تبني إسرائيل (جدارا امنيا) في رفح جنوب قطاع غزة يثير لدى سكان المنطقة شعورا باليأس خصوصا انه لا يثير اي ضجة دولية كما هو الحال بالنسبة للجدار الامني الذي تبنيه الدولة العبرية حول الضفة الغربية ويتم تشييد هذا الحائط الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية امتار وطوله عند الانتهاء من بنائه سبعة كيلومترات في المنطقة العازلة التي اقامها الجيش الإسرائيلي بين القسمين الفلسطيني والمصري من المدينة الواقعة على طرفي الحدود بين مصر والاراضي الفلسطينية. وقد تم انجاز كيلومترين من هذا الحائط، واكد مصطفى جابر احد سكان رفح وهو ينظر إلى الجدار الذي يجري تشييده بتجميع صفائح معدنية ليس هناك اي فرق بين الحائطين، بناء هذا الجدار وسيلة تستخدمها إسرائيل للاستيلاء على اراضينا مترا مترا. وقالت المنظمات الإنسانية ان الجيش الإسرائيلي دمر منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية ايلول/سبتمبر 2000م نحو 900 منزل فلسطيني في رفح بينما انشئت منطقة عازلة يبلغ عرضها نحو مائة متر بين القسمين المصري والفلسطيني اللذين تسيطر عليهما إسرائيل من المدينة. واضاف جابر ان مسؤولينا السياسيين لا يعرفون شيئا عن هذا الجدار لانهم يعتقدون انه لن يغير كثيرا خط حدود الدولة الفلسطينية المقبلة. ويتوغل (الجدار الامني) الذي تبنيه إسرائيل حول الضفة الغربية في عدة مواقع في اراضي الدولة الفلسطينية التي تنص خارطة الطريق على اقامتها بحلول العام 2005. كما يحرم هذا السياج الامني العديد من القرى الفلسطينية من اراض خصبة ويعزلها عن دولتها المقبلة. وقال جابر ان فلسطينيي رفح يشعرون بذلك ويشعرون اليوم بانهم معزولون ماديا وسياسيا. ولم يبق في الميدان سوى متطوعين اجانب من حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني. وقد بدأ دعاة السلام يشنون حملة شديدة ضد (حائط التمييز العنصري) في الضفة الغربية. واعلنت لاورا غوردن من حركة التضامن الدولي ان رفح معزولة فعلا بالحدود الإسرائيلية اولا والحواجز العسكرية والمستوطنات والان هذا الحائط الذي يشكل الجدار الاخير من سجنها. وبرر الجيش الإسرائيلي اقامة هذا الجدار في رفح بالقول ان الناشطين الفلسطينيين يستخدمون المنازل القريبة من الحدود قاعدة ينطلقون منها لشن هجمات ضد مواقعه ومخابئ في مداخل الانفاق التي يستخدمونها لتهريب الاسلحة. وقالت داعية السلام ان الهدف الوحيد من هذا الحائط هو الابقاء على تقسيم المنطقة وجعل السلام اكثر صعوبة بسبب غياب الاتصالات بين الشعوب المتجاورة. واصبح شارع صلاح الدين الذي كان يؤدي في السابق إلى الحدود المصرية وكان يعج بالمارة والمحلات التجارية، طريقا مسدودا يشبه ممرا مقفرا تراكم فيه الغبار لا يجرؤ احد على دخوله. وقال ابو سمير وهو فلسطيني مسن في رفح: انظر إلى هذا المكان، انه حي خال، لم يبق فيه سوى المشردين والعاطلين عن العمل. واكد ان ما يجري لنا اليوم سيكون غدا مصير سكان قلقيلية في اشارة إلى جدار الاسمنت المسلح الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية امتار ويعزل هذه المدينة الفلسطينية عن شمال الضفة الغربية.