بتوجيه من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز المشرف العام على اللجنة السعودية المشتركة لاغاثة كوسوفا والشيشان قام وفد من اللجنة برئاسة معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم بزيارة الى جمهورية انقوشيا لتفقد مكتب اللجنة في نزران على الحدود الانقوشية الشيشانية والوقوف على اعمال الاغاثة السعودية المقدمة للمتضررين من الحرب في الشيشان والاشراف المباشر على آلية توزيع المعونات الاغاثية على اللاجئين. تبرعات المواطنين تصل لإخوانهم في الشيشان وقد استقبل مستودع اللجنة السعودية المشتركة في مدينة نزران بالقرب من الحدود الشيشانية التبرعات العينية من المواطنين والمقيمين خلال الفترة الماضية وبخاصة في شهر رمضان المبارك الذي شهد ذروة البذل والعطاء ومعاني النصرة والاغاثة للمسلمين الشيشانيين. وقال الدكتور عبدالرحمن السويلم رئيس اللجنة السعودية المشتركة (لقد حرصنا على هذه الزيارات الميدانية المتتالية حتى نباشر اعمال الاغاثة بأنفسنا ومن خلال موظفي مكتب اللجنة في نزران حتى نطمئن على وصول المساعدات الى مستحقيها، فالتبرعات العينية والنقدية التي وصلتنا لنصرة اخواننا في الشيشان وبخاصة في شهر رمضان المبارك هي امانة في اعناقنا وزادت من احساسنا وشعورنا بالمسؤولية فقد وصلت التبرعات لاخواننا في الشيشان ما يقارب 125 مليون ريال وكميات كبيرة من التبرعات العينية المختلفة التي ملأت مستودعات اللجنة ولا شك ان كل ذلك يجعلنا نبذل اقصى ما في وسعنا لايصالها الى اهلها وذلك عن طريق المعونات الاغاثية التي قدمتها وستقدمها لهم اللجنة السعودية المشتركة وبخاصة في مخيمات ومواقع اللاجئين). السعوديون يباشرون أعمال الإغاثة يعد مكتب اللجنة السعودية المشتركة في نزران بالقرب من الحدود الشيشانية المكتب الدائم والوحيد في منطقة الاغاثة الميدانية ويشرف على ادارته وتشغيله سبعة من الشباب السعوديين يمثلون المؤسسات الاعضاء في اللجنة السعودية المشتركة وهي جمعية الهلال الاحمر السعودي، هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية، مؤسسة الحرمين الخيرية، الندوة العالمية للشباب الاسلامي، ومؤسسة الوقف الاسلامي، ويتعاون معهم عشرون موظفاً انجوشيا في مستودع اللجنة لاستقبال وشحن وتوزيع المعونات الاغاثية بالاضافة الى السائقين والمترجمين وموظفي الامن, وفي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 23 ذي القعدة 1420ه انطلقت خمس شاحنات كبيرة من مستودع اللجنة الى اماكن متفرقة من مواقع اللاجئين الشيشان وقام موظفو المكتب بتوزيعها وفق بيانات معدة باشراف مباشر من وفد اللجنة. وفي هذا الصدد يقول الاستاذ صالح الذيباني مسؤول مكتب اللجنة في انقوشيا ان هناك آلية منظمة لتوزيع المساعدات الاغاثية على اللاجئين الشيشان تقوم على معرفة عدد افراد كل مخيم او موقع تتم وفق تنسيق مسبق مع المسؤول عن المخيم او الموقع حيث كلفت اللجنة مسؤولا عن كل موقع يسكنه اللاجئون يقوم بحصر عدد افراده، وترقيم الموقع ثم يقوم مسؤول التوزيع في اللجنة بتوزيع المساعدات الاغاثية وفق البيانات المعدة مع الاخذ بزيادة احتياطية نسبتها 10% من المساعدات المقدمة لهم. ويتم توزيع هذه المساعدات من خلال صناديق تحوي مواد غذائية تشمل 6 كيلو غرامات من الدقيق و2 كيلو غرام من الزيت ونصف كيلو غرام من الشاي و2 كيلو غرام من السكر بالاضافة الى معلبات الحليب السائل للاطفال. وهناك مساعدات اخرى تقدم بين حين وآخر مثل البطانيات والفرش. وعن المساعدات الصحية قال الاستاذ صالح الذيباني انه تم تأمين 7 سيارات اسعاف متنقلة وتعمل اللجنة الآن على المساهمة مع الحكومة الانقوشية في تطوير المستشفى العام الذي يعالج فيه المتضررون من الحرب في الشيشان ولاتزال الادوية والاجهزة الطبية في طريقها الى اللاجئين بعد ان يتم فسحها من السلطات الرسمية. مأساة الهجرة من الشيشان في لقائه بوفد اللجنة السعودية المشتركة قال الرئيس الانقوشي روسلان اغوشيف ان جمهورية انقوشيا تؤي ما يقارب 210 آلاف نازح شيشاني منهم 36 الفاً يعيشون في المخيمات والبقية يسكنون مع الاسر الانجوشية. واشار الى ان حركة النازحين مستمرة بين الذهاب الى غروزني وغيرها من المدن الشيشانية لتفقد منازلهم وممتلكاتهم وما خلفوه وراءهم من آثار الحرب والقصف الروسي المدمر على المدن الشيشانية والعودة مرة اخرى الى انقوشيا, واستشهد الرئيس روسلان اغوشيف في هذا الصدد بحركة اللاجئين الشيشان، حيث سجلت الاحصاءات الرسمية في يوم الثلاثاء الماضي وصول 1336 لاجئاً شيشانياً ومغادرة 1324. وعن اوضاع اللاجئين المأساوية قال رئيس جمهورية انقوشيا: إن من وصل اليها من الشيشانيين وصلوا وهم في حالة مأساوية فمنهم من فقد بعض اطرافه جراء الشظايا او القذائف التي تعرضوا لها وهم في طريق الهجرة ومنهم الجرحى وقد شهدت المخيمات ولادة 41 طفلا ميتا و25 طفلا توفوا بعد لحظات من ولادتهم. كما انتشر مرض الدرن (السل) بين اللاجئين بسبب سوء الاحوال المعيشية وتلوث الاماكن التي يعيشون فيها مثل عربات القطارات القديمة وحظائر الحيوانات، والاماكن المهجورة وايضا بسبب ازدحام النازحين في اماكن ضيقة. وقال الرئيس الانجوشي ان القضية الشيشانية ربما تأخذ وقتا طويلاً وعلينا ان نبذل جهودها لتحسين الوضع المعيشي للاجئين واغاثتهم والقضاء على الامراض المعدية بينهم.