يقول خبراء الرأي العام ان محاولة الرئيس جورج بوش لاقناع الامريكيين بان الأمور تسير إلى الأفضل في العراق محكوم عليها بالفشل مادامت القوات الامريكية تتعرض للموت هناك وما دامت النعوش لا تتوقف عن القدوم من العراق حاملة الموتى من الجنود الامريكيين. وقال اندرو كوت من مركز بيو للبحوث «ليس لها إمكانية للنجاح، ما ينظر إليه المواطنون فوق كل شيء هو عدد الضحايا، ان التركيز على ان بعض الأشياء تسير بصورة جيدة هو أمر مهم لكنه لن يزيل الألم الحاد الناتج عن تقارير الوفيات». وما يقرب من مئة جندي امريكي قتلوا في العراق منذ ان أعلن بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية قبل خمسة أشهر، وخلال هذه الفترة اظهرت استطلاعات الرأي اتجاهاً واضحاً. وفي الاستطلاعات التي أجرتها شبكة «ايه.بي.سي» التلفزيونية وصحيفة واشنطن بوست سئل المشتركون هل يعتبرون معدل الضحايا في صفوف الجنود الامريكيين مقبولاً أم غير مقبول، وفي أوائل ابريل نيسان قال 66 بالمئة ممن شملتهم الاستطلاعات ان عدد الضحايا في هذه المرحلة مقبول. وبحلول منتصف يوليو تموز انخفض التأييد إلى 44 بالمئة. وفي أحدث استطلاع للرأي جرى الأسبوع الماضي انخفضت النسبة إلى 33 بالمئة في حين قال 59 بالمئة ان معدل الضحايا غير مقبول. وفي نفس الاستطلاع انخفضت نسبة التأييد لاقتراح بوش تخصيص 87 مليار دولار لتمويل الاحتلال الامريكي وإعادة إعمار العراق إلى 41 بالمئة في الوقت الذي عارض فيه 57 بالمئة. ومع الانتخابات الرئاسية القادمة الباقي عليها 13 شهراً فقط ظلت قضية العراق عاملاً رئيسياً في تآكل شعبية بوش التي وصلت الآن إلى حوالي 55 بالمئة. وكانت قد بلغت بعد الحرب مباشرة أكثر من 70 بالمئة. وفي أحدث جهوده الرامية لرسم صورة وردية أجرى بوش سلسلة من المقابلات هذا الأسبوع مع شبكات التلفزيون الإقليمية، وكان الهدف هو تجنب شبكات التلفزيون الوطنية الرئيسية والصحف الكبرى التي تقول عنها الإدارة الامريكية انها تجاهلت النجاحات التي تحققت في العراق مع التركيز بشدة على الجوانب السلبية. وقال بوش «إن وقوع تفجير حدث يجذب انتباه المواطنين، وانا لا انتقد أحدا لكنني أعتقد انه من المهم بالنسبة للشعب ان يعلموا ان هناك شيئاً إيجابياً يجري داخل العراق». كما رتبت الإدارة أيضا زيارة لحوالي 75 عضواً من مجلس النواب و25 من أعضاء مجلس الشيوخ للعراق في الأسابيع الأخيرة. وعاد معظمهم يؤيدون اقتراح بوش بتخصيص مبلغ 87 مليار دولار. وقال السناتور الجمهوري كريج توماس في تصريحات لصحيفة بيلينجز جازيت إحدى صحف ولاية مونتانا «اندهشت بالنظر إلى الأشياء، يسير المواطنون في الشوارع والسيارات والمحال التجارية مثلما تتخيلهم في الأوقات العادية». وبين تيار من كبار مسؤولي الإدارة الذين ظهروا في الأسبوع الماضي ليعلنوا ان الأمور في العراق تسير بصورة معقولة اعترف وزير الدفاع دونالد رمسفيلد بان هناك مشكلات كما توجد نجاحات. وأضاف في محاضرة ألقاها بمكتبة رونالد ريجان الرئاسية غرب لوس انجلوس «أعلم ما يجري هناك انها صورة مختلطة». وقال «انها ليست صورة واضحة، المدارس مفتوحة والمستشفيات تعمل وهناك بنك مركزي جديد يقوم بالتحويل إلى عملة جديدة- بالتالي هناك سجل مثير للإعجاب ولكن يوازن ذلك حقيقة ان الناس يقتلون». وقال جون زغبي خبير في الرأي العام ان المشكلة من وجهة نظر الإدارة هي ان الامريكيين يهتمون أكثر بموت جندي أو جندية امريكية أكثر من اهتمامهم بالتطورات مثل التغيير إلى عملة عراقية جديدة. وفي هذا الإطار قال ان محاولة تصوير المشكلة على انها مسألة رأي عام أخطأ الهدف، «ما الذي يعني العامة أكثر.. أولا وقبل كل شيء يهتمون بالتيارالبطيء ولكن المطرد في عدد الضحايا، ثانيا يهتمون بالتكاليف». وأضاف «يريد الامريكيون في الأساس ان يعلموا هل نحن انتصرنا وإذا كان الأمر كذلك فمتى ننسحب؟».