أدركني الليل وأنا أسامر نجمه اللامع.. وأداعب طيف قمره الساطع.. محاولة أن أكتم آهة في صدري ما زلت من أجلها أنازع.. لأقهر ألماً لاذع.. وأنقذ قلباً صار للعقم واليأس خاضع.. وأحبس شلالاً منهمراً من جَفُنٍ دامع.. لكنه عن الحبس يمانع.. فيا لهذه الدموع إنها تأبى إلا أن تضاهي لألأة نجوم السماء السحرية.. وبريق أشعة البدر الفضية.. لتنظم حوله عقداً ثميناً يفصح عما يخفيه الفؤاد من الهموم المتصاعدة.. ولتكون متنفساً لآلامه المتكالبة.. تلك الهموم التي قد زاحمت سحائب السماء الصافية..وجعلتها غيوماً سوداء راعدة.. تنهار من زئير رعودها الجبال الراسية.. وتحترق من ومض برقها الأشجار الباسقة.. تلك الهموم الفاتكة.. هي في قلبي ساكنة.. ولمشاعري حارقة.. ولنبض قلبي قاتلة.. نعم هي قاتلة!!، لكني سأكون صامدة.. قوية ثابتة.. لا أبالي بآلام الحياة القاسية.. لأن ثقتي بخالق الأمل عالية.. وصلتي به قوية سامية.. وآفاق الأمل والرجاء أمامي مترائية.. تجعلني أنظر إلى همومي ساخرة.. لاجئة إلى ربي باكية.. ولرحمته طالبة.. حينها أرمق السماء بنظرة.. فأجد أن البدر فيها قد تسامى وظهر..، من بين غيوم الأسى والقهر..، والسحائب البيضاء الرقيقة عادت تسير متبخترة في السماء ينفذ من خلالها ضياء البدر المنير.. وبريق الأمل في عيني انطلق كالسهام تخرق الفضاء لتتلألأ في السماء.