قبل ثلاثة أشهر قرر خالد سطامي التحول من بيع الدجاج إلى تجارة السلع المعمرة. قال وهو يجلس داخل متجره الجديد «قبل الحرب كنت أبيع دجاجا لأن الناس كانوا في حاجة إلى الغذاء، والآن الجميع يطلبون أجهزة تلفزيون ومبردات هواء، انها أكثر السلع رواجا». وخارج متجر (الكترونيات خالد) وهو واحد من عشرات تبيع كل شيء من المجففات الكهربائية إلى أطباق الاقمار الصناعية في شارع كرادة المزدحم تكدس على الرصيف أكثر من 100 صندوق من اجهزة تلفزيون صينية الصنع. وفي داخل قاعة العرض المتربة تكدست مبردات الهواء والغسالات وأطباق الاقمار الصناعية ومصنوعات كورية الصنع تلقى اقبالا كبيرا. انه العراق الاستهلاكي الجديد بعد ثلاث حروب وعقوبات دولية استمرت 13عاما. يوجد به الآن كل ما يطلبه الشخص العادي، وفي يوم الجمعة العطلة الاسبوعية يعج شارع كرادة بالمتسوقين لشراء سلع كانوا لا يستطيعون الحصول عليها أو غير مسموح بها في عهد صدام حسين وخاصة أطباق الاقمار الصناعية. قال احمد محمد وهو احد ستة عاملين بمتجر سطامي «من قبل كان الجميع يخشون المستقبل ولذلك لم يشتروا سلعا غالية الثمن، والآن المستقبل واضح... استعاد الناس ثقتهم ولذلك ينفقون». ولكن ربما ليس الجميع كذلك، فهناك نسبة كبيرة لا تستطيع شراء مثل هذه السلع. ورغم ذلك فإن تجارة سطامي رائجة وتبلغ مبيعاته نحو 5000 دولار اسبوعيا، ويقول انه واحد من مئات في شارع كرادة الذي يمتد كيلو مترين. ويؤجج الطفرة شعور جديد بالحرية ولكن أيضا نظرا لعدم وجود ضرائب في هذه الدولة حيث القانون غائب تقريبا. يقول مسؤولون امريكيون ان الوضع سيتغير في العام القادم. في عهد صدام كان ثمن مبرد الهواء يتراوح بين 500 دولار و 600 دولار منها 200 دولار ضرائب. ويقول محمد إن الثمن الآن 300 دولار. وبتسهيلات مالية من دول مجاورة مثل الكويت والامارات وقطر والأردن يسدد التجار ما عليهم بعد البيع. وقد يكون هذا النظام لا بأس به الآن ولكن الخطر يكمن في المستقبل باحتمال تزايد نفوذ رجال أعمال أجانب في الاقتصاد العراقي مما يضر التجار المحليين. ويغري تكدس البضائع الكمالية على الأرصفة اللصوص ولكن الامريكيين يقومون بالحفاظ على الأمن، حيث تنتشر المركبات المدرعة والدبابات في النقاط الرئيسية ويقوم جنود مسلحون ببنادق ام 16 ومدافع رشاشة بدوريات في الشوارع ويحرسون المتاجر التي يسهل سرقتها. ولكن لا تزال توجد عقبات ضخمة قد تعرقل طفرة الشراء، من أكبر مشاكل بغداد الكهرباء غير المنتظمة والتي تنقطع، وان لم تحل هذه المشكلة فإن الناس سيحجمون عن شراء أجهزة كهربائية. قال شاهان بابازيان البائع في متجر اخر في كرادة «العمل جيد الآن. ولكنه سيكون أفضل اذا توافرت الكهرباء... اغلب الزبائن يأتون من شمال وجنوب العراق لأن لديهم كهرباء ولذلك يشترون هذه الاشياء فورا».