إنتاج قرابة الثلاثة ملايين نخلة سنوياً في مدينة بريدة وضواحيها يكفي لاعتبار سوق التمور في مدينة بريدة أشهر سوق للتمور على مستوى الوطن العربي على الاطلاق حيث يستقبل الإنتاج الموسمي لهذه النخيل ويسوق بشكل يومي على مدار موسم القطاف ومن ثم يتداوله تجار ومستهلكو التمور بسوق بريدة المركزي ناهيك عن نقاط البيع في المزارع وعلى قارعة الطريق أحياناً فمن هذه الكميات يصدر خارج المنطقة إلى بقية مدن ومناطق المملكة العربية السعودية وكذلك دول الخليج العربي واوروبا واستراليا وشرق آسيا والأمريكتين من خلال قنوات تسويقية معروفة والجزء الآخر يبقى داخلياً. الحراج يبدأ الخامسة فجراً وينتهي العاشرة ليلاً لا شك ان هذه الكميات لها برامجها وطرقها في التسويق، فالحراج يبدأ في الخامسة فجراً وينتهي عند الساعة العاشرة ليلاً ويصاحب ذلك حركة مرورية لا يمكن وصفها بسبب الزحام الشديد والكثافة البشرية التي تقصد السوق صباح مساء إلا أن إدارة مرور القصيم ما فتئت تقدم الخطط وتتفاعل مع الموسم بشكل يجسد تقدير المسؤولية لديهم حيث حددت مداخل السوق وفصلت عن الخارج ووضعت بعض الحواجز الحديدية المؤقتة وكثفت الدوريات البشرية لرجال المرور. كما ان بلدية بريدة هي الأخرى لها جهود لا يمكن اغفالها حيث يلاحظ التعاون بينهم وبين إدارة المرور. 350 طن تحملها 1700 سيارة يومياً تحدث ل«الجزيرة» الأستاذ عبدالعزيز التويجري رئيس لجنة التمور بالغرفة التجارية بالقصيم وعضو جمعية التمور السعودية قائلاً إنه يقدر عدد السيارات الواردة للسوق ب1700 سيارة يومياً وان وزن التمور المعروضة في السوق يقدر ب350 طن/ يوم وان نوع السكري يأخذ النسبة العظمى لهذه الكميات حيث يصل 90% مما يدخل السوق ويتم تصريفها بوقتها فلا يبيت اي معروض لليوم التالي اطلاقا وهذا دليل واضح على القنوات التصريفية الكبيرة وكذلك الامداد اليومي لخارج منطقة القصيم. النوعية النادرة تحتفظ بأسعارها من المعروف ان حاوية التمر السكري التي يعرض فيها في السوق هي من نوع «سطل» حجم 4 كيلو والأسعار لا يمكن الحكم عليها لاختلاف العينات المعروضة للنوع الواحد وهو السكري مثلاً إلا أن الاسعار تكاد تكون متقاربة كل عام حيث أكد واقع السوق الفعلي وكذلك رجال الخبرة والمعرفة أمثال الخبير المعروف صالح بن حمد الصبحاوي الذي قال إن سعر السطل الواحد للعينة الجيدة يتراوح هذا العام ما بين 80 150 ريالا وبلا شك هناك أسعار دون ذلك تصل لحد 50 أو 40 أو 30 ريالا مع الأخذ بعين الاعتبار مستوى الجودة فلا يمكن الحكم حكماً نهائياً سواء على السقف الأعلى أو أقل الأسعار حيث سجلت أرقاماً أعلى بقليل من 150 ريالا وكذلك دون ذلك بكثير، كما أكد الصبحاوي ان التمور الطيبة والنادرة تحتفظ بأسعارها كل عام ولا تتغير مهما تغيرت الظروف لذا تجد بعض المستهلكين يطلب نوعية جيدة ومعروفة ولا يسأل عن الثمن اطلاقاً من هنا قد يكون متوسط الأسعار لهذا العام 1424ه 80 ريالا، كما أن طرق التقديم لها ظروفها فقد تجد بعضها جاهزا بعبواته أو بأكياس بلاستيكية كما هو الحال بالنسبة للضمير. من دول الخليج إلى بريدة أكد أحد أكبر المستثمرين في تجارة التمور وهو فهد العوس انه يقصد سوق بريدة للتمور مستهلكون وتجار من دول الخليج كالكويت وقطر والإمارات وذلك من أجل التبضع سواء لغرض الاستهلاك الشخصي أو التجاري حيث شاهدنا عدداً من الإخوة الخليجيين يجوبون السوق بحثاً عن نوعية جيدة، كما ان فترة الموسم وهي القطاف تحدد المدة وبالتالي قد لا يثمر التأخير أو التباطؤ في الحصول على نوعية جيدة لأن الموسم محدود هذا ما أكده سلطان الشايعي من الكويت الشقيق. أكبر مزرعة نخيل بالعالم ببريدة يوجد ببريدة أكبر مشروع نخيل بالعالم حيث يضم هذا المشروع ما يقارب 400 ألف نخلة مثمرة تنتج ما يزيد على 100 ألف طن سنويا ويقع هذا المشروع على الضاحية الشرقية لمدينة بريدة ويعتبر معلماً زراعياً بارزاً في المنطقة، كما يوجد ببريدة وخصوصا قطاع المليداء والأرياف الغربية الكثير من المشاريع الزراعية الكبيرة والمماثلة للمشروع الأول والتي تهتم بزراعة النخيل، ويأتي في مقدمتها السكري ان لم يكن هو الوحيد من حيث الاهتمام حيث يقدر بهذا القطاع ما يقارب المليوني نخلة نظراً لما تمتاز به من تربة رملية خصبة صالحة للنخلة وكذلك غزارة المياه.