تمكن علماؤنا المسلمون في الأندلس من صنع النوافير المائية داخل ساحات المساجد وفي قصور الخلافة قبل ان يتمكن الأوروبيون من صنع النوافير التي تعمل بالقوى الكهربائية فكيف كان ذلك؟ صنع العلماء المسلمون أنابيب من الطين ثم أشعلوا النار فيها حتى تيبست ثم قاموا بحفر قناة من مجرى النهر في الأعالي ثم قاموا بتوصيل كل انبوبة بأنبوبة أخرى حتى وصلوا للمنحدرات وهي المساجد وقصور الخلافة ثم قاموا بوضع مزيج طيني صلصالي بين كل انبوبة وانبوبة ثم أوقدوا النار حتى التحمت الأنابيب الطينية ثم وضعوا في نهاية الانابيب انبوبة ضيقة جدا وهي مقابلة للساحة المراد قذف الماء فيها ثم فتحوا جانباً من ماء النهر إلى الانبوبة العلوية فانحدر الماء من علو شاهق مروراً بالانابيب إلى الانبوبة الضيقة جدا ثم اخذ ينقذف في الجو على شكل نافورة ترتفع ثلاثة أمتار ثم تهبط في الساحة المعدة للوضوء والطهارة في المساجد الإسلامية البديعة الصنع وللساحة منفذ لتصريف الماء ليسقي الأشجار والحدائق، وبهذه الفكرة ظهرت المئات من النوافير المائية في بلاد الاندلس حيث كانت التضاريس الجغرافية من علو وانخفاض تسمح بمثل هذه الآلية، وقد أكثر الشعراء من وصف النوافير المائية هذه التي سبقت العصر الحديث الذي اعتمد على القوى الميكانيكية والكهربائية في صنع النوافير. هذا وأشكر «الجزيرة» لاتاحة الفرصة للتعبير عن فخري الكبير بالمنجزات الإسلامية ودمتم بخير. [email protected]