يعتبر نادي الفيحاء بالمجمعة واحداً من أبرز الأندية في بلادنا منذ سنوات طويلة في جميع المجالات حيث كان منبراً للثقافة والأدب والمسرح والتراث والمهرجانات المتميزة والعمل الاجتماعي الرائد والمنجزات الرياضية التي تتناسب وقدراته في جميع الألعاب كما أن الفيحاء تزعم جميع أندية المملكة في الإعانة السنوية عدة مواسم كمقياس حقيقي لتفوقه على جميع الأندية متقدماً على أندية كبيرة، تفوقه إمكانات، وقد حظي بزيارة تاريخية من الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز عام 1395ه كتتويج لتفوقه وتميزه ودافع لشبابه كل ذلك بفضل توفر عوامل التفوق، ومن أبرز هذه العوامل التفاف الأهالي حول النادي حيث يجتمعون في مقر النادي بشكل دائم رغم تواضعه دافعهم الإخلاص والحماس فقد كان الجميع يسعى لهدف واحد هو رفع شأن النادي وإعلاء مكانته حتى هبط فريق كرة القدم عام 1410ه من الدرجة الأولى، وبقي يصارع باحثاً عن طريق العودة إلى مكانه الطبيعي، ولكن في كل عام كانت العوائق التي تقف في طريقه تزداد وتكبر حتى بدأ يفقد الكثير من معالم تلك الأيام الجميلة، ومن أهم وأبرز العثرات التي تقف في طريقه عدم وجود مقر للنادي يجتمع فيه شبابه بعد إزالة المقر السابق من قبل وزارة المواصلات لصالح توسعة شارع الفيحاء كذلك تهرب الكوادر الإدارية صاحبة الخبرة الرياضية من دخول النادي بعد ان تعددت عوامل الإحباط وأصابها الملل من بقاء النادي في الظل، وتسرب إلى نفسها اليأس من الصعود من جديد، بعد كل هذه السنوات مع ضعف الدعم المادي والمعنوي من الأهالي حتى ان النادي قبل أربعة مواسم بقي لستة أشهر بلا إدارة وكاد يسلم للرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى أن انبرى نخبة من رجال المجمعة يتقدمهم الاستاذ عبدالعزيز السيف صاحب الخبرة الواسعة والاسم المعروف والاستاذ سعود الشلهوب الشخصية المحبوبة في المجتمع إضافة لعدد من خيرة شباب الفيحاء وتقدموا لقيادة النادي تلبية لضغوط بعض الأهالي ومحبي النادي في وقت حرج بكل شجاعة رغم معرفتهم بما سيواجههم من صعوبات ومشاكل وقبلوا التحدي في ظل أوضاع سيئة تحيط بالنادي من كل جانب ونظراً لقربي من النادي واطلاعي على أحواله بحكم تواجدي الدائم فيه كعضو في مجلس الإدارة فسوف اكتب هذه السطور بكل أمانة فقد بذل بعض اعضاء مجلس الإدارة مع الشباب المتعاونين خلال الأربعة مواسم الماضية جهود كبيرة في سبيل الرقي بالنادي وعودته إلى سابق عهده فقد دفعوا من جيوبهم عشرات الآلاف من الريالات وتواجدوا وتابعوا وواصلوا العمل بكل إخلاص وضحوا بوقتهم وأعطوا من صحتهم متخطين الصعاب بطموح أكبر من المعوقات وأقوى من المحبطات دون كلل ولا ملل من أجل تسيير أمور النادي إلى أن حقق النادي عدة إنجازات منها صعود ثلاث فرق وهي الفريق الأول لكرة القدم لدوري الدرجة الثانية وفريق اليد لدوري الدرجة الأولى والتنس والأرضي لدوري الممتاز بعد ان قطعت هذه الفرق مشوارا بطوليا رغم ضعف الإمكانات ولكن بحماس واخلاص وتضحيات اللاعبين وبمجهود كبير من قبل إدارة النادي تحققت هذه الإنجازات وقد أقيم حفل كبير كان لائقا بالفيحاء وبالمناسبة حضرته شخصيات كان حضورها حلما يراود شباب النادي، وقد بذل رجال المجمعة في هذا الحفل الكثير من التبرعات وان لم تلبِ جميع الاحتياجات حيث كان المأمول أكبر إلا إنها كانت دافعا كبيرا في مسيرة النادي ويكفي أن الحفل تمخض عن مقر سوف يراه الجميع قريبا إن شاء الله ليلتم شمل شباب النادي فيه حيث بدأ في انشائه كما قامت الإدارة بتسوير الجهة الشمالية من النادي وكذلك إعادة زراعة ملعب كرة القدم لتكمل إدارة النادي دورة رئاسية كاملة مدتها أربع سنوات كانت حافلة بالعطاء والإنجازات اختتمتها هذه الإدارة بحفل رائع كان حديث الجميع كرمت فيه أكثر من مائتي شخص دعموا النادي خلال فترة إدارتهم لتقدم الإدارة استقالتها لتتيح بعد ذلك الفرصة لمن يرغب بالتقدم لرئاسة النادي وإدارته وتترك المجال، لمن هو قادر على خدمة هذا النادي ولكن هذا هو النادي، يبقى ولمدة أربعة أشهر بدون إدارة رسمية وبإدارة مكلفة ضعيفة القدرة ومتواضعة الإمكانات يمثلها شخصان فقط قد ينتهي تكليفهم قبل بداية الموسم ليتكرر سيناريو الفراغ الإداري من جديد وتبدأ أولى خطوات التراجع بل قد تكون بداية السقوط للنادي وهبوط ما صعد من ألعابه، إذا لم يتدارك رجال المجمعة الأمر بتكوين إدارة قبل أن يسلم النادي للرئاسة العامة لرعاية الشباب خصوصاً إنه لم يبق سوى المحافظة على الإنجازات السابقة التي تحسب للنادي وشبابه مع السعي لمواصلة مشوار الرقي بالنادي إلى إنجازات أكبر ومراحل أكثر تقدما وهذا ليس صعبا إذا تكاتفت الجهود وحسنت النوايا وتحرك المخلصين فأبواب النادي مفتوحة للجميع وهو بدون إدارة لمدة أربعة أشهر، فاليوم يتحمل كل شخص في مدينة المجمعة المسؤولية إذ يجب عليهم التواجد والتكاتف بشكل أكبر وتقديم ما يستطيعون من عمل ومجهود وبث روح الحماس، والوقوف مع النادي والاسراع في تكوين إدارة قادرة على تسيير أمور النادي، فالموسم الرياضي اقترب والتجهيزات من المفترض أن تكون قد بدأت بشكل أكبر مما هي عليه فكم هو الفيحاء بحاجة للجميع في كل وقت، وفي هذا الوقت بالذات من أجل بقاء الفريق الأول لكرة القدم ضمن دوري أندية الدرجة الثانية وكرة اليد ضمن أندية الأولى إذا تجاوزنا طموح المطالبة بالصعود نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها النادي حالياً خصوصاً إنها أول تجربة تمر على هذا الجيل من لاعبيه الذين يعتبرون في سن الشباب بعد أن خاضوا تجربة موسم ناجح في العام الماضي. لذا يجب على الجميع السعي الجدي لإقناع إدارة جديدة أو إقناع من تسمح له ظروفه من أعضاء الإدارة المستقيلة بالبقاء مع دعمهم ببعض الدماء الشابة الجديدة ولو لموسم واحد فقط وذلك لصعوبة الموسم القادم بالنسبة لفريق كرة القدم خصوصاً، وكذلك لاستكمال بناء المقر واستكمال تكوين هيئة أعضاء الشرف والتخطيط للاستثمار مع تقديم كل التسهيلات للإدارة وتذليل ما يعترضها من صعوبات فمن لديه نقد أو اقتراح أو ملاحظة أو تصحيح لمسار معين عليه أن يتوجه للنادي، ويتواجد ويساهم بتكوين فريق عمل ويساند ويعمل، فكل إدارة قادمة أو سابقة مهما فعلت فلن يخلو عملها من الخطأ والتقصير بقصد أو بدون، ولا تستطيع العمل بدون مساندة لذا يجب على أهالي المجمعة وشباب النادي المخلصين الوقوف مع ناديهم معنويا ومادياً كل حسب قدرته، فالتهرب من النادي الذي يمثله أبناؤهم أو اخوانهم أو زملاؤهم ليس له مبررا فمهما كان اختلاف وتباين وجهات النظر يبقى الفيحاء في حاجة لجميع أبناء المجمعة خصوصاً في هذا الوقت فهو الممثل الشرعي لمدينة المجمعة والوقوف مع شبابه واجب وطني يذكره لهم تاريخهم إن هم أرادوا ذلك، فالنادي للجميع ولا يختص العمل فيه لفئة دون أخرى ولا يحتاج من هو مجمعاوي فيحاوي أصيل إلى دعوة للعمل أو المساهمة في دعم الفيحاء فالدعوة مفتوحة لجميع أهالي المجمعة للوقوف مع النادي وشبابه ليظهر أبناء المجمعة في صورة تعكس ما وصلوا إليه من مكانة رفيعة في جميع المجالات وتعبر عن اهتمامهم بالنادي الذي يتواجد فيه يومياً قرابة الثلاث مائة شاب من أبناء المجمعة يمارسون كافة الأنشطة المختلفة يحتاجون لمراقبة سلوكياتهم ومتابعة أخلاقياتهم ورعاية مواهبهم والاهتمام بتوجهاتهم، فهم أمانة في أعناق أبناء وأهالي المجمعة، وهم مسؤولون عنهم وعن أوضاع النادي بشكل عام ولا نستثني من الأهالي أحد سواء الذين في مدينة المجمعة أو الذين خارجها وليس لأحد قادر على المبادرة أو الدعم أو إبداء الرأي عذرا فالجميع مطلع على أوضاع النادي فالنجاح والتفوق للجميع والفشل والتخاذل يحسب على الجميع ونحن في انتظار المبادرات الصادقة من رجال المجمعة الذين كثيرا ما يظهرون في المواقف الصعبة فقد عرف عنهم الاخلاص والتضحية والوفاء لمدينة المجمعة والشواهد أمامنا كثيرة فالمجمعة قاعدة غنية بالرجال الأوفياء والفيحاء معين لا ينضب من العاملين المخلصين والمحبين الباذلين الذين يتسلحون بالجد والاجتهاد والعطاء والتضحية المليء حباً وايثاراً من رجال وقفوا أنفسهم ونذروا جهدهم لهذا الكيان وان تأخروا في الإقدام إلا انهم سوف تحركهم الدوافع الوطنية والغيرة على ناديهم ليظهروا في الوقت المناسب فشباب النادي يتمنون ان يجتمعوا في مقر متكامل يليق بتاريخ الفيحاء وفريقهم قد أصبح ينافس الأندية المتقدمة مع وجود إدارة تكون في مستوى التطلعات، وهذا ليس ببعيد ان شاء الله فالتفاؤل يسود الجميع والبوادر توحي بخطوات أكثر إيجابية لصالح النادي وشبابه.