لقي القطاع الزراعي اهتماماً ملحوظاً من قبل الدولة، وحظيت زراعة الفواكه والتمور بقدر كبير من هذا الاهتمام، فقد أوضحت الإحصاءات أن المساحات المزروعة بالحمضيات والتمور والعنب والرمان قد ازدادت إلى أكثر من الضعف في السنوات الأخيرة، وقد بلغ إجمالي المساحة المزروعة بالتمور نحو 700 ألف دونم - تحتوي على أكثر من 13 مليون نخلة من أجود الأصناف. ومن المعروف علمياً أن الآفات تتزايد وتتنوع وتتفاقم مشاكلها على النوع المعين من المحاصيل كلما اتسعت مساحاته. وتتعرض أشجار النخيل لمهاجمة الحشرات والعناكب في جميع أجزائها تقريباً فتسبب لها أضراراً كبيرة تتمثل في خفض إنتاجيتها من البلح من الناحية النوعية والكمية، أو إضعاف النخلة نفسها مما قد يؤدي إلى موتها. فيتعرض السعف والجريد للإصابة بالحشرات القشرية (بأنواعها) وحشرات دوباس النخيل التي تمتص العصارة منه، كما يتعرض للحفر والقضم والقرض بواسطة حفار عذوق النخيل وثاقبة جريد النخيل وغيرها. أما الطلع والثمار فتتغذى عليها وتتلفها آفات هامة متخصصة مثل سوسة طلع النخيل ودودتي البلح الصغرى والكبرى وخنفساء الثمار الجافة والبق الدقيقي الشمعي وخنفساء نواة البلح وديدان التمر وغيرها. كذلك يغزو أكاروس (حلم) الغبار الثمار ويتغذى عليها ناسجاً عليها خيوطاً يتراكم عليها الغبار مسبباً تغيير لونها وسقوطها. وتتعرض الشماريخ للقضم والحفر بواسطة حفار عذوق النخيل مما ينتج عنه ذبول الثمار وكسر الشماريخ وسقوطها. ويتعرض جذع النخلة أيضا للمهاجمة بواسطة آفات خطيرة مثل سوسة النخيل الحمراء وحفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة ويرقات حفار عذوق النخيل (العنقرة) مما ينتج عنه موت النخلة حتماً. ولا تسلم جذور النخلة من مهاجمة النمل الأبيض (الأرضة) ويرقات حفار عذوق النخيل (العنقرة) التي تنتشر في البساتين ذات الصرف السيئ وأشجار النخيل الضعيفة. ويلجأ المزارعون إلى مكافحة هذه الآفات بما يتوفر لديهم من وسائل لا تتعدى، في معظم الأحيان، الرش بالمبيدات الحشرية الكيميائية المصنعة. ولا يخفى ما تسببه هذه الممارسات من مشاكل أكبر في تلوث وتسميم البيئة وما في ذلك من أخطار كبيرة على صحة الإنسان والحيوان بشكل عام. لذلك اتجهت أنظار الباحثين إلى ضرورة اللجوء إلى استخدام وسائل وأفكار بديلة لخفض كثافة الآفات والإقلال من الأضرار الناتجة عنها، وذلك بالاستخدام الذكي للمبيدات الحشرية الانتقائية لتعمل مع أدوات أخرى كالوسائل البيولوجية والميكانيكية والعمليات الزراعية في انسجام تام في منظومة تسمى المكافحة المتكاملة. أ.د./ الطيب علي الحاج كلية الزراعة والطب البيطري- جامعة الملك سعود- فرع القصيم