حلقات أعدها محمد العبيد - يوسف الوهيب ونواصل اليوم حديثنا عن مليحة الغضا حيث تطرقنا بالأمس إلى تاريخ عنيزة وأرضيتها الصلبة التي انطلق منها أهلها نحو آفاق العلم والمجتمع... واليوم سيكون الحديث عن التركيبة السكانية عبر مراحل الزمن مروراً بأهم الحروب والمعارك والحياة الاقتصادية قديما والعادات والتقاليد التي كانت سمة الأهل في الحياة اليومية. السكان مرت على عنيزة فترات كانت تعتبر من أهم المدن في الجزيرة العربية وأكثرها سكاناً بل كانت تعتبر موطن استقرار سكاني بالنسبة لما حولها من بلدان ولا غرو فقد كانت قبل فترة ليست بالطويلة مركزاً تجارياً وعسكريا مهما، ولهذا يصفها القائد التركي المصري خورشيد باشا عام 1254ه بقوله: إن بلدة عنيزة مركز تجاري كبير في المنطقة يختلف اليه التجار من بغداد والشام ويقصده الأعراب ببضائعهم... ولهذا لا نستغرب اذا صارت عنيزة أكبر تجمع سكاني في نجد في أواخر القرن الثالث عشر الهجري وأوائل الرابع عشر كما أشار إلى ذلك لويمر، ولكن عنيزة لم تستمر على هذه المكانة فقد أشارت بعض التقديرات حينذاك إلى نقصان سكانها عن ذي قبل ويبدو أن ذلك راجع إلى عدم استقرار الأوضاع في المنطقة... ولكي يتبين لنا ذلك فلا بد أن نلقي نظرة على التقديرات السكانية بعنيزة من خلال أقوال بعض الباحثين أو الرحالة الغربيين: - في عام 1232ه ورد في تقرير مرسل من القنصلية الفرنسية في القاهرة إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس حول حملة ابراهيم باشا على نجد أن مدينة عنيزة قوية التحصين وأن سكانها يقدرون بثمانية آلاف نسمة. - في عام 1292ه يقدر الرحالة الأوربي تشارلر دواتي سكان عنيزة بخمسة عشر ألف نسمة وذلك في رحلته إلى نجد ومروره بمدنها ومنها عنيزة. - في عام 1326ه يقدر لوريمر في كتابه دليل الخليج بأن سكان عنيزة يتراوحون ما بين 10-15 ألف نسمة بينما يقدر سكان الرياض حينذاك بثمانية آلاف وبريدة بسبعة آلاف وخمسمائة وهو بذلك يعتبر أكبر تجمع سكاني في نجد والمدينة الرئيسية فيها. - في عام 1337ه يقدر سانت جون فلبي سكان عنيزة بخمسة عشر ألف نسمة وذلك حين رحلته إليها. - في عام 1340ه يقدر أمين الريحاني سكان عنيزة بثلاثين ألف نسمة. أهم الحروب والمعارك التي خاضتها عنيزة قديما * موقعة بقعاء في جمادى الأولى 1257ه (يوليو 1841م) فكر أهل القصيم في غزو بقعاء ومحاربة ابن رشيد، ولكن الموقعة انتهت بهزيمة أهل القصيم هزيمة شنيعة وقتل كثير منهم في شدة الحر والعطش والبعد عن الأوطان، خاصة أهل عنيزة الذين قتل أميرهم يحيى السليم ورجال كثيرون وهم مشاة في أرض فلاة بعد أن هرب البعض بالإبل وعلى رأس الذين بقوا وحدهم دون ركايب يحيى السليم أمير عنيزة ومن معه ليكونوا ضحايا المذبحة (يحيى السليم حاول أن يستجير ب: عبدالله بن رشيد أمير حائل لكنه خذله فقتله وباختصار شديد: كانت معركة بقعاء تمثل حلقة من حلقات الصراع الأولى بين أهل القصيم وآل رشيد. وقعة «الجوي 1261ه/1845م» موقعة بين ابن رشيد وأهل عنيزة حيث قتل فيها أمير عنيزة عبدالله بن سليم رحمه الله وهو أخ الأمير يحيى الذي قتل في بقعا ووالد الأمير زامل الأمير فيما بعد الذي قتل في موقعة المليدا. وقعة «اليتيمة 1265ه/1849م» * حرب عنيزة الأولى 1270ه/1854م» * حرب عنيزة الثانية كون المطر 1279ه/1863م» هذه الحروب الثلاث وقعت بعد أن تعقدت الأمور أكثر حينما توسعت حرب المصالح السياسية والإستراتيجية والاقتصادية بالصراع مع طرف ثالث هو الدولة السعودية الثانية إلى جانب القصيموحائل وجرت معها معارك كانت نتائجها كلها وبالاً على كل من عنيزةوبريدة على وجه الخصوص وعلى القصيم عامة. وقد رافق ذلك حرب إعلامية حماسية بالشعر بين عنيزة بالذات وأهل العارض، وقادها عن عنيزة الفارس الشاعر «علي الخياط» الذي امتلأ قلبه حباً ودفاعاً عن بلده فكان يثير حماس أهل عنيزة بقصائده التي ما زالت مضرب المثل ويذكرها أو بعضاً منها كل من ينتمى إلى عنيزة. حرب المليدا جمادى الآخرة 1308ه (فبراير 1891م) بعد أن أخذ حسن بن مهنا أمير بريدة في استفزاز ابن رشيد بالغارات المتكررة واستطاع أن يستميل إليه أمير عنيزة زامل بن سليم بالعودة إلى مصادقته وتكوين حلف معه باجتماعهم وأنصارهم في «نفود الغميس» حيث اتفقوا على حرب ابن رشيد، وفي نفس الوقت تحالفوا مع الإمام عبدالرحمن الفيصل وأهل العارض بأن يأتوا ويحاربوا معهم، كانت هذه التطورات في أوائل عام 1308ه. أهل القصيم كانوا قد استعدوا استعداداً كبيراً وخرجوا من كل بلدانه بقيادة بريدةوعنيزة بانتظار أن ينضم إليهم أهل الرياض ومن معهم، وكانوا أيضاً قد تحصنوا في «القرعاء» بكثبانها الرملية التي تصعب حركة الخيل فيها، كما كانت بنادق القصمان فعالة بشكل جيد. ولهذا تمكنوا في حرب القرعاء من الانتصار على ابن رشيد وصد هجومه القوي إضافة إلى تحييد جيش الفرسان لديه الذي شلت حركته، وحدث بعدها خلاف بين أهل القصيم هل يكتفون بهذا النصر أو يلاحقوا ابن رشيد الذي فر إلى قاع المليدا فرأت الأغلبية ملاحقته المهم أن أهل القصيم اندفعوا بمن معهم وراء جيش ابن رشيد حتى وصلوا سهل المليدا وهومكان مناسب جداً لتصول فيه الخيل وتجول وهي مع ابن رشيد وليست مع أهل القصيم وكان ذلك يوم 13 جمادى الآخرة 1308ه (فبراير 1891م)، كانت الغلبة في معركة «المليدا» لابن رشيد وبإجماع الروايات فقد حدثت مذبحة هائلة بكل المقاييس لم يمر على أهل القصيم أسوأ منها، ولقد غيرت «المليدا» تاريخ ووضع منطقة القصيم لثلاثة عشرعاماً قادمة (1308-1322ه 1891-1904م حينما استرد الملك عبدالعزيز عنيزةوبريدة في بداية الدولة السعودية الثالثة). وعاشت بعده البلاد في أمن وأمان ونعم الناس بحياة الأمان بعد أن اهلكتهم الحروب والفتن، فالحمد والفضل لله وحده ثم للقائد المؤسس الملك عبدالعزيز وأبنائه البررة من بعده. دخول عنيزة في حكم الملك عبدالعزيز - 1322ه/1904م. كان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يدرك أنه لكي يحمي المناطق التي سيطر عليها ويزيد من نفوذه لا بد من مواجهة بينه وبين ابن رشيد في القصيم باعتبار القصيم منطقة فاصلة بين مركز حكم كل منهما (الرياضوحائل). القصيم بما لها من موقع استراتيجي وما فيها من ثروات زراعية وتجارة نشطة وكثافة سكانية -مقارنة بغيرها- لذا كان مهماً جداً إدخالها ضمن الدولة السعودية الجديدة. لذلك عمد الملك عبدالعزيز بعد سنتين من دخول الرياض الاتجاه إلى القصيم وحرص على أن يشاركه في ذلك كل من أهل عنيزةوبريدة الذين كانوا في الكويت مرة أخرى وفعلاً خرجوا معه أواخر عام 1321ه/1904م وبفضل من الله تمكن المؤسس من فتح مدن القصيم الواحدة تلو الأخرى وذلك لأن الناس رأوافيه الحاكم العادل والمنقذ من الجور الذي وجدوه ممن قبله وكان فتح عنيزة في ليلة الخامس من محرم 1322ه/ الثالث والعشرين من مارس 1904م، وعرفت السنة ذاتها 1322ه عند الناس بنفس الاسم «سنة السطوة» ولم يحصل قتال بالمعنى المتعارف عليه ولم يعرف أن أحداً من أهل عنيزة قاوم جيش ابن سعود إلا الحامية العسكرية الرشيدية. كما أن أهل عنيزة على ما يظهر من مجرى الأحداث لم يكونوا مقصودين بالحرب بل كان القصد الهجوم على حامية ابن رشيد وإخراجهم فقط وهذا ما حصل. الحياة الاقتصادية في عنيزة تعددت مظاهر الحياة الاقتصادية في عنيزة مثل غيرها من مدن ومناطق المملكة فشملت الزراعة والتجارة والصناعة وهي مظاهر اقتصادية ليست وليدة هذا العصر بل كانت عنيزة مشهورة بمظاهرها الاقتصادية المختلفة. الزراعة القديمة يقول الدكتور السلمان إن بعض أهالي عنيزة حينما سافر للتجارة في بلاد خارج الجزيرة العربية تملك أرضاً زراعية فيها كالبصرة وغيرها كما يذكر ذلك (فلبي). لقد ساعد على تقدم عنيزة زراعيا منذ القدم احاطة سورها بمزارعها ولذلك فشلت كثير من محاولات حصارها ابان حروبها السابقة نظرا لأنها تكتفي ذاتيا في غذاء سكانها ولا تحتاج للخارج وان طال حصارها كما ساعد على ذلك توفر المياه الجوفية بالاضافة إلى وجود التربة الصالحة للزراعة. ويتم ري الأراضي الزراعية على طريقة (السواني) باستخدام الإبل ومن أهم المزروعات بالدرجة الأولى (النخيل) حيث الاستفادة منها غذائياً بالاضافة إلى الاستفادة منها في الأغراض الأخرى كالجريد لسقوف المنازل والسعف لصناعة الحصر وكثيراً من المستلزمات المنزلية. أنواع النخيل الونانة، القطارة، أم الخشب، الشقراء، الروثانة، المكتومية، أم الحمام، السكرية، الحلوة،... وغيرها من الأسماء التي تطلق على النخيل حيث تتجاوز (28) نوعاً من عنيزة وحدها، وقد ظهر نوع جديد من النخيل يسمى (البرحي) الذي يذكره الشيخ محمد العبودي: (ان عبدالله بن محمد البسام أتى بها إلى عنيزة من البصرة عام 1310ه وذلك بأن حمل (فرخين) منها في زمبيل على بعير وجعل يسقيهما بالماء حتى وصل إلى عنيزة فغرسها فماتت احداهما وعاشت الأخرى فانتشرت هذه النوعية في عنيزة ثم باقي القصيم ونجد وقت نجحت زراعة النخيل في عنيزة مما مكنها من تصدير انتاجها من التمور إلى بعض المناطق ولهذا قال (دواتي) في عام 1292ه: (ان عنيزة لن تقع في مجاعة لكثرة مساحة النخيل فيها) وبجانب النخيل توجد أيضاً زراعة محاصيل أخرى أهمها (الشعير، السمسم، الدخن، القمح، وغيرها من أنواع الحبوب التي تأتي في المرتبة الثانية بعد النخيل. التجارة القديمة تعتبر التجارة والزراعة في عنيزة قديما أهم النشاط الاقتصادي للحاضرة وقد ساعد على بروزها تجاريا لأنها كانت ممرا للقوافل التجارية من خارج المنطقة وخصوصاً من العراق إلى الحجاز والمسمى بطريق زبيدة المشهورة وكانت استفادة السكان من هذه القوافل مختلفة الجوانب كانت القوافل تستأجر منهم حراساً وأدلاء أوتشتري منهم إبلاً بدلا من إبلهم المتعبة والنافقة في بعض الأحيان وكذلك تشتري من المنطقة ما تحتاج إليه من أطعمة ولوازم سفروقد تبيع هذه القوافل ما معها من أشياء أو يبادلون بها لوازم أخرى، كل هذا له الأثر الكبير على النشاط التجاري للمنطقة بشكل عام وقداستمرت أهمية طريق زبيدة للحجاج حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري حيث شهد نهاية خدماته التي استمرت ثلاثة عشر قرناً من الزمان وبجانب أهمية موقع المنطقة تجاريا فقد كان سكان المنطقة أهل حذق بالتجارة ويعرفون بالأمانة وأكثر أثرياء عنيزة عصاميون وصلوا إلى درجة ثرائهم عن طريق اغترابهم عن بلدانهم سنوات عديدة قد تصل إلى أكثر من ثلاثين سنة وصار لبعض هؤلاء نشاط تجاري كبير في العراقوالكويت والبحرين والشام، وكذلك مصر والهند ولهذا استطاع بعضهم الحصول على ثروات طائلة بالنسبة لمستوى تلك الفترات السابقة فقد ذكر (دواتي) أن ثروة أكبر تاجر في عنيزة في عام 1293ه تصل إلى 24 ألف جنيه استرليني وقد انعكس حب سكان عنيزة للتجارة على تقدم بلادهم وتطورها، وهذا ما لاحظه الكبتن شكسبير عند زيارته لعنيزة في بداية القرن العشرين فقد قال عنها: (إنها أعادت إليه جو الحواضر الضخمة بكثرة رجال الأعمال فيها وتقدم مستوى المعيشة بين سكانها). ووصف الرحالة (سادلر) عنيزة بأنها قصبة الجزيرة العربية ومركز وصل بين الخليج العربي والبحر الأحمر تلتقي عندها عدة طرق. لقد بقيت عنيزة فترة طويلة ذات أهمية تجارية في المنطقة حتى في فترات الاضطراب السياسي في المنطقة، وهذا (خورشيد) أحد قواد الحملة التركية المصرية على نجد عام 1254ه يقول: عنيزة مركز تجاري كبير في المنطقة يختلف إليها التجار من بغداد والشام ويقصده الأعراب أيضاً ببضائعهم). كما يصف (دواتي سوق عنيزة عام 1292ه بالنشاط والحركة منذ شروق الشمس حتى غروبها مع شبه توقف بين الظهر والعصر. أما لوريمر) فيذكر عن سوق عنيزة في بداية القرن العشرين الميلادي بأن المؤن وفيرة فيه من سائر الأنواع بعضها محلي وبعضها مستورد ويذكر أن أحد أسواقها المسمى . (المسوكف) حينذاك يحتوي على 120 محلا تجاريا. كما أشار إلى وجود سوق خاص بالنساء في عنيزة وجاء (فلبي) بعد ذلك عام 1337ه فقدر عدد دكاكين سوق عنيزة بأنها لا تقل عن ألف دكان وكل ذلك يدل على ما وصلت إليه التجارة الداخلية في عنيزة من ازدهار وتقدم كذلك التجارية الخارجية مزدهرة حيث وصل تعامل تجار عنيزة إلى مناطق أخرى داخل الجزيرة وخارجها. الصناعة قديماً وهي صناعات يدوية قام بها بعض سكان المدينة بعد أن حذقوها بأيديهم وأملتهم ظروف الحياة في ذلك الحين مما أعطى البلد اكتفاء ذاتياً في كثير من الأمور التي يحتاجها في مجال الصناعة التي من أهمها. النجارة- الحدادة- البناء- الصياغة- الخرازة- الحياكة- صناعة الخوص- دباغة الجلود- الخياطة... وغيرها. العادات والتقاليد يقول الدكتور محمد بن عبدالله السلمان في كتابه عنيزة بين الأمس واليوم: لا تختلف العادات والتقاليد الاجتماعية في عنيزة اختلافا جذريا عن باقي منطقة القصيم وعموم نجد في شكلها العام وان كانت هناك بعض الاختلافات البسيطة لأن لكل بلد عاداته وتقاليده يتناقلها الحاضرون عن سلفهم وتوجد في مجتمع المنطقة جميع الصفات العربية الأصيلة المتفقة مع تعاليم الاسلام كالكرم والشجاعة والمروءة والشهامة والنخوة والوفاء والبساطة. بل إن من عادة أهل عنيزة البشاشة بالوجه واكرام الضيف حتى لو كان غير مسلم وهذا ما أكده (دواتي) عند مروره في نجد ومنها عنيزة عام 1292ه ويذكر أنه لم يفت على من أكرموه دعوته لدخول الاسلام واشتهر بعض أهالي عنيزة بحب إكرام الضيف والحرص على الفوز به وهذا ما طلبه الشاعر الشعبي المشهور محمد بن عبدالله القاضي المتوفى عام 1285ه من أمير عنيزة حينذاك عبدالله بن يحيى السليم بعد أن قال قصيدة في مدح بلده عنيزة ومنها قوله: برباه حور العين بسحر جماله وحماه هو مربي الجوازي والأطفال دار لنا وادي الرمة هو شماله غربيه الضاحي وشرقيه الجال فقال أمير عنيزة للشاعر بماذا تكافئك يا أبا عبدالله فقال: كل ضيف يجيء عندكم تكون ضيافته عندي في اليوم التالي. في العيدين نظراً لصعوبة المواصلات بين البلدان في الماضي فإن بداية الشهر ونهايته تختلف من بلد لآخر، وكثيراً ما يأتي خبر الصوم وهم مفطرون فيمسكون عن الطعام والشراب ويقضونه بعد نهاية الشهر وكذا الحال في خبر عيد الفطر الذي يلتئم شمل الأهل والأقارب ويتم الاستعداد له قبل حلوله بوقت كاف وتعتني النساء والصغار والشباب بهذه المناسبة بالزينة فقد كان الشباب في ليلة العيد يجتمعون حتى الفجر مشتركين في وجبة غذاء بهذه المناسبة وتسمى هذه العادة (المساوقة) كما كان الصغار في السابق يطرقون أبواب البيوت ليتلقوا العيدية من أهلها مرتدين أجمل ملابسهم، أما بعد صلاة العيد فإن سكان كل شارع أو حارة يخرجون طعاماً معدا لهذه المناسبة ويتناولونه في الشارع ليتمكن سكان الحي من الاجتماع والتهنئة بالعيد. وفي أيام العيد الثلاثة يعد مكاناً للاحتفالات تقام فيه كالعرضة والسامري والحوطي أما عيد الأضحى فلا تختلف مظاهره كثيراً عن مظاهر عيد الفطر باستثناء وجود سنة الأضحية وتفريق لحمها على الجيران والفقراء بعد صلاة العيد. الزواج قديماً من العادات السابقة أن الخاطب قد يقدم مبلغا من المال أو الذهب إلى والد الفتاة اذا كان يريد تأخير الزواج وتسمى (قضابه) فلا يتقدم أحد لخطبتها. كذلك يقدم أقارب العريس والعروس ذهبا للعريس تسمى (ضيافة) كما كانوا يؤثثون بيت والد العريس والعروس بمساعدة الأقارب والجيران والأصدقاء. وكان العريس في السابق يقيم في بيت العروس مدة أسبوع كامل إن كانت بكراً وثلاثة أيام ان كانت ثيبا. الأكلات الشعبية دائماً ما تكون الأكلات الشعبية من الإنتاج المحلي ومن أهمها التمر أو الرطب بأنواعه ويفضلون أكله مع اللبن أو القهوة العربية كما عملوا من الحبوب أنواعا من الأطعمة مثل الجريش القرصان والمطازيز والمرقوق والسليب والسويق والدويف والعصيد والحنيني، ومن أنواع الخبز المراصيع والمصابيب وقرص الجمر والكليجا وقرص عقيل والمعمول وخبز التنور، أما المشروبات لبن وحليب الماعز والبقر والإبل والقهوة العربية التي كانت تعتبر من أعز مشروباتهم. الألعاب الشعبية السباحة .. أين..؟ في العيون والآبار والغدران والأودية كذلك ممارسة الرماية، ومن الألعاب الشعبية أيضاً في السابق.. لعبة عظيم ساري وكلب رشيد والسباق والمطارحة ولعبة أم تسع وتعتمد على الذكاء وأم ثلاث وأم رجعة والبعة والنباط والسبت سبوت .. الخ. الختامة والختان الختامة هي حفلة تقام للطالب أو الطالبة بعد انتهاء دراستهما عند أحد الكتاتيب احتفالا بتفوقهما أو حفظهما لأحد أجزاء القرآن الكريم أو تلاوته وتبدأ مراسيم الحفلة بمسيرة من المدرسة أو بيت المدرسة أو المعلمة إلى بيت الطالب أو الطالبة مع أناشيد يشدو بها الجميع . أماالختان فهو سنة اسلامية مشروعة للذكور وتسمى في عنيزة (الطهار) ويكون ذلك في الغالب في سنة الطفل الأولى أو الثانية حيث يأتي الخاتن للمنزل في الصباح الباكر فيأتي الأب بابنه الصغير ويجلسه على إناء مرتفع معصوب العينين حتى لا يرى قطع اللحمة الزائدة الذي يتم ازالته بآلة حادة ويصاحب ذلك نزيف بسيط ويرفع عنه ثوبه عدة أيام حتى ينشف وبعد انتهاء العملية يقوم والد الطفل بإعداد وليمة دسمة احتفالا بهذه المناسبة. الطب الشعبي كان في عنيزة عدد من الرجال والنساء يعالجون الناس بالأودية الشعبية والنباتات والكي والتجبير فمن الرجال. حمود الخميس، عبدالله القرزعي، محمد البادي، عثمان الونين، صالح الراجحي، سليمان السعيد، عبدالعزيز العبداللطيف، عبدالكريم الجعيلان، عبدالله المعتاز، عبدالعزيز الخويطر، ناصر العاروك. ومن النساء: جبالة، أم مسيفر، أم عسكر، موضي المطرودي، سارة الديواني، عويسه، سويرة. موضي البسام (إلى جاك ولد سمه «موضي») هذا مثل مشهور عند الكثيرين من أهل عنيزة، حيث إن موضي العبدالله البسام من أشهر النساء في عصرها بالجود والكرم والسخاء وفعل الخير وفي كل ما يرضي الله.. ويرفع رأس مدينتها عنيزة وقد ذاع صيتها واشتهرت في أنحاء الجزيرة العربية ويتناقل الرواة أخبارها الحميدة والكثيرة غير انه لم يتم تدوين كل ما فعلته موضي البسام رحمها الله رحمة واسعة. أوائل من عنيزة * أول طبيب في منطقة القصيم حمد العبدالله الحمد البسام تخرج من الهند. * أول وزير في الدولة عبدالله السليمان الحمدان المعروف بابن سليمان جمع بين أربع وزارات. أول دكتور تخرج من لندن الوزير عبدالعزيز العبدالله العلي الخويطر. * أول دكتور لزراعة الكبد الدكتور محمد البراهيم السبيل ومساعد الدكتور الطريف من عنيزة. * أول مجمع لرعاية المعوقين بعنيزه تبرع به رجل الأعمال علي عبدالله التميمي من عنيزة. * أول مقاول لشركة أرامكو رجل الأعمال سليمان الصالح العليان. * أول من تخرج من كلية الشريعة وغيرها عبدالله الصالح الفالح من عنيزة (نقل من جريدة عكاظ). * أول تعليم بالقصيم للبنين والبنات بعنيزة البنين عام 1356ه والبنات عام 1381ه. * أول امراتين نالتا شهادة الدكتوراه من عائلة البسام والتركي ثريا التركي وابتسام العبد الرحمن البسام. * أول جامع بعنيزة في مكان آل ابراهيم بحي الجناح. * أول قاض بعنيزة عبدالله بن أحمد بن عضيب بالظبط. * أول أمير بعنيزة وعالم هو رشيد من آل سبيع الجد السابع لجار الله الرشيد. * أول قاض بعنيزة أزهري الشيخ صالح بن عثمان القاضي. * أول مدن القصيمعنيزة تأسست سنة 654ه كما ذكره ابن عيسى بتاريخه. * أول إمام رسمي محمد عثمان القاضي من عام 1365ه وحتى الآن. * الأوائل جمعها الشيخ محمد بن عثمان القاضي المؤلف والأديب المعروف المراجع - عنيزة بين الأمس واليوم للدكتور محمد السلمان. - كتاب ملامح العمل الاجتماعي من إصدار مركز ابن صالح الثقافي.