عشنا ردحاً من الزمن منذ أن تأسس هذا الكيان الشامخ في أمن وأمان ورغد من العيش لا يعكر صفونا معكر وهذه سنَّة الله في عباده المؤمنين.. لكن كل صاحب نعمة محسود، ففي الآونة الأخيرة ظهر لهذه البلاد حاسدون ومغرضون فحاولوا أن يعيثوا فساداً في أرجاء هذا الوطن الكريم، ولكن أنّى لهم ما أرادوا زماناً ومكاناً فما حصل في بلادنا لا يتجاوز سحابة صيف وبرق خُلَّب وفقاعة صابون سرعان ما تختفي، لذا أحب أن أطمئن ولاة أمرنا ومواطنينا أنه إن كان لهذه الدولة حراس من البشر فمن ورائهم حراسة الله ويده القوية، ومتى ما كانت يد الله معه فلن يخلص إليه شر. وقولي هذا يعد من نافلة القول ليس إلا فكلام مثل هذا قد سبقني به كتّاب هم أسْيل من قلمي وأطلق، وإن كان لي جديد في هذا المقال فهو:- إننا نحن شعب المملكة العربية السعودية لا نشتهي في هذا الكون سوى ولاة أمرنا الكرام فلهم الطاعة في المنشط والمكره، فهم سلائل رجال تسنموا ذرا المجد وشقوا ساحات الكرم فهم ذوو أمجاد مؤثلة ومروءات مؤصلة، فهم جُلاب للخير مغاليق عن الشر فهم كالذهب مع الفتنة يزيدون صفاء ونقاء، ولا أحب أن أطنب في شيء يعرفه القاصي والداني فالمعروف لا يكتسب من التعريف شيئاً، لا أقول هذا الكلام تملقاً أو رياء ولا نفاقاً، فالزمان ينطق بهذا ولا أقول هذا الكلام كي أقرب به البعيد أو أحافظ به على القريب فأيّم الله أن ما أقوله حق لا مرية فيه، وكما أني أقدم هذا الولاء الخالص كما يقدمه غيري فإنه بنفس الوقت يوجد لولاة أمري وحكامنا شعب طيب وأمة صالحة تناصر الحق بكل ما أوتوا من قوة.. فهذا الشعب النبيل وقف مع قيادته وولاة أمره في عسرهم ويسرهم، وإن دل هذا على شيء فهو ينبئ بطيب المحتد ونفاسة العنصر. فيا ولاة أمري نرجو ألاّ تتزعزع ثقتكم بشعبكم، وهذه الثقة يؤكدها ولاة الأمر أنفسهم في كل محفل، وما حصل من بعض أفراد هذا المجتمع لا يتجاوز قول القائل (لن تعدم الحسناء ذماً) وما قاله سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولكل تمر حشف فالتبر من التراب علماً بأن أولئك الذين شذوا وتنكبوا الصراط ليسوا سوى أناس لُعِب في عقولهم فكانوا أدوات ومعاول هدم لمن ضاق ذرعاً بوجاهة بلادنا ومحامدها وعلو كعبها وارتفاع سنامها، ورجولة رجالها وصفو عيشها، وإلا لم نعتد أن بلادنا تنتج هذا النتاج الشاذ، وما أريد أن أخلص إليه هو أننا سوف نسير تحت بيرق ولاة أمرنا الذين هم يحملون بيرق الدين وبيرق المثل والمبادىء، فمهما ادلهمت الليالي وجارت السنين فأيدينا ممسكة بهم لن نتململ، وسوف يشيب الغراب ونحن على العهد.. وأقول لمن أراد أن يعبث في سفينة بلادنا إنه لن يتمكن بإذن الله تعالى فهي تمخر عباب البحار بثبات وقوة، فيا ولاة أمري نحن نبت الرُّبى وأنتم غمامه إن لم يصبنا منكم وابل أصابنا طل منكم. حكامنا طاولوا السماء بمجدهم وشعباً لتلك الأمجاد يَقْدرها إذا اتفق هذا وذاك حصل المنى فنقطف جني الثريا وما حولها وكل حاسد سيموت قهراً ولن ينل سوى المهانة يتجرعها أُجمِّل قوافي شعري بذكركم فالقوافي بتلك الأمجاد سمت بها (*) بريدة/ص. ب 3461