اخفقت جهود الولاياتالمتحدة في حمل بعض الدول الاعضاء بمجلس الامن الدولي على «اعتماد» مجلس الحكم الانتقالي العراقي المؤلف من 25 عضوا. وتقدمت الولاياتالمتحدة بهذا الطلب إلى بريطانياوروسيا والصين وفرنسا، وهي من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن، وعقد سفراء الدول الخمس جلسة مغلقة في مقر الاممالمتحدة جرى خلالها توزيع مشروع قرار أمريكي. وقال الدبلوماسيون إن روسيا وفرنسا على الاقل اعترضتا على عبارة «اعتماد» مجلس الحكم الانتقالي والذين اختار أعضاءه الخمسة والعشرين السفير الامريكي بول بريمر الذي يمثل أعلى سلطة لقوة الاحتلال في العراق.ومما يذكر أن مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي يضم ممثلين من مختلف مناطق العراق وجماعاته الدينية والعرقية يعتبر مجلسا مؤقتا لحين صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات عامة تفضي إلى تشكيل حكومة جديدة في بغداد. ويشار إلى أن معظم الدول أعضاء مجلس الامن الدولي قد عارضت الحرب التي قادتهاالولاياتالمتحدة ضد العراق والتي أطاحت بنظام الرئيس صدام حسين، وقادت ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين هذه المعارضة غير أنها وافقت مؤخرا على إجراءات بشأن توفير معونات إنسانية للشعب العراقي. وقال الدبلوماسيون إن روسيا وفرنسا سيفضلان «الترحيب» أو «الاحاطة علما» بمجلس الحكم الانتقالي العراقي بدلاً من «اعتماده».وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين «الامر برمته يعتمد على صيغة القرار». كما سيعطي مشروع القرار مجلس الامن تفويضا لبعثة للامم المتحدة في العراق التي تضم 300 عضو وتقود أنشطة الاممالمتحدة هناك بما في ذلك المساعدات الانسانية. وفي الوقت الراهن، تشارك وكالات الاممالمتحدة في أعمال الاغاثة بالعراق في حين توفر قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة الامن، وقال الدبلوماسيون إنهم يتوقعون أن يوافق مجلس الامن على تأسيس هذه البعثة، وذلك استنادا إلى توصيات كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة. وأضاف الدبلوماسيون أن مشروع القرار يتناول فقط القضايا الخاصة بمجلس الحكم الانتقالي العراقي وتشكيل بعثة الاممالمتحدة لدى العراق، وقالوا إنه بمجرد التوصل إلى اتفاق فيما بين الدول الخمس أعضاء مجلس الامن حول هذه القضايا، سيرسل مشروع القرار إلى المجلس لاجراء مناقشة نهائية وربما إجراء تصويت.