أكد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ان الارهاب لا وطن له ولا جنسية. كما انه لا ينتمي لدين أو ثقافة أو حضارة معينة ولا يمكن نسبته إلى حضارة أو لصق اوزاره بها فهو عمل اجرامي معاد للانسانية ومخالف لرسالات الله سبحانه وتعالى. جاء ذلك في كلمته حفظه الله التي القاها نيابة عنه معالي وزير العدل الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ في حفل افتتاح مؤتمر الحوار بين الحضارات واتباع الاديان الذي افتتح اعماله امس في عاصمة كازاخستان فخامة الرئيس نور سلطان نظرباييف وفيما يلي نص الكلمة: الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسل الله اجمعين. فخامة الأخ الرئيس نور سلطان نظرباييف رئيس جمهورية كازاخستان. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد. فاسال الله سبحانه وتعالى لفخامتكم وللمشاركين في مؤتمر الحوار بين الحضارات واتباع الاديان المنعقد في مدينة استانة بجمهورية كازاخستان التوفيق والسداد. ويسرنى ان احييكم واحيي مبادرتكم في عقد هذا المؤتمر العالمي الذي يأتي في وقت تتطلع فيه الأمم والشعوب إلى عالم خال من الحروب والنزاعات والكراهية وانواع التمييز وتسعى فيه إلى التعاون لحل المشكلات الانسانية وتحقيق الامن والسلام للناس في الارض. ان الحوار الذي اخترتموه وسيلة للتفاهم بين ممثلي الحضارات الانسانية والقيادات الدينية والثقافية هو السبيل الانجع لتحقيق التفاهم والتعاون العالمي وان المملكة العربية السعودية لتؤكد ان الاتفاق عبر الحوار على العمل الانساني من اجل تحقيق السلام للبشرية سيجلب الامن للجميع ويبعد المجتمع الإنساني عن الصدام ويقضي على اسباب الصراع بين الحضارات ويوحد الجهود لمعالجة المشكلات التي تعاني منها الانسانية وفي مقدمتها مشكلة الارهاب. فخامة الرئيس، ان الارهاب لا وطن له ولا جنسية كما انه لا ينتمي لدين أو ثقافة أو حضارة معينة ولا يمكن نسبته إلى أي حضارة أو لصق اوزاره بها فهو عمل إجرامي معاد للانسانية ومخالف لرسالات الله سبحانه وتعالى ولذلك لا يمكن تحديد موطن له وقد عانت المملكة العربية السعودية من شبكاته الاجرامية التي قتلت الابرياء ومارست عمل الشيطان في عدائه لبني آدم لكن المملكة تصدت للارهابيين فحاصرتهم وفككت قواعدهم ومازالت تتابع فلولهم المجرمة وسوف تنتصر بإذن الله عليهم وتستأصل شافتهم. ان بلادنا التي استنكرت احداث الارهاب الاجرامية التي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر 2001م في الولاياتالمتحدةالامريكية وأدانت فاعليها وشجبت عملهم الاجرامي المقيت تعلن انها سوف تستمر في تعاونها مع دول العالم ومنظماته وشعوبه للقضاء على الارهاب الدولي واحلال الامن والسلام في ربوع العالم وان شعب المملكة العربية السعودية المسلم مصمم على محاربة الارهابيين القتلة لان دين الاسلام الذي حرم القتل بغير حق بين ان قتل النفس البشرية جريمة عظيمة تعدل قتل الانسانية كلها فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {(أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) }. فخامة الرئيس، ان المملكة العربية السعودية إذ تعرب عن املها في نجاح مؤتمركم والاتفاق على صيغ للتعاون الإنساني المشترك لتحقيق كرامة الانسان وضمان أمنه وحماية حقوقه ومنع العدوان عليه فإنها تأمل من المشاركين في المؤتمر ان يتمسكوا بما يجمعهم وليس هناك ما يجمع الناس على الحق مثل الرسالات الإلهية التي جاءت رحمة للناس ومنهاجا لإقامة العدل وتحقيق التواصل والتعاون بينهم ومنع الظلم والطغيان في الارض فالناس سواسية وكلهم لآدم وآدم من تراب. ان رسالات الله هي الكفيلة بالحفاظ على امن الشعوب ونشر السلام في العالم وتجنيب الانسانية ويلات الحروب وأوزارها ونتائجها المدمرة كما انها كفيلة بنزع الاحقاد واستئصال الكراهية من الناس وضمان حقوق الانسان وتحقيق الكرامة له. فخامة الرئيس، لقد احسنت جمهورية كازاخستان بالدعوة لهذا المؤتمر وان المملكة العربية السعودية التي تتابع اعماله تنتظر ان يتخذ من القرارات والتوصيات ما يقوي علاقة الانسان بربه. وإذ اؤكد شكري وتقديري لفخامتكم على ما تبذلونه من جهود من أجل سلام العالم لأشكر المشاركين في هذا المؤتمر متمنيا التوفيق للجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.