أكد الأمين العام لجمعية أهل الحديث المركزية في بريطانيا شعيب احمد ميربوري على الدور المهم المناط بالمراكز والجمعيات والهيئات الإسلامية في بلدان الاقليات نحو أبناء المسلمين في تلك البلدان، وتزويدهم بالثقافة الإسلامية الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - إلى جانب إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام والتصدي لاي حملات تستهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين. وقال في حديث ل «الجزيرة» إن جمعية أهل الحديث في بريطانيا تهدف إلى نشر تعاليم الإسلام المستمدة من الكتاب والسنة، وتنقيح أعمال المسلمين وعقائدهم من اوهام اصطنعوها وعادات ابتدعوها والتي تبعد الجيل الجديد - سواءً مسلمين او غير مسلمين - عن معرفة الإسلام الصحيح، والعناية بالقضاء على نزاع المسلمين وخلافهم، ومحاولة جمع شملهم في ضوء الكتاب والسنة، وتبيين محاسن الإسلام وشرح تعاليمه بين المجتمع الغير الإسلامي والدعوة إلى الإسلام. وأضاف كما تهدف الجمعية إلى توفير وسائل التعليم للجيل الناشئ، واخذ الخطوات اللازمة لتربيتهم تربية إسلامية، وإيجاد فرص الاتصال والروابط لتوثيق الصلات بين العاملين في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى في دول اوروبا، وطبع المنشورات الإسلامية باللغات المختلفة، وإصدار المجلات الدورية لشرح تعاليم الإسلام وحل المشاكل المعاصرة، وفتح المساجد وتأسيس المكتبات في فروع الجمعية وتزويدها بأهم المراجع والكتب الإسلامية ليستفيد منها الراغبون، وإقامة الندوات والدورات الشرعية، وتقديم الخدمات الاجتماعية لابناء الجالية المسلمة. واستعرض شعيب ميربوري حديثه عن النشاطات التي تقوم به الجمعية، وقال: إن الجمعية تولي عناية خاصة واهتمام بالغ منذ تأسيسها لتعليم الجيل الجديد وتربيتهم تربية إسلامية، ولتحقيق هذا الغرض سعت الجمعية إلى إنشاء المدارس في مساجد الجمعية في المدن المختلفة، وهذه المدارس لها دور كبير في تعليم أبناء المسلمين القرآن الكريم، والاحاديث النبوية، والعلوم الإسلامية. اما النشاط المتعلق بالدعوة والإرشاد فيقول شعيب ميربوري: إن الجمعية تقوم بخطوات إيجابية في مجال الدعوة والإرشاد، وهذا المجال من اهم اهداف الجمعية، ويقوم هذا القسم في تنظيم الدروس الشرعية والخطب والمحاضرات، وتعقد مؤتمرات واجتماعات تربوية بصورة منتظمة في مدن مختلفة، ويشترك فيها المسلمون من انحاء بريطانيا، كما يدعى العلماء البارزون في مجال الدعوة للمشاركة فيها من داخل بريطانيا وخارجها. كما يزور علماء الجمعية السجون، لتقديم النصح لنزلاء السجون بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال: إنه بفضل الله - عز وجل - قد دخل عدد لا بأس به في الإسلام، ويزور علماء الجمعية المؤسسات الحكومية والمستشفيات والمدارس للتعريف بالإسلام وتدريس اولاد المسلمين. وفي السياق ذاته، اشار ميربوري إلى انه ايماناً من الجمعية عن أهمية الطباعة والنشر ودورهما الكبير في تعريف غير المسلمين عن الإسلام، وإصلاح ما فسد من العقائد والتصورات لدى بعض المسلمين، فان الجمعية تصدر مجلة «الصراط المستقيم» شهرياً باللغتين الاردية والانجليزية، والمجلة تمتاز عن غيرها من المجلات من حيث المستوى والاسلوب والاخراج، وترسل المجلة الى كثير من دول اوروبا وامريكا واستراليا وآسيا، بالإضافة الى المساجد والمدارس والمكتبات والمستشفيات والسجون مجاناً دون اي مقابل، كما تمت ترجمة وإعداد بعض الكتب المفيدة وطباعتها في حدود امكانيات الجمعية ولله الحمد. ولفت ميربوري الى انه نتيجة لوجود عدد كثير من المسلمين في بريطانيا والذين استقروا فيها بشكل مستقل ومن ثم زادت مشاكلهم العائلية، فقد اسست الجمعية مجلس القضاء الإسلامي «المكون من العلماء والمتخصصين في علوم الشريعة في بريطانيا لحل هذه المشكلة ولاصدار الفتاوى والتحقيقات العلمية، وبفضل من الله وتوفيقه اصبح هذا القسم من انفع اقسام الجمعية، نظراً للحاجة الماسة اليه، حيث يستفيد منه المسلمون ويرجحون ان تنتهي مسائلهم ومشكلاتهم العائلية دون الرجوع الى المحاكم الانجليزية، ومجلس القضاء الإسلامي يقدم خدماته الى جميع المسلمين دون النظر الى جنسياتهم او خلفياتهم وانتمائهم، حيث انه وسيلة قوية لتوجيه المسلمين وارشادهم واصلاحهم. وقال الأمين العام لجمعية اهل الحديث في بريطانيا: ان الجمعية تضم في اقسامها قسم «بيت القرآن الكريم والسنة النبوية»، والهدف من تأسيس هذا القسم هو إنشاء حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مختلف الفروع والمساجد في انحاء بريطانيا، ورعاية هذه الحلقات مادياً ومعنوياً لتخريج حفاظ لكتاب الله تعالى للإمامة والتدريس في بريطانيا، من خلال وضع برنامج كامل كتعيين الحفاظ وإقامة المسابقات، وعمل برامج تشجيعية للطلاب كالزيارات والرحلات والجوائز التقديرية. اما قسم التعريف بالإسلام وتوزيع الكتب الإسلامية، فيوضح شعيب ميربوري ان هذا القسم يختص بدعوة غير المسلمين من خلال شرح تعاليم الإسلام وتوزيع المنشورات والاشرطة الدينية وعمل برامج خاصة مثل إقامة طاولات دعوية في اوساط المدن وزيارة المؤسسات العامة كالمستشفيات والمدارس والسجون والدوائر الحكومية، كما يهتم هذا القسم بالمسلمين الجدد لتعليمهم امور الدين وإقامة دورات شرعية، واصدار الكتب والمطويات. وعن الخطط والمشروعات المستقبلية للجمعية قال شعيب ميربوري: إن الجمعية تعمل حالياً على إنشاء المدرسة الإسلامية «دار العلوم الإسلامية للبنين»، وفتح معهد مستقل مع الإسكان للطلاب»، وإيجاد اوقاف خيرية إعانة للجمعية على تسيير نشاطاتها، حيث تحتاج الجمعية الى مصدر ثابت للدخل لتفادي الصعوبات والضائقات المالية التي تعاني منها، في تسيير نشاطاتها وبرامجها الخيرية والدعوية على وجه كامل، لذلك تسعى الجمعية لشراء بيوت سكنية ومحلات تجارية وتحويلها الى وقف عام يدخل ربحه في حساب الجمعية. جدير بالذكر أن جمعية اهل الحديث المركزية في بريطانيا تأسست في شهر يونيو 1975م، ومركزها الرئيسي مدينة برمنجهام وهي اكبر مدينة بعد لندن في بريطانيا من حيث السكان، ويوجد فيها اكثر من مائتين وخمسين الف مسلم من الجنسيات المختلفة، ويتبع الجمعية اكثر من اربعين فرعاً في انحاء بريطانيا.