ساءنا كثيراً ما حدث في الأيام الأخيرة في وطننا العزيز، من أحداث مؤسفة قام بها زمرة من الشباب المغرر بهم، وللأسف ممن ينتمون لهذه الأرض الطاهرة كأجساد فقط، أما أرواحهم وفكرهم فقد سُلِب منهم، وجعلوا الآخرين يتخذونهم مطية في سبيل تحقيق أهداف دنيئة. ان ما وقع من سفك للدماء البريئة في الرياض الحبيبة، ومكة المكرمة والمدينة المنورة وفي القصيم والجوف، ومن ترويع للآمنين وهلك للحرث والنسل، وإشاعة الفوضى والقلاقل والفتن، لا يمت للإسلام بصلة وليس من الجهاد في شيء. لقد آن الأوان ان يعي شباب هذا الوطن الأبي، انهم مستهدفون في دينهم وفي وطنهم، وفي معاشهم وفي أرزاقهم، فالكيّس من دان نفسه وعمل الخير والصالح العام، فالوعي مطلب هام للجميع، وعدم الانجراف وراء أصحاب الأهواء والمرتزقة، متطلب لحفظ الدين والدنيا معا. إننا نشجب ونستنكر وندين هذه الأحداث الآثمة، ومن خلال هذا المنبر الإعلامي نجدد الولاء والطاعة لولاة الأمر، ونشد على يد الجماعة والوحدة الوطنية، ونتمسك بالعقيدة منهجاً ودستوراً للحياة، قولاً وعملاً وشرعة في الحياة. ان على الشباب أن يعمل ويجد ويجتهد، ويحرص على ملء وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع، وعلى الجيل الجديد ان يقدر تضحيات الآباء والأجداد، ويقدر هذه النعم التي نعيش فيها، وغيرنا كثر لا يجدون نصف ما نجد في هذه البلاد والحمد لله. العمل ثم العمل ثم العمل والوعي والإدراك، والحوار البناء والوحدة الوطنية واللحمة والتلاحم بين الراعي والرعية، هما النجاة والطوق والسد المنيع، وقبل ذلك التمسك بالعقيدة الإسلامية الوسطية. وان كان من كلمة حق تقال في هذا المقام، فهي كلمة الشكر والتقدير والثناء لرجال الأمن، حماة الدين والفضيلة والوطن، وشكراً وألف مليون شكر لهذه الأعين الساهرة، وهذه الأرواح الزكية الطاهرة التي تبذل، في سبيل الله وفي سبيل الوطن وأمن الوطن، والويل والثبور والوعيد لمن أسلم نفسه للشيطان، وعاث في الوطن فسادا. رحم الله تعالى الشهداء منهم وشفى الله تعالى المصابين، وألهم أهليهم وقيادتهم ووطنهم الصبر والسلوان، وان ما تحقق اليوم من صدور الأمر السامي الكريم، بإنشاء وتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ما هو الا مكرمة سامية تبعث على الارتياح وعلى مزيد من التفاعل والمشاركة والحوار البناء والفاعل، والذي يصب في مصالح الوطن العليا، ويعزز من مكتسباته وتماسكه وتلاحمه.