النتائج التي حققتها الجهات الأمنية نحو ملاحقة الخلايا الارهابية واكتشاف ما بحوزتهم من أسلحة وقنابل ومتفجرات في مناطق متعددة بالمملكة باستثناء تفجيرات الرياض تعطي مؤشراً ايجابياً لما توصل إليه رجال الأمن من كفاءة وشجاعة مكنتهم من أن يؤدوا أعمالهم الروتينية بكل اقتدار وأن يتعاملوا مع الظروف الاستثنائية بأسلوب واعٍ ومسؤول يتناسب مع حجم تلك الأوضاع وأهميتها بدرجة عالية من الحذر والدقة ومتابعة لما يجري من أمور على مستوى داخلي أو خارجي وربط حوادث بأخرى، وهذا يضعنا أمام ملحمة أمنية سطرها رجال الأمن في إدارة الأزمة التي تمر بها بلادنا وقدرة فائقة على احتوائها يستحقون منا الشكر والثناء على تلك النجاحات التي لم تأت من فراغ أو عن طريق الصدفة ولكنها جاءت بفضل الله أولاً ثم بما توليه حكومة بلادنا - رعاها الله - من اهتمام ودعم بقطاعات الدولة بوجه عام وقطاع الأمن على وجه الخصوص حيث ساهمت الرعاية الكريمة في بناء جهاز أمني متين أفرز نتائج ميدانية لمسناها على أرض الواقع في مواجهة تلك الشرذمة التي روعت وأفزعت الآمنين على أرض الحرمين الشريفين بأعمال تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وكذلك مع توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. وما من شك أن تلك الانجازات التي حققها رجال الأمن البواسل تعد رصيداً مشرفاً يضاف إلى أرصدة الأمن حصلوا عليها من واقع إعداد جيد وتخطيط مدروس واستراتيجية مستنيرة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بدأت ببنيان داخلي متين تحقق له كل العوامل الملائمة بحيث تحققت القاعدة لتنطلق منها قافلة الأمن التي تسير على الموضوعية والمصداقية حتى أمست البلاد تنعم بأمن وأمان لا تجد نظيره في مكان آخر، ولم يقف الحد إلى هذا بل استمرت مسيرة الأمن باتجاه التحديث وتدريب الرجال لما يتواكب مع العصر ومتطلباته وهذا بطبيعة الحال وضع الأمن في مرتبة متقدمة من واقع احصائي وميداني. ولا بد من الاعتراف بحقيقة تتركز في أن نائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف كانا خير من يعبرا عن استراتيجية نايف الأمنية ليست في نقل ما تضمنته من برامج وخطط فحسب بل في إدراك أهمية الأمن للمجتمع والبلاد وبالتالي توفير كل متطلباته واحتياجاته وفق خطط منهجية مدروسة. وهكذا لمسنا النتائج الميدانية التي سجلها رجال الأمن الأبطال من خلال ملاحقة الارهابيين الذين انحرفوا عن الطريق المستقيم واسودت قلوبهم كرهاً وبغضاً واستحلوا بذلك قتل الأبرياء وترويع الآمنين ولا جدال في أن الميدان يعد الاختبار الحقيقي للجانب النظري في مختلف جوانب الحياة سواء كانت الاقتصادية أو اجتماعية أو أمنية.. الخ.. بمعنى أن النجاح الميداني يشير إلى الارتكاز القوي للدراسة النظرية والتدريب الناجع وهو النجاح الحقيقي. والمعلوم أن الأزمات أياً كان نوعها والتي تمر بها المجتمعات ليست في مجملها شر محض كما يظنه البعض ولكنها تحمل الخير أيضاً لأنها تعيد النظر في صياغة الأوضاع القائمة والآليات المتبعة والبدء في محاولة جادة لمعرفة أين يكمن الخلل وأين موضع القصور وبالتالي تنبثق سبل جديدة وطرق حديثة لم تكن موجودة قبل الأزمة. وفي هذه المرحلة الاستثنائية التي نعيشها وتتركز في مطاردة هذه الفئة الباغية من الارهابيين والبحث عن مواقعهم يتجلى أمر في غاية الأهمية وهو تكاتف وتعاون المجتمع بأكمله قلباً وقالباً قولاً وفعلاً ضد هذه الطغمة الفاسدة، فمهما بلغت أجهزة الأمن من تقدم تكنولوجي وتطور تقني يبقى مشاركة المجتمع وتعاونه المستمر مع الجهات الأمنية مطلباً ضرورياً ينطلق من عقيدتنا الإسلامية السمحة ويعتبر مطلباً وطنياً علينا كمواطنين السعي إلى تحقيقه برغم أنه لا يساورنا الشك في مجتمعنا الرافض لكل فكر وفعل يهدف إلى زعزعة أمننا واستقرارنا. أخيراً يبقى ما شاهدناه ونشاهده عبر شاشة التلفزيون من تقاطر القبائل على مجلس ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز استهجاناً واستنكاراً لهذه الأعمال المشينة التي تتنافى مع ما جاء به كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لهو تأكيد لرفض المجتمع بأسره لفكر هذه المجموعة الباغية وأعمالهم إلى جانب تجسيد أصيل وإقرار صادق مفاده أننا في المملكة حكومة وشعباً صف واحد أمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار ومكتسبات بلادنا داعين المولى عز وجل أن يحفظ البلاد من كل مكروه إنه سميع عليم.