تنطوي الأزمنة رغماً عن الأنوف ونعشق بين تقلباتها نسيم تلك الذكرى التي لم يعد في محيطنا غيرها نتلمس المشاعر من خلالها ونشتاق كثيراً لمن نحبهم ورحلوا بعيداً دون عودة.رحلت أيتها الحبيبة «مضاوي» ولكن تبقّى منك الكثير يسري بين أوردتي.لك بين كل خفقة وخفقة تيار متدفق من الحب لم أعهده إلا لأمي التي تمددت بين أحشائها ولك أيضا حنين عظيم يعتصر قلبي من أعماقه ويتسلل أيتها الحبيبة بين أوردتي أقاومه فلا أستطيع.. أمسك بجريان الدم فأختنق أوشك أن أهرب منه ولكن إليه فأيقنت أنني أتنفسك في كل حين.رحلت يا حبيبة قلبي وتركت في أعماقي جرحاً غائراً يعتصر الألم كل مواقع الحزن فيه فأنت أبداً لم تكوني أختاً فحسب.. إنك عالم عظيم مملوء بكل المشاعر والأحاسيس الصادقة.. بت أفتقد حضنك الدافئ الذي يضمني بحنان ويعاتبني كلما سرقتني مشاغل الحياة عنك الآن يا حبيبتي وبعد أن رجعت إلى ربك راضية مرضية بات ينخر في قلبي الشعور بالذنب حيال تقصيري نحوك.. ليتني لم أفارقك لحظة واحدة.. ليتني لم أتهاون في تواصلك وزيارتك كل حين، ليتك بقيت نبراساً يضيء كل ظلماتي.. فأنت لم تكوني أختاً فحسب!! مضت سبعون يوماً على رحيلك وما زالت الأرجاء تعبق برائحتك الزكية الطيبة.. أقسم أن صوتك لا يزال يتردد في أذني أسمعك تمازحين الأطفال وتتحدثين في الهاتف بصوت معبر وتبتسمين إن لم يعجبك المقال.. اسمع همساتك تتغلغل في وجداني ويسكب الحزن على رحيلك نزيفاً يمتد فيصهر كل جوارحي.. أسمع أنفاسك.. أنينك.. خفقان قلبك.. كل شيء فيك يحيطني ويأسرني.. ورغم هذا كله أجد في قلبي شوقاً عظيماً لعناقك.. لقبلاتك الحانية.. لكل شيء يجمعني بك..أوووه مضاوي.. لقد كان رحيلك صفعة من صفعات الزمن القاسية التي لم يكن لدي الخيار إلا أن أقبلها وأحتسب الأجر عند الله فيها.. لقد كان رحيلك أمر من العلقم في وقت شحت فيه كل المعاني الجميلة.. وتبقى روحك الطاهرة ترفرف داخل صدري تذكرني بك.. في صلواتي.. وصدقاتي وحنيني الذي لن ينقطع.