بعد اخذ ورد ولف ودوران ومحاولات دنيئة للهرب من الحقيقة وطمس الواقع - بعد ذلك كله - عاد اسم الملاكم المسلم البطل محمد علي كلاي الى احتلال مكانته الطبيعية تحت اضواء الشهرة والبطولة وليعتلي - وبجدارة وثقة - لائحة الملاكمين الاقوياء، عاد ليسطر بالايمان والعند امجادا اخرى، عاد ليثبت للجميع ان قوة الايمان لا تقهر ونار البطولة لن تخمد، عاد ليوجه لكماته الى ذقون الفئران التي مرحت كثيرا اثناء غياب القط، عاد ليعتلي عرش بطولة العالم التي الفته والفها طيلة سنوات اربع لم يتمكن منه احد خلالها ولم يصمد امامه بطل. نعم لقد نجح محمد علي كلاي اخيرا في الصعود الى حلبة الملاكمة التي شهدت امجاده وسطرتها له بمداد من نور، تلك الحلبة التي لم تشهده خاسرا قط منذ اعتلتها قدماه، تلك الحلبة التي شهدته يصرع ليستون الشرير مرتين - وبالضربة القاضية - ، وباترسون المغرور، الذي قال قبل مباراته مع كلاي بأنه سيتبرع بكامل حصته لاعمار الكنائس بعد أن صرح كلاي قبله بأنه سيتبرع بحصته من دخل المباراة لبناء المساجد في امريكا، ولكن انى له ذلك وقد احتضنت الحلبة جسده الذي تهاوى امام تصميم البطل، حتى شوفالو المارد الكندي لم يصمد امامه ايضا ولم يكن حظ الانكليزي «لندن» اكثر حظا منه فقد شهدته الحلبة مضرجا بدمائه، كذلك كان الامر بالنسبة للبطل المنصب ايرني تيرل الذي غره اتحاد الملاكمة فكان احد ضحايا ضربات كلاي القاضية، هذا بالاضافة الى بطل اوروبا وبطل الكومنولث البريطاني والعديد غيرهم من اساطين الملاكمة الهواة الذين تهاووا امام لكماته قبل ان يصبح بطلا للوزن الثقيل في الملاكمة بالدورة الاولمبية التي جرت في روما عام 1960م والتي اعلن بعدها احترافه ليقارع الابطال وليحطمهم الواحد تلو الآخر. نعم لقد عاد ومن اجدر به من العودة الى بطولته وهو الذي اعتلى عرش ملاكمة الهواة للوزن الثقيل في روما بعد ان فاز ب 103 مباريات قبلها خلال ست سنوات قضاها في الهواية ليعلن احترافه بعدها وليلعب 30 مباراة منذ ذلك الوقت لم يعرف الهزيمة خلالها وفاز في 14 منها بالضربة القاضية علما بأنه فاز ببطولة العالم عام 1964م ودافع عن لقبه 8 مرات خلال 12 شهرا وهذا مالم يفعله اي ملاكم في العالم قبله. نعم لقد عاد، ولكن ماذا بعد عودته؟؟؟ سؤال له أكثر من اجابة واكثر من ردة فعل، فاتحاد الملاكمة نادم الان لموافقته على عودة كلاي للحلبة وهو الذي حارب ذلك طيلة سنوات ثلاث حاربه خلالها نفسيا واعلاميا ولاحقه قضائيا ومدنيا وعسكريا، وجرده من كل القابه وبطولاته؟؟ لانه لم يرض الذهاب الى الحرب وفضل ان يكون داعية اسلامياً في امريكا كيما يعرف الناس هناك بالدين الاسلامي الحنيف، وكأن لقب البطولة مقتصرا عليهم قط ناسين ان هناك اكثر من «130» دولة تعترف به بطلا لها، لقد كان قصد اتحاد الملاكمة هذا من وراء ذلك اخماد جذوة البطولة في نفس البطل وفسح المجال امام صرعاه كي ترتفع اصواتهم على حلبات الملاكمة التي غاب عنها بطلها ظنا منهم بأن السماح لكلاي بالعودة الآن للكم كفيل بأن يزيل اسمه - والى الابد - من امجاد البطولة فخسارته لابد واقعة من خصمه القوي جيري كوري بعد ذلك التمهيد كله بسنواته الثلاث هكذا ظنوا؟؟ والاتحاد الدولي للملاكمة احرج بعودته لانه لم يضع اسمه طيلة السنوات الثلاث الماضية ضمن قائمة الاقوياء العشرة الذين يحق لهم مقارعة بطل العالم المزعوم جو فرايزر فكيف به الان وقد اصبح كلاي المنافس الوحيد لفرايزر هذا؟ وابطال الابطال العشرة الاوائل الذين سلسلهم اتحاد الملاكمة الدولي ماهو شعورهم الان بعد ان اصبح كلاي قريبا من البطولة وقد كان الفائز منهم يمنى النفس بلقاء سهل مع فرايزر على هذا اللقب وهل نسي ليستون وباترسون وشوفالو وتيرل حظه امام البطل؟ ولكن وبما لايدع مجالا للشك فان اكثر المحرجين بعودته هو فرايزر نفسه، فكيف يتشدق بعد اليوم وفارس الحلبة قد عاد؟ وامام من يستعرض عضلاته ولكمات كلاي القوية وضرباته القاضية في طريقها اليه الآن لتجعله يترنح ويئن تحت وقعها، وارض الحلبة قد فتح له ذراعيه ليتلقى جسده الذي سيتهاوى بعد فترة وجيزة من بداية المباراة المنتظرة في شباط القادم. نعم لقد عاد محمد علي كلاي الى الملاكمة وعاد معه عشاق الفن الرفيع لتتبع اخباره التي شغلتهم لمدة طويلة وعادت وكالات الانباء للتسابق الى تصريح منه - كما اعتادت دائما - لان كلامه كان ثقة في كل مرة كيف لا وهو الذي قال بأنني سأهزم ليستون في الجولة السابعة من لقائهما الاول وفعل وبأنه سيهزم باترسون في الجولات الاخيرة وفعل ووفى بعهد في كل مرة. نعم لقد عاد وبعودته يعود صوت الاسلام ليرتفع في كل مكان يقف فيه البطل الذي صرح وبأعلى صوته وهو يقفز فرحا بعد هزيمته لليستون وفوزه ببطولة العالم. انا بطل العالم.. انا الملك.. انا مسلم. مروان عرفات