مدت الانتصارات التي حققها حاكم ولاية تكساس جورج دبيلو بوش في الانتخابات التمهيدية التي جرت في ولايات فرجينيا وواشنطن ونورث داكوتا يوم 29 فبراير الماضي، حملته الانتخابية بقوة دفع جديدة وجعلته يتقدم من جديد، ولو لمدة اسبوع آخر على الاقل، على السناتور جون ماكين في السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمنصب الرئاسة. اما الحدث الوحيد بالنسبة الى انتخابات الحزب الديمقراطي، فكان المنافسة الشعبية غير الملزمة التي جرت في ولاية واشنطن والتي اشارت الى تقدم نائب الرئيس آل غور بنسبة ثلاثة الى واحد تقريبا على منافسه، السناتور بيل برادلي من ولاية نيوجيرزي, ووسط تكهنات تشير الى احتمال انسحابه من السباق، قال برادلي انه يفضل البقاء والاشتراك في الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية الانتخابية التي ستجرى في السابع من الشهر، او ما يعرف باسم الثلاثاء العملاق . ويقول المحللون ان فوز بوش بفارق تسع نقاط في فرجينيا يعتبر رفضا للهجوم الذي شنه ماكين على المؤسسة الجمهورية وعلى ابرز زعيمين دينيين محافظين في الولاية، وهما بات روبرتسون وجيري فالويل، اللذين اسماهما ماكين رسولي التعصب . وقد حصل ماكين على عدد اكبر من الاصوات التي نالها بوش في الضواحي الشمالية للعاصمة واشنطن التي تقع في شمال فرجينيا، وهي معتدلة الاتجاهات، غير ان الجزء الجنوبي من الولاية، وهو منطقة محافظة، مكن بوش من الفوز على ماكين بنسبة 23-44%, اما بقية الاصوات فقد نالها مرشح آخر، هو السفير السابق ألان كيز. وقد تمكن المحللون من متابعة النتائج في فرجينيا حتى قبل ان تقفل صناديق الاقتراع، عن طريق ما يسمى استطلاعات الخروج ومما يذكر ان عملية الاقتراع سرية، ولكن الناخبين الذين يبدون استعدادا للمجاهرة بمن صوتوا له يعد خروجهم من دوائر الاقتراع وفروا معلومات جمعتها الهيئة الاخبارية لخدمات التصويت، التي تتكون من عدد من الوكالات الاخبارية. واشارت استطلاعات الخروج في فرجينيا الى ان الجماعات التي صوتت بنسبة اكبر في صالح بوش كانت النساء 57-41% والمسنين 60-38% وذوي الدخل المنخفض 60-34% والمحافظين 69-27% والمسجلين من اعضاء الحزب الجمهوري 59-28% , وتقدم ماكين على بوش بين حملة الشهادات المتقدمة 53-43% والمستقلين 64-31% والليبراليين 69-27% وذوي الدخل العالي 52-47% . وكان الانتخابات التمهيدية في فرجينيا من نوع الفائز يفوز بالجميع ، اي ان الفائز في الانتخابات يفوز بجميع مندوبي الولاية الجمهوريين, وهكذا كسب بوش 56 مندوبا في مؤتمر الترشيح للحزب الجمهوري. اما الديمقراطيون في فرجينيا، فانهم سيختارون مندوبيهم الى مؤتمر الترشيح اثناء اجتماعات انتخابية حزبية تجرى في ابريل القادم. وفي ولاية واشنطن، التي اجرت ما يسمى انتخابات تمهيدية شاملة ، وهي انتخابات تظهر فيها اسماء مرشحي كل الاحزاب على بطاقة واحدة، كان بوش متقدما على ماكين لدى احصاء اصوات اعضاء الحزب الجمهوري بنسبة 58-38، وذهبت البقية للمرشح كيز, وفي الجانب الديمقراطي، كان غور متقدما على برادلي بنسبة 72 الى 27%. وكان على الناخبين الجمهوريين في ولاية واشنطن ان يتعهدوا بالولاء الحزبي من اجل الحصول على ورقة اقتراع مشفرة خاصة تمكنهم من اختيار مرشحهم و12 مندوبا الى مؤتمر الحزب الترشيحي على اساس التمثيل النسبي, وفاز بوش بسبعة مندوبين بينما فاز ماكين بخمسة, اما بقية المندوبين، وعددهم 25، فسيتحدد وضعهم وفقا لاحكام الحزب بعد الاجتماعات الحزبية الانتخابية في 7 مارس, وفي ذلك التاريخ ايضا، يجتمع الزعماء الحزبيون الديمقراطيون لاختيار مندوبيهم الى مؤتمر الترشيح، وعددهم 75 مندوبا. وكانت ولاية نورث داكوتا قد تحولت في العام الحالي من نظام الانتخابات التمهيدية الى نظام الاجتماع الحزبي الانتخابي لاختيار مندوبيها السبعة عشر, وقد اجتمع الناخبون في قاعات المدارس والمطاعم وغيرها من الاماكن العامة، على غرار الاجتماعات الحزبية الانتخابية في ولاية ايوا, وبفوزه بنسبة 79%، حصل بوش على 14 مندوبا، بينما كان المندوبون الخمسة الآخرون من نصيب ماكين بعد حصوله على 19% من الاصوات, اما كيز، الذي حصل على خمسة في المئة من الاصوات، فلم يفز بأي مندوب. انتخابات الثلاثاء العملاق ومن المقرر اجراء انتخابات تمهيدية او اجتماعات انتخابية حزبية في 16 ولاية غدا الثلاثاء الذي بدأ عدد كبير من المعلقين السياسيين يسمونه الثلاثاء العملاق بدلا من الثلاثاء الكبير بسبب كثرة الاحداث التي يزخر بها. ينطوي سباق الغد على اختيار 1315 مندوبا من اصل 4336 للمؤتمر القومي للحزب الديمقراطي و613 من اصل 2066 للمؤتمر القومي للحزب الجمهوري، وهو ما يشكل نسبة من الاصوات يحتمل ان تكفي لضمان الترشيح لاحد المرشحين من كل من الحزبين, ولعل هذا اليوم سيكون اكثر الايام حسما في الحملة الانتخابية للمرشحين الرئيسيين الاربعة من الحزبين. في الجانب الديمقراطي، الذي كان هادئا نسبيا منذ الانتخابات التمهيدية والاجتماع الانتخابي الحزبي في ولايتي نيوهامشير وايوا، بمقدور نائب الرئيس آل غور ان يضمن لنفسه تقريبا الفوز بالترشيح اذا ابلى بلاء قويا ذلك اليوم, اما السناتور السابق بيل برادلي، الذي تشير معظم استطلاعات الرأي العام الى تخلفه وراء غور، فهو بحاجة ماسة الى بعض الانتصارات في ذلك اليوم لكي يتمكن من مواصلة السير. وفي الجانب الجمهوري، فان كلا من حاكم تكساس جورج دبليو بوش والسناتور جون ماكين في حاجة الى احراز انتصارات بوش لكي يثبت انه ما يزال قويا بين اعضاء الحزب المسجلين، وماكين لكي يبرهن على انه قادر على تحصيل الدعم من اكثر من مجرد المستقلين والناخبين المتحولين من الحزب الآخر, ومع ان ماكين حصل على اعداد كبيرة من اصوات مثل هؤلاء الناخبين في الانتخابات التمهيدية المفتوحة المبكرة، فانه لم تجر في بعضها انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي في الوقت ذاته، وهي انتخابات ربما تكون قد اجتذبت ناخبين مستقلين ايضا, وسيكون الوضع مختلفا في السابع من مارس غداً لان الانتخابات التمهيدية او الاجتماعات الانتخابية الحزبية ستكون للحزبين معا. وقبل اقل من اسبوع من الثلاثاء العملاق، تشير استطلاعات الرأي العام الى ان بوش يتقدم على ماكين في بعض الولايات، بينما يتقدم ماكين على منافسه في ولايات اخرى, اما بين الديمقراطيين، فان الاستطلاعات تدل على ان غور يتقدم على برادلي في معظم الولايات. لكل ولاية الحق في ان تقرر ما اذا كانت انتخاباتها التمهيدية ستكون مغلقة، اي مقصورة على اعضاء الاعضاء الحزبيين فقط او تكون مفتوحة، اي تسمح لاعضاء الحزب الواحد بالتصويت في مسابقات الحزب الآخر، وكذلك تسمح للمستقلين بالتصويت، ويمنح المندوبون الى المؤتمر القومي لاي من المرشحين بناء على نتائج التصويت, ويستخدم الديمقراطيون النظام النسبي، بينما يستخدم الجمهوريون نظام الفائز يفوز بجميع المندوبين. وستجرى انتخابات تمهيدية لعضوية الكونغرس ايضا في اليوم ذاته في ثلاث ولايات فقط هي كاليفورنيا وماريلاند واوهايو, وفي حين انه من المقرر عقد آخر الانتخابات التمهيدية الرئاسية في 6 يونيو، فان الانتخابات التمهيدية لعضوية الكونغرس ومناصب حكام الولايات ستستمر حتى الخريف. الولايات المشاركة في أحداث الثلاثاء العملاق كاليفورنيا: كاليفورنيا هي اكبر الولاياتالامريكية من حيث عدد السكان، وسيكون لها 367 مندوبا للديمقراطيين و162 مندوبا للجمهوريين, وتتبع كاليفورنيا نظام الانتخابات التمهيدية الشاملة، بحيث تدرج اسماء كل المرشحين الرئاسيين في نفس القائمة في كل دوائر الاقتراع ويبت بالفوز، وهي غير ملزم في مسابقة ملكات الجمال ، كما تسمى من باب التفكه, ولبطاقة كل من الحزبين شفرة لونية خاصة، ولا تحصى الا اصوات الحزب المعني في حال اختيار المندوبين الى المؤتمر القومي لذلك الحزب. كناتيكيت: الانتخابات التمهيدية فيها مغلقة وتقتصر على اعضاء الحزب المسجلين, عدد المندوبين 54 للديمقراطيين و25 للجمهوريين. جورجيا: الانتخابات التمهيدية فيها مفتوحة امام كل الناخبين تنطوي عملية التصويت على اختيار 77 مندوبا للديمقراطيين و54 مندوبا للجمهوريين, وهؤلاء يتم اختيارهم وفقا لنتائج التصويت في مقاطعات منفصلة من مقاطعات مجلس النواب في الكونغرس. هاوائي: يجتمع الديمقراطيون لاختيار 22 مندوبا، وسيكون الاجتماع الانتخابي الحزبي مفتوحا، غير ان على الناخبين ان يعلنوا انتسابهم للحزب قبل المشاركة. آيداهو: يجتمع الديمقراطيون لاختيار 18 مندوبا, يكون الاجتماع الانتخابي الحزبي مفتوحا امام الجميع شرط ان يعلن الناخبون انتسابهم للحزب قبل المشاركة. مين: الانتخابات التمهيدية مغلقة وتقتصر على اعضاء الحزب المسجلين, يتعين اختيار 23 مندوبا ديمقراطيا و14 مندوبا جمهوريا, اذا نال احد المرشحين الاثنين غالبية الاصوات الجمهورية، فانه يفوز بكل المندوبين اذا لم تكن هناك اغلبية، فان المندوبين سيوزعون على اساس نسبي. ماريلاند: الانتخابات التمهيدية مغلقة في الجانب الديمقراطي، اما في الجمهوري، فيجوز للمستقلين المشاركة, يتعين اختيار68 مندوبا ديمقراطيا و31 مندوبا جمهوريا، الذين سيوزعون على اساس نسب الفوز في مناطق المجلس التشريعي الولائي ومجلس النواب الفدرالي, وتشتمل انتخابات الثلاثاء على انتخابات تمهيدية في ثماني من دوائر مجلس النواب بالكونغرس وانتخابات على مقعد في مجلس الشيوخ. ماساتشوستس: الانتخابات التمهيدية مفتوحة امام الناخبين من الحزب الآخر والمستقلين, في الميزان، 93 مندوبا ديمقراطيا و37 جمهوريا. مينيسوتا: يختار الجمهوريون 34 مندوبا, وسيكون الاجتماع الانتخابي الحزبي مفتوحا شرط ان يعلن الناخبون انتسابهم للحزب قبل المشاركة. ميزوري: الانتخابات التمهيدية مفتوحة هناك 75 مندوبا ديمقراطيا و35 مندوبا جمهوريا. نيويورك: الانتخابات التمهيدية مغلقة هناك 243 مندوبا ديمقراطيا و101 مندوب جمهوري يوزعون على اساس نسبة الفوز في دوائر انتخابات مجلس النواب بالكونغرس. نورث داكوتا: يجتمع الديمقراطيون لاختيار 14 مندوبا, الاجتماع الانتخابي الحزبي سيكون مفتوحا، شرط ان يوقع الناخبون على بيان بأنهم ديمقراطيون. أوهايو: الاجتماع الانتخابي الحزبي مغلق , هناك 146 مندوبا ديمقراطيا و69 مندوبا جمهوريا يوزعون وفقا للفوز في دوائر الكونغرس, هناك مسابقات على 19 دائرة كونغرس ومقعد واحد في مجلس الشيوخ, رود آيلاند: الانتخابات التمهيدية مغلقة , هناك 22 مندوبا ديمقراطيا و14 مندوبا جمهوريا. فيرمونت: الانتخابات التمهيدية مفتوحة , هناك 15 مندوبا ديمقراطيا و12 جمهوريا. ولاية واشنطن: الاجتماع الانتخابي الحزبي مفتوح شرط ان ينتسب الناخبون في الحزب المعني قبل المشاركة في التصويت, يوجد هناك 75 مندوبا ديمقراطيا و25 مندوبا جمهوريا, ومن المقرر توزيع 12 مندوبا جمهوريا آخرين على اساس نتائج الانتخابات التمهيدية التي جرت في ولاية واشنطن يوم 29 فبراير الماضي. بوش يأمل في فوز ساحق ويأمل بوش في ان يسهم تحقيق انتصار ساحق خلال انتخابات اليوم في تدعيم موقفه كمرشح مختار لمؤسسة الحزب او ما يمكن وصفه بصورة المرشح الذي لا يقهر، التي افسدها بالنسبة له فوز ماكين المربك خلال الانتخابات التمهيدية في نيوها مباشير وميتشيجان في وقت سابق. ولكن بعد خسارته الانتخابات في فيرجينيا وداكوتا الشمالية وولاية واشنطن هذا الاسبوع، يتعين على ماكين ان يحقق عدة انتصارات في الانتخابات التمهيدية المزمع اجراؤها الثلاثاء المقبل ليحتفظ بصدقية ترشيحه لانتخابات الرئاسة. وحاول ماكين التقليل من شأن هزيمته خلال تجمع جماهيري في كاليفورنيا, وقال لأنصاره المحتشدين سنحتفل بواحد من اضخم الانتصارات السياسية في التاريخ , ومن جانبه بدا بوش اكثر ثقة مما كان عليه خلال الاسابيع الاخيرة وخاصة عندما بدأ في مهاجمة ماكين فيما وصف بحملة انتخابية تتزايد سخونتها باستمرار, وقال بوش لقد اقتربنا خطوة جديدة لنهاية عصر كلينتون جور في واشنطن, وبرغم نزعة التفاؤل الغالبة، فان ثمة مؤشرات متباينة بالنسبة للجمهوريين قبيل انتخابات الثلاثاء الكبير. فمن ناحية، فاز بوش بسهولة في واشنطن ليسحق جهود ماكين الحثيثة هناك, وكان هذا الانتصار هو فوزه الاول في الانتخابات التمهيدية خارج منطقة الجنوب الامريكي التي يعد فيها حاكم تكساس بوش المرشح الاقوى ان لم يكن المرشح الذي لا يمكن الحاق الهزيمة به هناك , وقد يزيد هذا من صعوبة الامر على ماكين في محاولته لسحب صفة المرشح الاقليمي عن خصمه بوش,, اما افضل آمال ماكين الاسبوع المقبل فتكمن في نيو انجلند التي كان قد نجح في انتزاع الفوز في الانتخابات التمهيدية بدائرة نيوها مباشير التابعة لها, وبالنسبة كونيكتيكت وفيرمونت وماسا تشوستس فسوف تشهد انتخابات تمهيدية ايضا, واظهرت استطلاعات الرأي شعبية قوية لماكين في نيويورك بالفعل. ويبدو ان تأييده في ولايات شمال شرق البلاد سوف يحرض القاعدة الجمهورية التقليدية ضد معقلها العصري في الجنوب. وفي فيرجينيا، اظهر المسيحيون المحافظون تأييدا واسعا لبوش, ويشكل هذا مؤشرا جيدا آخر لنجل الرئيس السابق, وكان ماكين قد ندد علنا بزعيمين دينيين للحركة الانجليكانية في فيرجينيا فيما وصف بمقامرة قد تلحق به الضرر في هذا المعقل العتيد الذي يفضل ابناؤه نهجا سياسيا متحفظا بطبيعتهم. اما ماكين فيأمل بأن يحقق له هذا الموقف فوائد نسبية في يوم الثلاثاء الكبير بولايات اكثر اعتدالا او حرية, ولكن هناك بعض الارقام المربكة بالنسبة لبوش, فمن بين ناخبي فيرجينيا الذين قالوا في استطلاعات الرأي انهم ليسوا جمهوريين، قالت نسبة 42% من مؤيدي ماكين انهم لن يصوتوا لمصلحة الجمهوريين اذا فاز بوش بترشيح الحزب. ويمكن ان يدعم هذا الاتجاه ادعاء ماكين بأنه المرشح الجمهوري الاقدر على هزيمة آل جور نائب الرئيس في انتخابات نوفمير المقبل, ولكن يتعين عليه ان يفوز بالترشيح اولا, وما زال بوش يحظى بتأييد قوي وسط الناخبين في الجولة التمهيدية الذين يعتبرون انفسهم جمهوريين, وهؤلاء تحديدا يشكلون نسبة 69% في فيرجينيا. كما ان التقويم الميلادي يعمل ضده ايضا فبعد انتخابات غدا الثلاثاء الكبير التمهيدية تنتقل الحملة جنوبا تمهيدا للجولة الاخيرة من الاقتراع بحلول 14 من الشهر الجاري, وتصوت في هذا اليوم ولاية تكساس التي اعيد انتخاب بوش حاكما لها بفارق كبير في عام 1998م وولاية فلوريدا التي يشغل جيب شقيق بوش منصب حاكمها ويسيطر على آلية الحزب الجمهوري فيها. المناظرات الرئاسية المذاعة عنصر رئيسي في السياسة الأمريكية وعلى الرغم من انه لم يجر سوى عدد قليل من الانتخابات التمهيدية حتى الآن في حملة انتخابات عام 2000م، فقد اصبحت المناظرات المتلفزة بين المرشحين الرئاسيين مع ذلك سمة شائعة من سمات المشهد السياسي في السباقين الديمقراطي والجمهوري. ومن المؤكد تقريبا ان المرشحين الفائزين سيخوضان مناظرات في الخريف, مثل هذه المناظرة نادرة في معظم البلدان، ولكنها اصبحت عنصرا رئيسيا في السياسة الامريكية، وخاصة في ربع القرن الماضي. يقول بول كيرك، الابن، رئيس مجلس ادارة مؤسسة مكتبة كنيدي، التي يتوقع ان تكون مكانا لمناظرة هامة في الخريف: المناظرات الانتخابية الرئاسية تظل اكثر الوسائل فعالية في تثقيف الناخبين في الحملات السياسية الامريكية, وكيرك هو رئيس سابق للجنة الديمقراطية القومية والرئيس المشارك لهيئة المناظرات الرئاسية، مع فرانك فارينكوف، الرئيس السابق للجنة الجمهورية القومية. المناظرات هي اختبار رئيسي لقوة المرشحين وقدراتهم، على حد ما يقوله جيف غرينفيلد، المحلل بشبكة سي, ان, ان, ويضيف قائلا: لا يستطيع المرشح ان يسوق نفسه في المناظرات بنفس الطريقة التي يقدر عليها في الاعلانات الدعائية، ولكن عليه ان يكون سريع البديهة للرد على اسئلة وانتقادات غير متوقعة. التعليق اللاذع السريع الذي يعلق بالذهن والقادر على تبديد فرص الترشيح هو اسوأ الكوابيس التي يمكن ان تصيب مرشحا رئاسيا يتطلع الى الفوز, ها انت تعيد الكرة من جديد ، وهي عبارة اطلقها رونالد ريغان ردا على الرئيس جيمي كارتر في احدى المناظرات التلفزيونية، ظلت عالقة في اذهان المشاهدين والمعلقين اثناء الحملة الانتخابية في عام 1980م, وانتهت الحملة بهزيمة كارتر. مثال آخر هو السؤال القاطع الذي وجهه نائب الرئيس وولتر مونديل للسناتور غاري هارت، منافسه الرئيسي في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية عام 1984م، وهو: أين اللحم؟ وقد استعار مونديل التعبير من اعلان تجاري عن الهامبرغر، الذي جاء فيه قول اين اللحم؟ للتدليل على ان الشركات المنافسة تغش المستهلك, وبدا وكأن مونديل يقول ان افكار هارت تفتقر الى الجوهر. ان قدرة المناظرات على الحاق الاذى بمرشح رئاسي معرض للانتقاد هي من الاسباب التي تجعل بعض المرشحين، وخصوصاً المتقدمين منهم، يمانعون في تعريض فرصهم للخطر في بيئة غير منضبطة, وكلما قلت القواعد التي تحكم المناظرات، قلت سيطرة المرشح عليها غير ان المناظرات الرئاسية المذاعة، اثناء الانتخابات التمهيدية او الحملة الرئاسية نفسها، اصبحت اليوم امرا معتادا يتوقعه الشعب الامريكي, وهي تتيح فرصة كبيرة لفحص مواهب ومهارات المرشحين بشكل آني وعفوي لا تعرف فيه الاسئلة مقدما, وتبعا لذلك، اصبح من المستحيل اليوم على المرشحين الامتناع عن المشاركة في بعض المناظرات على الاقل. ولم يكن الحال على هذا الشكل دائما, تاريخ اذاعة المناظرات على الهواء بدأ عام 1948م عندما واجه المرشحان الجمهوريان توماس ديوي وهارولد ستاسين بعضهما في مناظرة اذاعية اثناء الانتخابات التمهيدية الجمهورية في ولاية اوريغون, اما اول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الرئيسيين للحزبين الرئيسيين فجرت عام 1960م بين السناتور جون اف كنيدي ونائب الرئيس آنذاك ريتشارد نيكسون, واعتبرت المناظرات الاربع عاملا حاسما في فوز كنيدي بنسبة ضئيلة. من الطريف في هذا الموضوع ان الامريكيين الذين استمعوا الى المناظرات عن طريق الراديو ظنوا ان نيكسون هو الذي كسبها, اما جمهور التلفزيون، وهو جمهور اوسع، فقد اثنى على اداء كنيدي، مما يقف شاهدا على اهمية المظهر والجوهر معا في عصر التلفزيون, والنقطة هنا هي ان الامريكيين لا يعنون فقط بسياسات زعيم ما وايديولوجيته، بل وكذلك بشخصيته ومزاجه, ويسهل على الناخبين الحكم على مثل هذه الخصائص الشخصية في الجو المشحون اثناء المناظرات اكثر مما يتاح لهم ذلك في الاعلانات الدعائية او الخطب الرسمية. ونظرا لأن المناظرات التلفزيونية اعتبرت ذات اهمية حاسمة في نتائج انتخابات 1960م بحيث ادت في نظر كثير من المحللين الى هزيمة نيكسون بفارق ضئيل تجنبها المرشحون الرئاسيون في الانتخابات الثلاثة التالية، على اساس ان المجازفة بها تنطوي على خطر عظيم, ولم تستأنف تلك المناظرات الا في عام 1975م عندما واجه جيمي كارتر، حاكم ولاية جورجيا آنذاك، الرئيس جيرالد فورد اثناء الحملة الانتخابية الرئاسية في حينه, ومنذ ذلك الوقت، اجريت مناظرات في كل الانتخابات الرئاسية اللاحقة, ويتوقع الشعب الامريكي اليوم اجراء تلك المناظرات، ولذا فانه من المشكوك فيه ان يرفض اي مرشح الاشتراك فيها، على حد ما يقوله المحللون. ومنذ عام 1987م، كانت المناظرات تنظم من قبل هيئة للمناظرات الرئاسية تمثل الحزبين الرئيسيين, وكان هدفها هو ان ترعى وتنظم مناظرات بين المرشحين لمنصب الرئيس والمرشحين لمنصب نائب الرئيس في الحزبين الرئيسيين, اما في هذا العام، فقد وضعت الهيئة شرطا لاشتراك مرشحين من خارج الحزبين الرئيسيين في مثل تلك المناظرات, هذا الشرط هو ان يظهروا، بناء على استطلاعات الرأي العام، انهم يحظون بتأييد 15% على الاقل من التأييد الشعبي. هذا وقد تقرر اجراء مناظرتين بين المرشحين للرئاسة ومناظرة واحدة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس في الخريف، قبل موعد الانتخابات في شهر نوفمبر القادم, ومهما تكن نوعية مناظرات الخريف، فانها من غير المحتمل ان ترقى الى مستوى اشهر المناظرات السياسية في التاريخ الامريكي التي جرت قبل مدة طويلة من اختراع الاذاعة الصوتية والتلفزيون. ففي عام 1858م، اشترك ستيفن دوغلاس في مناظرة مع ابراهام لنكولن للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ, وكانت المناظرات تعقد في سبعة مواقع في ولاية إلينوي، واحدة في كل دائرة من دوائر الكونغرس السبع, وكان دوغلاس الذي كان يؤيد الرق يشغل منصبا مسؤولا, وكان لنكولن يعارض الرق, وخسر ايب النزيه وهو اللقب المحبب الذي اطلق عليه على ابراهام لنكولن ، في انتخابات مجلس الشيوخ، ولكنه انتخب بعد ذلك بعامين اول رئيس جمهوري للولايات المتحدة, وما زالت مناظرات لنكولن دوغلاس تعتبر رائدة لنوعية الحوار الذي دار في تلك المناظرة في وقت فاصل من تاريخ الامة الامريكية. الصوت اللاتيني يزداد عدداً في الولاياتالمتحدة، ولكنه متنوع ويشكل الامريكيون المنحدرون من اصول اسبانية امريكية لاتينية قوة سياسية في الولاياتالمتحدة, فطبقا لآخر ارقام سجلها مكتب الاحصاء الامريكي، وصل تعداد السكان الناطقين بالاسبانية الى عدد يساوي تقريبا عدد السكان الافريقيين الامريكيين، وهو اكثر من 30 مليون شخص، ولكنهم يزدادون بسرعة اكبر, وتقول انا راديلات في مجلة اسبانية ان الاسبان يتمتعون في امريكا بنفوذ اقوى الآن من اي وقت مضى. لقد ازداد عدد السكان الاسبان الذين بلغوا سن الاقتراع بنسبة 25% في هذا العقد ليصل الى حوالي 20 مليونا، وسيكون الاسبان اكبر جماعة من الاقليات في الولاياتالمتحدة بحلول العام 2015م، اذا استمرت الاوضاع الحالية، كما يقول مكتب الاحصاء, وعلاوة على ذلك تشير البيانات الى ان نسبة الاسبان الذين يشاركون في الاقتراع هي نسبة اكبر, فمثلا، اشترك في التصويت 15% فقط من الاسبان من الناخبين الجدد الذين كان قد تم تسجيلهم في كاليفورنيا وتكساس في عام 1990م, ولكن في 1996م اقترع ثلثا عدد الاسبان، وكانت نسبة الذين ادلوا بأصواتهم أعلى من غيرهم بالنسبة الى مجموع الناخبين. ومع ذلك، فعلى الرغم من ان الافريقيين الامريكيين يصوتون بصورة كاسحة تأييدا للحزب الديمقراطي، فان الاسبان، مع انهم يرجحون التصويت لصالح الديمقراطيين، اكثر تنوعا في انتماءاتهم الحزبية، واصواتهم، كما يقول رودولفو دو لا غارزا، وهو خبير في اصوات الاسبان، واستاذ في جامعة اوستن في تكساس, ويستطرد قائلا: ان ذلك هو احد الاسباب الكبيرة التي تفسر لماذا يتودد بحماس كل من نائب الرئيس آل غور وحاكم تكساس الجمهوري جورج دبليو بوش لكسب الصوت الاسباني، ويبذلان جهودا خاصة للوصول اليه في الانتخابات الحالية التمهيدية التي تجرى الآن في جميع انحاء البلاد. ويضيف دو لا غارزا قائلا ان هناك سببا رئيسيا يفسر تنوع الصوت الاسباني في الولاياتالمتحدة، وهو ان المهاجرين من دول امريكا اللاتينية جاؤوا الى هنا من 20 دولة مختلفة, وخبرتهم في الولاياتالمتحدة اقل تماثلا بكثير من الافريقيين الامريكيين, فمصالح المكسيكيين واحفادهم في كاليفورنيا، مثلا، تميل الى ان تكون مختلفة جدا عن مصالح الكوبيين واحفادهم في فلوريدا, وبالاضافة الى ذلك فان التركيب العنصري للسكان الاسبان يتسم بالتنوع, فمظمهم يصنف نفسه على انه ابيض، ولكن اقلية كبيرة منهم تعتبر نفسها ملونة, واردف قائلا: انه لهذه الاسباب وغيرها، يوجد نوع من عدم التناغم السياسي بين اوساط المجموعة الاسبانية، وهو امر يرجح استمراره. وحاليا، يقول 44% من الاسبان انهم ديمقراطيون، و16% انهم جمهوريون، و40% انهم مستقلون، طبقا لدراسة اجرتها اخيرا جريدة واشنطن بوست ، ومؤسسة هنري كايرز فاميلي، وجامعة هارفارد, وبينت الدراسة نفسها ان معظم الاسبان يؤيدون الحكومة الكبيرة، ولكنهم يتخذون موقفا محافظا حيال القضايا الاجتماعية، وفي واقع الامر يتبنون خليطا من الآراء المحافظة والليبرالية, ويشكل العدد الكبير من المستقلين بين الاسبان احد الاسباب التي تجعلهم هدفا يسعى اليه سعيا حثيثا كلا الحزبين الكبيرين، كما يقول المحللون السياسيون. وبالنسبة الى السباق الحالي للفوز بالرئاسة، بينت الدراسة انه يوجد شقان متعادلان بين الاسبان، فقسم يؤيد انتخاب نائب الرئيس آل غور رئيسا، والآخر يؤيد حاكم تكساس الجمهوري جورج دبليو بوش, ولكن من المحتمل ان تكون المعلومات التي تم جمعها قديمة، لان ديناميكية الانتخابات الرئاسية تتغير يوميا تقريبا، كما لفتت الى ذلك الواشنطن بوست في مقالة نشرتها اخيرا عن الدراسة, ومع ذلك، فتلك الارقام المبكرة تعتبر مذكرة تدعو الديمقراطيين الى الاحتراس، وتمثل تحديا حقيقيا للجمهوريين، كما قالت الجريدة, ولم تنظر الدراسة بعين فاحصة الى قوة المنافس الجمهوري جون ماكين, او المنافس الديمقراطي بيل برادلي. واحد دواعي القلق بالنسبة الى الجمهوريين، هو وجود احساس بتبلد شعورهم حيال الاقليات، كما يقول رونالد الفينغ، الذي الف كتابا بعنوان التودد الى الصوت الاسباني يقول الفينغ: ان الجمهوريين قاموا بجهد حسن نسبيا بين الناخبين الاسبان بصورة عامة في الثمانينات، ولكن ذلك تدنى في التسعينات بسبب تأييد الجمهوريين لاجراءات يراها الاسبان مناهضة للهجرة، ومعادية للاقليات, ونتيجة لذلك، ايد الاسبان بيل كلينتون بصورة كاسحة في عام 1992 و1996م. وفي الحملة الحالية، لم يركز ماكين حتى الآن على الصوت الاسباني، ولكن بوش يحاول ان يتصدى للانطباع بأن الجمهوريين يتسمون باللامبالاة ازاء الاقليات، بشن حملة جريئة في وسائل الاعلام الصادرة بكل من اللغتين الانجليزية والاسبانية، في الولايات التي يتركز فيها الاسبان، كما يقول الفينغ, كما يبذل غور ايضا اقصى جهده للوصول الى الناخبين الاسبان, ولكن الدراسة التي قام بها اخيرا معهد فيلاسكوز، وهو منظمة تناصر الاسبان، تشير الى انه لم يبذل اي من المتنافسين، سواء برادلي او ماكين، حتى الآن جهدا له قيمته، ولم يقم اي منهما بالتقرب الى الناخبين الاسبان. ويفيد مكتب الاحصاء ان كاليفورنيا بها اكبر عدد من السكان الاسبان في الولاياتالمتحدة، وهو يقل قليلا عن 10 ملايين شخص، وتأتي بعدها ولاية تكساس، ونيويوركوفلوريدا والينوي, وهذه ولايات كبيرة تعد حيوية لاي مرشح، يريد ان يفوز بالرئاسة, وتشكل اصواتها مجتمعة في كلية الناخبين اكثر من نصف ما يحتاج اليه المرشح للفوز بالبيت الابيض. بوش يفوز بتأييد المندوبين في الأراضي التابعة للولايات المتحدة وفاز جورج بوش، حاكم تكساس، بتأييد 26 مندوبا في المؤتمر القومي الجمهوري وذلك في نهاية الاسبوع الماضي في 26/27 فبراير في الانتخابات التمهيدية وفي اجتماعات الحزب الانتخابية التي عقدت في الاراضي التابعة للولايات المتحدة. وقد فاز بوش بأكثر من 90% من الاصوات في بورتو ريكو في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية، فضم اليه جميع المندوبين وعددهم 14, واضافت انتصاراته في المؤتمرات الانتخابية الحزبية في غوام وساموا الامريكية وجزر العذراء عددا اضافيا لحسابه وهو اربعة من كل موقع. ولا يحق لسكان المناطق التي لا تقع داخل اي ولاية التصويت في الانتخابات العامة التي تعقد في نوفمبر، ولكن يسمح لهم بالاشتراك في الانتخابات الرئاسية التمهيدية، ومؤتمرات الحزب القومية، والانتخابات الحزبية. وتزدحم قنوات التلفزيون في كاليفورنيا، اكبر ولاية تشترك في الانتخابات التمهيدية الضخمة التي تعقد يوم الثلاثاء العملاق بالاعلانات، سواء تلك التي تؤيد او تهاجم المتنافسين الجمهوريين للفوز بالترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية. وفي محاولة للوصول الى الاسبان في الولاية، ونسبتهم 15% من مجموع سكانها، وضع جورج دبليو بوش، حاكم ولاية تكساس، اعلانا بالاسبانية يصف نفسه بأنه رجل يؤمن بقيم الاسرة وجميع القيم المحافظة، واعلانا آخر بالانجليزية يروج لسجله حيال قضايا مختلفة,, ووضع جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية اريزونا، اعلانا يقارن نفسه بالرئيس المحافظ السابق رونالد ريغان، وينتقد التأييد الذي حصل عليه بوش من جانب مسؤولي الحزب الجمهوري,, وكان بوش ايضا هدفا لاعلان ينشره سييرا كلوب، وهي منظمة محافظة، تتهم ولايته تكساس بأنها تتصدر قائمة الذين يرتكبون انتهاكات بيئية في جميع الولايات، وتتهمه شخصيا بقبول تبرعات للحملة الانتخابية من اشخاص يدعي انهم يلوثون البيئة. طرائف على درب الحملة الانتخابية توقف قصير: نبه زعيم الاغلبية السابق في مجلس الشيوخ بوب دول، وكان مرشح الجمهوريين للرئاسة عام 1996م، حاكم تكساس، جورج دبليو بوش وسناتور آريزونا جون ماكين، الى ضرورة ان يتوقفا عن حملاتهما المتبادلة الواحد منهما تجاه الآخر قبل ان تسبب ما وصفه بأنه ضرر لا يمكن اصلاحه لهما وللحزب الجمهوري, وقال دول ان بعض السبب في خسارته كان حملة اعلانات سلبية، مشوهة وكاذبة ضده في الانتخابات التمهيدية وقد جعله ذلك هدفا سهلا لحملة سلبية في الانتخابات العامة, وقال ان التركيز المتجدد لبوش وماكين، يجب ان يكون على القضايا والافكار. تحول في ممارسة الحملة الانتخابية: لما كان تركيز حملة انتخابات الرئاسة يتحول الآن من انتخاب تمهيدي او اثنين او مؤتمر لقادة الحزب او اثنين الى احداث تجري في عدة ولايات، فهي تتحول من حرب على الارض الى حرب في الجو، كما يقول عالم السياسة في جامعة كليرمونت ماكينا، جاك بيتني, ويضيف قائلا: ان المكان والزمان يتطلبان اعلانات تلفزيونية عوضا عن احداث شبيهة باجتماعات المركز البلدي، والاليكترونيات تحل محل المصافحة بالايدي, ويعتقد بيتني ان نظام يوم الثلاثاء العملاق هو نظام سيىء لان الناخبين بحاجة الى فرصة لدراسة مواقف المرشحين، كما ان المرشحين بحاجة لان يصبحوا حكماء في خوض المعركة. الحكام الجمهوريون: في مرحلة سابقة من السنة الانتخابية، قدم الحكام الذين اعربوا عن تأييدهم لمسعى حاكم تكساس جورج دبليو للفوز بالترشيح الجمهوري للرئاسة، نصيحة لحملته، لكنهم يستمرون في الالتفاف حول مرشحهم, ولدى اجتماعهم في واشنطن، قالوا ان زميلهم، بوش، ارتكب اخطاء، مثل التكلم في جامعة بوب جونز المحافظة جدا في ساوث كارولينا، لكنهم يؤكدون بأنه ما زال لديه الوقت لتصحيحها. مرشح سابق: كتب المرشح الرئاسي الجمهوري غاري بوير، الذي انسحب من السباق ثم ايد السناتور من اريزونا جون ماكين، في صحيفة الواشنطن تايمز قائلا: ان ماكين هو افضل امل للحزب بالفوز بالبيت الابيض مجددا واذ اشار الى اهمية بناء ائتلاف عريض القاعدة شبيه بائتلاف ريغان، قال بوير ان ماكين يريد نظاما سياسيا مبنيا على الكياسة، والتهذيب والشرف. انتخابات الجمهوريين في نظر الناقدين وكتب ريتشارد بنيديتو، المحرر في صحيفة واشنطن تايمز يقول: ان المنافسة الثنائية العنيفة للفوز بالترشيح الرئاسي الجمهوري ستمدد السباق على الارجح الى ما بعد منتصف مارس، رغم التوقعات بأن كل شيء سيكون قد انتهى عندئذ, وقد استندت التكهنات بنهاية مبكرة لفصل الانتخابات التمهيدية الى جدول مكثف من الانتخابات التمهيدية المبكرة والتوقع بأن حاكم تكساس جورج دبليو بوش سيفوز بمعظمها, لكن الآن، ونظرا الى المعركة التي تجري حاليا من انتخاب تمهيدي الى آخر بين بوش والسناتور من اريزونا جون ماكين، فان معركة الترشيح يمكن ان تمتد الى النهاية حتى المؤتمر القومي للحزب الجمهوري في اواخر يوليو. المعلق الرئيسي في سي, ان, ان, بيرناردو شو: على الرغم من انه مضت 12 سنة منذ ان غادر الرئاسة، فان رونالد ريغان يبقى شخصية شامخة في السياسات الجمهورية، ويجري استخدام اسمه في كثير من الاحيان، وباحترام كبير، مثل اسم ابراهيم لنكولن، وليس من قبل المصادفة او الاعجاب ان حاول المتنافسان الجمهوريان جون ماكين والحاكم جورج دبليو بوش ان يجعلا ترشيحهما مغلفا بلغز ريغان المبجل, هما يعترفان كلاهما بأن اعادة ابتكار ائتلاف ريغان من الديمقراطيين والمستقلين من الطبقة المتوسطة يمكن ان تكون المفتاح للفوز في نوفمبر. المحرران وليام كريستول وديفيد بروكس في مجلة ويكلي ستاندر: بدلا من ان ينتج هذا الفصل الانتخابي ديمقراطيي ريغان، انتج مستقلي ماكين، ويبدو كثير من هؤلاء الناخبين الجدد في الانتخابات الجمهورية التمهيدية غير مناسبين للحزب الجمهوري, لكن ذلك هو ماتفعله حركات التمرد, انها توسع القاعدة، وتطيح المؤسسة القديمة بأن تجلب اشخاصا جددا, وهي تشكل تحالفات جديدة داخل الحزب, وذلك هو السبب في ان عامي 1980 و1984م كانا عامين رابحين للحزب الجمهوري في الخريف، وذلك هو السبب في ان الحملات الجمهورية التقليدية عامي 1992 و1996م كانت غير ناجحة. المعلقان جاك جيرموند وجولز ويتكوفر في صحيفة بلتيمور صن: السؤال هو ما الذي يتعلمه السيد بوش من هزيمته في مشيغان؟ هل سيبدأ بمد يديه الى الديمقراطيين والمستقلين؟ مع بقاء عدد ضئيل من الانتخابات التمهيدية التي يستطيعون التصويت بها، من المرجح ان ذلك لن يحدث, بل، مع كون ترشيحه متأصلا بقوة في المؤسسة المحافظة الجمهورية، فحله على الارجح سيكون اعادة التشديد على التزامه بها,, ومن السخرية بعض الشيء ان بوش، الذي كان يتباهى كيف استطاع ان يجتذب المستقلين والديمقراطيين في تكساس، يهاجم الآن السيد ماكين لاستطاعته ان يعمل الشيء نفسه, لكن لا يمكن لاي جمهوري ان ينتخب رئيسا من دون شيء من تأييد الديمقراطيين والمستقلين, ان السيد بوش بفرضه نوعا من الحرمان على هؤلاء الاشخاص غير الجمهوريين، يستطيع ان يكسب الترشيح لكنه سيخسر الحرب في نوفمبر. المعلقان دان بالز وتوماس ايدسول في صحيفة الواشنطن بوست: ان حملة جون ماكين الآخذة في البروز تواجه الجمهوريين بسؤال موجع: هل يستطيع ترشيحه ان يوسع قاعدة الحزب باجتذابه ملايين الناخبين الجدد الى قضيته، ام هل سيمزق الائتلاف المحافظ الذي ساعد على بروز الحزب في التسعينات؟ في اعقاب انتصاره في مشيغان، جادل مؤيدو ماكين بالقول انه وجد الصيغة لتوسيع جاذبية حزب لم يفز الا بحوالي 40% من الاصوات في انتخابي الرئاسة الماضيين لاثارته تبرما ضمن المؤسسة السياسية في واشنطن,, لكن هناك اعتراضا حادا على ذلك بين محازبي جورج دبليو بوش ا لذين يجادلون بأن الصيغة للفوز في نوفمبر هي الاعتماد على قدرة المرشح الجمهوري على توحيد الحزب، وتنشيط قاعدته الاساسية من المحافظين ومد الايدي الى المستقلين مثلما فعل بوش في انتصاريه بمنصب حاكمية تكساس. المعلق اي, جاي, ديون في صحيفة الواشنطن بوست: الذي يقلق مؤيدي بوش هو ان مرشحا يحب ان يتحدث عن رسالته ليست لديه كما يبدو رسالة كبيرة تستطيع ان تجتذب ناخبين غير جمهوريي القاعدة، حتى اذا نجحت القاعدة في ترشيحه, وقد قال مؤيد لبوش انه اذا طلب من الناخبين ان يسموا ثلاثة اشياء يعرفونها عن المرشحين، فان قائمة ماكين ستكون الاصلاح والمواجهة المباشرة وبطل حرب اما قائمة بوش ستكون ابن الاب، ثري، واختيار المؤسسة، وقال متفجعا: اي القائمتين ستفوز؟. المعلق في صحف هيرست ستيوارت بويل: جمهوريو الداخل، الذين ذهلوا لتدمير جون ماكين لجدار جورج بوش الواقي في مشيغان بمساعدة الديمقراطيين والمستقلين، يزنون تغيرات يمكن ان تمنع ديمقراطيين من الادلاء بأصواتهم في بعض انتخابات الرئاسة الجمهورية التمهيدية المقبلة, فهناك اعضاء بارزون في اللجنة القومية الجمهورية الخاصة بالانظمة والقوانين، وجمهوريون اعضاء في الكونغرس ورئيس جمعية الحكام الجمهوريين يضغطون من اجل تغييرات تمنع غير الجمهوريين، خصوصا الديمقراطيين، من المساعدة في اختيار مندوبين الى المؤتمر القومي الجمهوري، الذي سيختار المرشح الجمهوري. الكاتب بصحيفة جيم شافيس، في صحيفة واشنطن سباكتيتور منذ عام 1994م، عندما خسر الديمقراطيون السيطرة على الكونغرس امام الجمهوريين، لعب العمل المنظم دورا رئيسيا في الجهود لاعادة بناء الحزب الديمقراطي, وأدى تأييد نقابات العمال المرشحين الديمقراطيين في انتخابات عامي 1996 و1998م الى انتصارهم في عدد من السباقات الحرجة,, وهذا العام، في اختبار للقوة العمالية الجديدة، يعتزم رئيس اتحاد العمال الامريكيين ومؤتمر المنظمات الدولية جون سويني وغيره من قادة نقابات العمال، القيام بحملة لتحقيق انتخاب آل غور رئيسا واعادة سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب.