارحين أو السامعين نقول الحق , نقول الصراحة ,, نقول الصدق فالساكت عن الحق شيطانٍ أخرس ولكن بأسلوب لايؤذينا ولايؤذي غيرنا ولنجعل قدوتنا في ذلك رسولنا محمد ونحافظ على المروءة التي أمتزنا بها بين الأمم فكم من شيخٍ كبير تعرض لأذى الصراحة الحمقاء, وكم من أمٍ تعرضت لخدش في المشاعر بفعل صراحة الأبناء, وكم من شابٍ قابع في السجون نتيجة الصراحة العمياء الذي أدى إلى "قاتل ومقتول" بأسلحةٍ بيضاء, وكم من الناس تعرضوا لتشويه في السمعة الأخلاق بفعل متعمد من بعض الناس وهم يرددون بالعامية هذي الصراحة وأنا أقولها مصارحة لكم كما قالها الإمام الشافعي: "من وعظ أخاه سراً فقد نصحه، ومن وعظه علانية فقد فضحه" . وأنا ما بين الصراحة والراحة أفضل الصمت حتى كستني غيوم الغموض وهذا الأفضل أحيانا "فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وأختم بقولة تعالى:"{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}:الأعراف :199 محررة وكاتبة صحيفة نجران نيوز الالكترونية*